شريط الأخبار
النائب الكابتن زهير الخشمان في كلمة استثنائية تحت القبة قدم فيا تحليل شامل ورؤية حلول حقيقية في مناقشة مشروع الموازنة تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان البوتاس العربية وألبامارل الأمريكية تعلنان عن مشروع توسع في "برومين الأردن" بقيمة تتجاوز 800 مليون دولار الأردن وتركيا: نريد لسوريا استعادة أمنها واستقرارها النائب ناصر الدين: المديونية تحل مشكلة وتخلق سلسلة مشاكل عادات يومية قد تكون سبب معاناتك من الصداع النصفي هل تعد القهوة السوداء أفضل من الشاى لصحتك؟ فوائد السمك للأطفال.. تعزيز القوة والتركيز أبرزها الفوائد الصحية لزيت الثوم.. كيف يساعدك على منع العدوى؟ استمتعي بتحضير المكرونة بالصلصة الجاهزة علاج الحبوب الحمراء في الوجه بسرعة أقنعة الجلسرين للتخلص من الهالات السوداء ماسك الكاكاو والقشطة: سر النضارة ومكافحة التجاعيد وزير المالية: مصر ستحصل على 1.2 مليار دولار من صندوق النقد في يناير الجلسرين السائل مع الليمون: سر العناية الطبيعية ببشرتك بلدية الوسطية: صيانة وتعبيد مدخل كفر اسد وإنشاء حديقة بكفرعان “الاستهلاكية العسكرية” تعقد ورشة عمل لدعم تكنولوجيا الروبوتات الذكية في المبيعات والتسويق الوحش :الحكومة قدمت أرقاماً غير واقعية ومضللة وصول قافلة المساعدات الأردنية الثالثة إلى معبر جابر اسعار القهوة والهيل صارت تهد الحيل ..! شركات توزيع سجائر تمتنع عن تزويد المحال بالسجائر

الاحتلال يعتقل الأم بعد زوجها بشهرين وأطفال بلا أبوين

الاحتلال يعتقل الأم بعد زوجها بشهرين وأطفال بلا أبوين

القلعة نيوز :

فلسطين المحتلة - كانت الساعة تقترب من الثالثة فجرا بتوقيت فلسطين، عندما حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلية، أحد البيوت جنوبي الضفة الغربية، ليس فيه إلا أم وأطفالها الخمسة.

ما هي إلا لحظات، حتى بدأ الجنود يطرقون بقوة منزل الأسير سليم يوسف الرجوب (49 عاما) من بلدة دورا غربي مدينة الخليل، فاستيقظ كل من في البيت.

حاولت الأم هيام محمد الرجوب، تهدئة الأطفال وتبديد خوفهم، لأنها اعتادت على الاقتحامات وتفتيش البيت وتخريبه خلال اعتقالات سابقة لزوجها، ظنًا منها أن القضية تنتهي عند تفتيش المنزل ثم المغادرة.

ما لم يكن بالحسبان، أن الأم، كانت هي هدف الاعتقال هذه المرة، واشتدت الصدمة عندما اقتربت منها المجندة الإسرائيلية وأمرتها بتجهيز نفسها ووداع أطفالها سريعًا، إذ إن وقت القوة العسكرية محدود.

على عجل، جهزت الأم المكناة «أم فراس» (40 عاما) نفسها، وبينما عيون أبنائها وطفليها حَكم (4 سنوات) وقسّام (8 سنوات) تتبعانها.

أخرجت المجندة القيود وكبّلت يديها، في مشهد أبكى والدها ووالدتها، اللذين حضرا على عجل من منزلهما القريب.

لحق حَكم، بأمه إلى حيث جرى اقتيادها، وبدل أن تعود معه جرى تعصيب عينيها وإدخالها عنوة إلى السيارة العسكرية، ليعود الطفل باكيا.

«الجيش أخذوا بابا وماما للسجن، رأيت الجيش أخذوا أمي وأخذوا أبي أيضًا وراحوا»، هنا عرف حَكم، السجن والجيش، قبل أن يتقن الكلام أو حتى يتعلم القراءة والكتابة.

رغم وجعه، يفهم حَكم» أن للسجن نهاية «أريد أن يخرجوا من سجن إسرائيل، أريدها (أمه) أن تعود، وأبي أيضًا». أما قسّام والذي يكبر حكم بأربع سنوات، فهو في الصف الثالث الأساسي، وحكايته مع معلمته في صباح يوم اعتقال أمه، كانت مؤلمة، وأشعلت شبكات التواصل الاجتماعي حزنا.

فصبيحة ذلك اليوم، وبعد ليلة مرعبة لم يستطع فيها «قسام» النوم، غلبه النعاس فنام على مقعده الدراسي، وهنا جاءته المعلمة تسأله لمَ لم ْتساعده أمه على النوم مبكرا، وعند الإجابة كانت الصدمة «أمي وأبي في السجن».

عن ذلك، يقول قسام: «كنت نائمًا في الفصل، فجاءت المعلمة لتيقظني، وقالت لي: لم لا تدعك أمك تنام باكرا، فقلت لها أمي وأبي في السجن، ما عندي لا أب ولا أم».

كان قسّام أيضا شاهدا على تقييد والدته ونقلها إلى العربة العسكرية: «رأيتهم حين قيدوها بالأصفاد، أدخلوها إلى الجيب (العربة العسكرية)، وعصبوا عينيها».

وفي غياب الأبوين، انتقل عبء رعاية الأولاد إلى جدتهم (والدة أمهم)، سارة الرجوب، لكن الأمراض والأوجاع تحد من دورها وقدرتها على خدمتهم.

تقول الجدة الرجوب: «جاء الجيش الساعة 3 بالليل وأخبروا ابنتي أنهم قدموا لاعتقالها زوجها في السجن و(هي) تربي أطفالها».

وتضيف أن آخر كلمات ابنتها المعتقلة «هيام» قبل اعتقالها، وهي محاطة بـ»جيش كثير حوالي 50 - 60 جنديا ومعهم مجندات» كانت لوالدها، حيث طلبت منه أن يرعى أطفالها.

وتضيف أن صهرها سليم، اعتقل عدة مرات، وأمضى ما مجموعه تسع سنوات ونصف السنة في السجون، أغلبها اعتقال إداري دون تهمة أو محاكمة.

وتقول: «صهري سليم الرجوب، يعتقله جيش الاحتلال كل فترة، سنة سنتين ثم يفرجون عنه، أحيانا يسجن شهرا أو شهرين، ويظل بعيدا عن أولاده وأطفاله وزوجته، وأحيانا يعتقلونه إداريا (بدون تهمة)».

وتكمل: «مكث حوالي تسع سنوات ونصف السنة في السجن»، وأما بخصوص اعتقاله الأخير فتقول: «معتقل منذ شهرين، والآن يعتقلون زوجته، حسبنا الله ونعم الوكيل».

حاولت الجدة، تهدئة أحفادها لحظة اعتقال ابنتها، بقولها إنها ذهبت لزيارة أبيهم وستعود، لكن الأطفال لا ينسون فعاودوا السؤال بإلحاح في اليوم التالي، حتى أفهمتهم بأنها لا تدري متى ستعود.

مشاهد الاعتقال لم تغادر مخيلة حَكم وقسام، ففي كل ليلة ينتابهما القلق والخوف من عودة الجيش. وتقول الجدة: «تركتُ بيتي وأنام عندهما، حاملة لمسؤوليتهما، عندما أطلب منهما أن يخلدوا إلى النوم، يقولون: لا نريد أن ننام، فقد يأتي الجيش الآن». أما الحاج محمد الرجوب (63 عاما)، جد الأطفال (والد أمهم)، فلم تهزه سنوات اعتقالات صهره، ولا أشقائه ولا أقاربه من عشيرته الكبيرة، التي يقول إنها زادت في مجموعها على 90 عاما، لكنّ اعتقال ابنته كان موجعا له.

ويوضح الرجوب أن ابنته «هيام» نقلت عند اعتقالها إلى سجن عسقلان، ويوم الخميس الماضي جرى تمديد اعتقالها 11 يوما لاستكمال التحقيق.

من جهته، يحاول فراس، الابن الأكبر، للأسيرين سليم وهيام، ويعمل ممرضا، ما استطاع إليه سبيلا، سد بعض الفراغ الذي تركه غياب الوالدين، سيما في متابعة الدروس المدرسية لأشقائه. لكنه يُفصح: «أفتقد أمي في كل لحظة، عندما أدخل البيت وأخرج، وعندما يذهب الأولاد إلى المدرسة ويطلبون المصروف، أقف عاجزا حين يسألوني: متى أمنا تعود؟».

ومن بين نحو 4850 أسيرا، تعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في سجونها 41 فلسطينية، وفق معطيات لمؤسسات مختصة بشؤون الأسرى، حتى نهاية حزيران الماضي، إضافة إلى 225 طفلا، و540 معتقلا إداريا.(الأناضول)