الصحافي الأردني: عبد الله الشريف اليماني
منذ تأسيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، قبل ما يزيد على عامين، لم يشهد هكذا انقسامات، كالتي تعصف به اليوم. فان انفصال الجنوب مسالة وقت. وقد بدأت عبر فرض القوة العسكرية، من خلال السيطرة على المحافظات الجنوبية كافة . وفي الوقت نفسه يشهد المجلس الرئاسي، انقساما بين أعضائه نصف، مع الانفصال والنصف الآخر، مازال مع الشرعية.
فالسيطرة السريعة لجنوب اليمن يشبه تماما كما حدث في سورية وهروب الأسد. وما حدث في جنوب اليمن ، سيؤدي ، الى مزيد من القتلى والجرحى والمفقودين، بين الطرفين ، والمواطنين اليمنيين، لأن هذه التحركات العسكرية سيقابلها تحركات عسكرية مضادة، من كلا الطرفين المتصارعين.
وأخشى أن يتحول هذا، الجزء من اليمن الى مسرح، قتال ضحاياه الشعب اليمني. وان رفع علم اليمن الجنوبي، بدلا من علم الوحدة اليمنية والسقوط المدوي للمحافظات الجنوبية، لا يعني ان (النصر ) قد تحقق والامن والاستقرار قد ساد الجنوب. ولكن هذا مسالة وقت فالانفجار قادم. وشرارته حينما يتم تنصيب الرئيس (عيدروس قاسم الزبيدي) ، رئيسا لدولة ( الجنوب العربي). وسيكون بأمس الحاجه الى اعتراف دُولي وعربي ، الى جانب إقامة مؤسسات تدير البلاد .
فالانفجار الذي هز أركان المجلس الرئاسي ،المكون من (8) أعضاء ،الذي تكون في (اطارالشرعية) ، مما أدى إلى فرط عقده ، وهذا التعدد سببت له، هذا الاهتزاز ، أدى الى التفرد باتخاذ القرار، واهمها ما يخص جنوب اليمن.
ومنذ البداية حبذا لو كان (رئيس) ، يتولى قيادة اليمن ارضا وشعبا، يعمل على بناء جيش قوي، مجهز بأحدث الأسلحة والمعدات والتجهيزات القتالية المتطورة، والقوى البشرية المؤهلة تأهيلا جيدا، ليكون جاهزا للدفاع عن الأراضي اليمنية وحمايتها .
وما قام به الرئيس الزبيدي يعتبر ( عملية مدروسة) ، نتيجتها الانقلاب على المجلس الرئاسي الذي يرأسه ( الرئيس الدكتور رشاد العليمي) . وكانت أولى رسائل الانفصال ( الاستعراضات العسكرية ) ، التي أقيمت بذكرى الاستقلال، والتي يرعاها الرئيس الزبيدي وليس العليمي الذي كان يفترض يرعاها .
وهنا يظهر ان النية مبيته ، والاستعدادات تجرى حسب البرنامج المعد له مسبقا ، والزبيدي ماض في تنفيذه ، وهو استعادة ( الدولة الجنوبية). من خلال إقامته (بنية عسكرية وإدارية) متطورة .
أما جماعة الشرعية ، فلا تجنيد عساكر ولا تدريبات ، ولا استعدادات عسكرية ، ولا تفكير بتحرير الأراضي اليمنية ، ولا حتى دفع رواتب للجيش والموظفين .
وامام هذا الواقع وما يُجرى جنوبا ، فقد تبدوا (الطريق سالكة ) ، امام تولي السفير احمد علي عبد الله صالح مقاليد حكم اليمن. خاصة وانه يتولاها بعد سنوات، من تعرض اليمن ارضا وسكانا الى ، عمليات (القتل والجوع والمرضى النائمين في المستشفيات وعلى الطرقات ، وفي البيوت بما يسمى (قوائم الانتظار) ، فكل مواطن دمره الفقر وأرهقته الحواجز في الطرقات، والحرمان والسجن والخطف والتشريد ، والتقطع والامراض والسجون والتنكيل والتعذيب).
اما الذين هربوا من اليمن من اجل البحث عن الامن والأمان. فهم (يقصدون)، الله ان يجدوا لقمة طعام تشبع بطونهم الخاوية. وكل هارب من اليمن يسال نفسه، متى تنهض اليمن كمثل هذه الدول التي نحن فيها الان ؟هذا سؤال حيث ملايين اليمنيين المشردين في الداخل والخارج ،ممن يعيشون في اليمن ،أوضاعا مأساوية صعبة للغاية .
نهضة عمرانية في المجالات الصناعية التجارية، الاقتصادية، الطبية، الزراعية، والبنى التحية، والعسكرية. وهذا يتوقف على من يكون زعيما لليمن.
فأول خطوة للرئيس احمد علي صالح ،هي العمل على فتح دروب السلام ،على الدول كافة، وذلك من اجل تزويد اليمن ،بالخبرات المنوعة ،والنهوض بها، وتزويد
الشباب اليمني ،بالخبرات وعقد الدورات المناسبة لهم. والعمل على اثراء الشباب اليمني بعقد الدورات ،واكسابهم الخبرات، التي تنقل اليمن من القاع السحيق الى السطح الواسع ، بمعنى المستقبل المشرق.
(فأحمد ) يتحلى بالشجاعة والإقدام وأتوقع ان يضع امام ناظريه ،((دولة منهكة تحتاج الى كل شيء ، لإعلاء نهضتها وبناء استقرارها ، وتطورها ونمائها.
(احمد) خير من يتولى قيادة اليمن حيث سيقودها، الى بر الأمان لأنه يتمتع بحنكة عسكرية وسياسية واجتماعية، لا تتوفر في أحد غيره، حيث يمتاز بهيبة الأولين، ومهابة قادة جيوش الفتح الإسلامي، الذين ارسلهم رسولنا محمد صل الله عليه وسلم ، في معركة مؤتة، لفتح بلاد الشام.
وسيعمل على النهوض بالشعب اليمني ، ويداوي ( جراحه النازفة ) ، التي سببتها له جماعة الحوثي من ويلات و(جراح نازفه ). وسيحول أحزانه الى افراح. واستبداد الامن والاستقرار والعمران. وسيكون المُخلص لكل ما حدث ويحدث في اليمن.
وسيرفع العذاب والظلم والتشريد ،ووقف القتل الذي أصاب اليمنيين، والكلفة الباهظة التي دفعها الشعب اليمني ، من جراء سيطرة واغتصاب الحوثيين لأجزاء من الأراضي اليمنية. وسيكون المنقذ (لليمن)، من حالة الغرق والفوضى والدمار التي يعيشها اليمن الآن.
وقرار مجلس الأمن الدُولي برفع اسمه ،من قائمة العقوبات، تعتبر خطوة ، لإعادته إلى المشهد السياسي، ومنحه الفرصة للعب أدوار مختلفة، استنادا على إرث ، والده الذي حكم اليمن أكثر من ثلاثة عقود.
كما ان لقائه مع سفير الولايات المتّحدة لدى اليمن ستيفن فاجن. جعله بأن يكون الرجل مرشح من جهات داخلية، وقوى إقليمية ودُولية للعب دور سياسي خلال المرحلة اليمنية المقبلة.
وكذا اليمنيون الذين يطالبون بترشيح (احمد) خليفة لوالده، فهو أكثر نفوذا ،وحضورا في المجال العسكري والأمني والبرلماني ، خلال فترة حكم والده وعند غالبية اليمنيين، ويُنظر إليه باعتباره شخصية محورية في البرلماني الشعبي العام.
وقد أصدرت المحكمة العسكرية الحوثية (حكما) بإعدامه ومصادرة ممتلكاته، بعد أن دانته بتهمة (التخابر). ويهدف الحكم ب(القضاء على ما تبقى من حزب المؤتمر الشعبي العام). وردا على حكم الإعدام عبر اليمنيون في مصر عن التفافهم حول الرئيس المستقبلي لليمن ، وهذا يبرهن على ان الشعب يحبونه ،وحينما يحين الوقت المناسب ويقرر العودة لتحرير اليمن ، سيلتف حولة (رفاق السلاح ) ،في الحرس الجمهوري خاصة ووحدات الجيش جميعها عامه .
كما ان الشعب اليمني ذاق الأمرين من حكم الحوثيين، الذين عاثوا في اليمن أرضا وشعبا اشد أنواع الفساد والظلم والقتل والاعتقال، والتعذيب، والجوع، والحرمان.
وعانوا من اسوا معامله ، وضائقه مالية واقتصادية واجتماعية وسياسيه ومعيشيه ، ولأجل ذلك ينتظرون قرب ساعة الخلاص من الحوثيين .
قلوب اليمنيين تنتظر ذلك الخبر ، الذي يدخل الفرح قلوبهم ، يومها سيخرج اليمن ،الى الميادين مكونين عرسا كبيرا شاملا ستزحفون الى الميادين ، والشوارع مرحبة بقدومه ومباركة له توليه مقاليد حكم رئاسة اليمن . تماما كما زحفه الجماهير الى ميدان التحرير في صنعاء عندما جرت الانتخابات الرئاسية، التي فاز والده الرئيس صالح.
واليمن يستحق أن يكون له رئيس يمثّله ، رئيس يقترب من المواطنين. يستمع الى أنين الفقراء والمحتاجين ويسير في الشوارع من دون حواجز، ويجلس معهم كأنه اخيهم وابنهم وجارهم ورفيقهم، يعرف همومهم وقضايا واوجاعهم. رئيس يتحلى بالنزاهة والعدل والاستقامة بعيدا عن الانتقائية في التعامل مع المواطنين والتجبر، والكبرياء، والانتقام، والظلم. فاليمن اليوم تنتهك سيادته ، والصراعات الداخلية تشغله عن إعادة بناء اليمن السعيد ، صراع على الكرسي.
لم يعد اليمن سعيدا، الا بالخطابات السياسية. ورفع الشعارات الجوفاء المطالبة بالشرعية، وبدلا منها لابد من اتخاذ خطوات عملية، ووطنية شجاعة من خلال مشروع وطني يؤدي الى انقاذ اليمن واخراجها مما هي فيه، تتشرذم اليمن ، وأبناء اليمن يقتلون بعضهم ، لإرضاء غيرهم ، لان ما يحدث اليوم يشكل خطرا على وحدتها اذا بقيت . ويبقى توزيع واهداء المناصب ( حظوظ ومصالح دولية ). احمد انتظروه .




