ينظر الاردن الى دولة المانيا باعتبارها شريكا حيويا واساسيا لها دور كبير ومهم لا يمكن انكاره على المستوى السياسي وايضا الاقتصادي، باعتبارها دولة محورية ايضا في الاتحاد الاوروبي، اضافة الى اهمية الجهد الذي تقوم به المانيا في محاولة لايجاد حلول وصيغ للمشاكل التي تعاني منها منطقة الشرق الاوسط.
وما يميز العلاقات الاردنية الالمانية، بان وجهات النظر المتقاربة ازاء ملفات عديدة يجعل من التقارب والتعاون امر محمود ومطلوب في ظل ظروف صعبة سياسية وايضا اقتصادية تمر بها المنطقة.
نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني هايكو ماس، يوم امس، اكد ان «الحوار الأردني الألماني مستمر وهناك اتصالات عديدة بين جلالة الملك عبدالله الثاني مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لتعزيز العلاقات المتينة بيننا وأيضا زيادة التنسيق فيما يتعلق نحو هدفنا المشترك وهو حل الأزمات الإقليمية وتحقيق الأمن والاستقرار».
محللون أردنيون ثمنوا هذه العلاقات باعتبارها علاقات تتسم بالتوازن، وتنطلق من الاصرار على اهمية الالتزام بمبادىء الشرعية الدولية وتحترم القرارت الدولية وفي ذات الوقت تحاول اعادة بناء واصلاح مسيرة السلام التي تعثرت لاسباب كثيرة، ما انعكس سلبا على القضية الفلسطينية.
عضو مجلس النواب الاسبق محمد ارسلان قال: لا شك ان المانيا تعد دولة مؤثرة في الاتحاد الاوروبي، وتلعب دورا محوريا في السياسات الاوروبية الخارجية، وتميل المانيا بالعادة الى ان تستقل عن القرارات الامريكية في المنطقة، فالمانيا وفرنسا تشكلان حلفا داخل الاتحاد, ما يعني ان علاقة الاردن بالمانيا ستساهم في دعم الاردن سياسيا وايضا اقتصاديا.
واضاف ان المانيا تعد من اهم الدول الداعمة للاردن، وخاصة فيما يتعلق في دعم احتضان اللاجئين السوريين، هنالك اهمية كبيرة لهذه العلاقات، ايضا الميزان التجاري بين البلدين لا بأس به، وبالتالي هي شريك حيوي مهم على الصعيد الاقتصادي وايضا السياسي، وهنالك ايضا مجموعة ميونيخ التي تضم الأردن ألمانيا ومصر وفرنسا والتي تؤمن بان خيار السلام هو خيار ضروري واستراتيجي لأمن المنطقة.
وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية جمال الشلبي ان المانيا تعد دولة محورية في الاتحاد الاوروبي وكذلك فرنسا، فالمانيا ايضا تنظر الى الاردن سواء في دوره الاساسي فيما يتعلق بالبحث عن السلام في القضية الفلسطينية وايجاد حلول تؤكد اهمية المفاوضات المباشرة بين العرب والاسرائيليين، كما ان الاردن يعد رأس حربة مهما لمواجهة التطرف والارهاب في المنطقة ولديه امكانيات عسكرية ولوجستية واستخباراتية عالية، وهذا مقدر من قبل الاتحاد الاوروبي والمانيا. واضاف ان العلاقات الثقافية بين الدولتين الى حد ما محدودة، وتحاول المانيا ان تحول رأس مالها الاقتصادي والسياسي الى ثقافي، وهذا ما شهدناه خلال الجامعة الاردنية الالمانية وتدريس اللغة الالمانية في الكثير من المدارس الحكومية والخاصة بدعم الماني، وهذا يعني ان البعد الثقافي بدأ يصبح جزءا لا يتجزأ من السياسية الالمانية في الاردن.
وختم قائلا : الاردن يمر بظروف صعبة ناتجة عن جائحة كورونا، وايضا فيما يتعلق بالمواقف التي اورثها الرئيس الامريكي السابق دونالد ترمب، الاردن يشعر في ان المانيا قادرة وقابلة بان تسهم مع الاتحاد الاوروبي في ايجاد حلول منطقية وتعيد طريق حل الدولتين.
علاقات متشابكة مترابطة متكاملة، والمانيا تنظر للاردن كدولة مهمة في مفتاح الاستقرار فعلاقتهم نموذجية ولديهم تقريبا نفس الرؤية لمشاكل الشرق الاوسط.