القلعة نيوز : كم تمنيت ان اكتب كلمات لم تشهد لها صفحات التاريخ يوما ولكن الكلمات وقفت عاجزه أمامه فهو ما كتب التاريخ أفعالا لا أقوالا. كم هو قاس فراقك يا جدي ، أذهلتنا برحيلك الموجع المؤلم كما أذهلتنا بحجم الفراغ من بعدك ،فراقك فاجعه أدمت عيوننا فطرت قلوبنا وقضت مضاجعنا وهزت كياننا . فكل بيتك ما زال يبكي فراقك وكل زواياك المفضلة التي كنت تجلس بها تشتاق لك. فقد فارقتنا إشراقه الصباح وبسمه المساء. #مضت الأربعين يوماً من قسوة الفراق ولوعته ووجع البُعاد وحرقته على رحيلك الموجع الأليم. تمر الأيام والجرح مازال ينزف والقلب مازال يبكي أربعون يوماً وكأنها الدهر بلا نهاية فهذا الفراق الأبدي الذي لا عودة منه أبداً. حقاً إنها الذكرى الأربعين لرحيلك القاسي الموجع.
هل أقول إن ذاك الخبرَ كان صاعقةً أحرقت عروقي أو خنجراً موبوءاً دمّرَ فؤادي أو موتاً قبل الموت غصَّ في حلقي ولربما كلها مجتمعة. زفراتٌ ودمعاتٌ ولهيبٌ لا يطفئُه سوى الاسترجاع؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولله ما أخذ ولله ما أعطى، وكل شيء عنده إلى أجل مسمى. رحلت وقد تركت في صدورنا ذكرياتك العالقة في أذهاننا وارواحنا. فقد كان حب الخير والنخوه والشهامة والكرم والرجوله سماتك ومساعدة الآخرين وإصلاح ذات البين صفاتك.
نفتقدك اليوم وكل يوم وكل لحظه فقد كنت الجد والاب والأخ والصديق الصدوق والرجل الرجل عندما تعز الرجال ، نستذكر سيرتك الطاهره العطره ووصاياك الحسنه ودروسك الحكيمة وطلتك النضره وابتسامتك البهيه وحديثك الشيق العذب نستذكر (وهل ننسى) شموخك ورجولتك وعنفوانك فقد كنت كالسياط خشونا وصبرا وكالياسمين بياضا وطهراوعطاوك كالمطر جدي مهما تكلمت عنك لن اوفيك حقك فأنت كنت ولا زلت كل شي رحمك الله وغفر لك وأسكنك الفردوس الأعلى اللهم آمين يارب العالمين
اللهم اغفر لجدي وارحمه ، وعافه واعف عنه ، اللهم إن كان محسناً فزد في حسناته ، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن إساءته ، اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد ، اللهم نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم أبدله أهلاً خيراً من أهله ، وداراً خيراً من داره ، وجيراناً خيراً من جيرانه ، اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده ، واغفر لنا وله اللهم آمين يارب