
القلعة نيوز :
وكأن قدر الكرة الطائرة الأردنية أن تبقى مُشاركة منتخباتها دون أدنى مستوى طموح الأسرة الرياضية الأردنية قاطبة، جراء عودتها بخفي حنين من البطولات التي تُشارك فيها، بدلاً من عودتها مكللة بالغار على نحو ما تفعله العاب أخرى.
وكأن السعادة لن تصل قلوب أسرة الكرة الطائرة التي تُمني النفس بأن تُشاهد يوماً منتخباتها وأنديتها تقدم عروضاً قوية في لقاءاتها التنافسية، بعد أن ضلت طريقها نحو منصات التتويج عربياً، وعلى مستوى غرب آسيا قارياً، فبقيت المنتخبات خلال مراسم التتويج، شاهد عيان على انجازات الآخرين، لكون مُشاركتها تأتي دائماً بالمراكز الاخيرة.
في السياق، حل المنتخب الوطني الذي مثله احمد العواملة وخالد أبو مشرف من قطر بالمركز السادس وقبل الاخير في البطولة الشاطئية، بعد ان خاض اربع مباريات فاز بواحدة على العراق 2-1، وخسر في ثلاث كانت امام: فلسطين 1-2، عُمان 0-2، والسعودية 0-2.
ويقفز الى الأذهان هنا اسئلة عدة منها: هل كانت المُشاركة ضرورية؟، وإن كانت كذلك، فأين الاستعدادات لها؟، وهل هناك لاعبون افضل استحقوا ان يُمثلوا المنتخب؟.
دعونا نبدأ بالاعلان عن المشاركة في البطولة، فلم تكن المشاركة واردة في خطة الاتحاد لعام 2021 التي وزعت على الاندية بحكم كونها المداميك الرئيسية للعبة، والاعلام بحكم كونه شريكاً استراتيجياً في التطوير وفق منظور اللجنة الاولمبية، لكن بعد قيام رئيس الاتحادين القطري وغرب آسيا بزيارة الى عمان، عقد خلالها مؤتمراً صحفياً كشف خلاله عن اقامة البطولة، حيث تم في الدوحة تشكيل اتحاد غرب آسيا، ليُعلن الاتحاد الاردني مؤخراً على موقعه الرسمي عن مغادرة المنتخب للمشاركة في البطولة، وينشر في اليوم التالي صوراً عن تدريبات المنتخب عشية انطلاق المنافسات.
ومع انطلاق المنافسات، جاءت النتائج مخيبة للآمال، لابتعادها عن أدنى مستوى طموح أسرة الكرة الطائرة، فقد خسر المنتخب في مستهل مشواره امام فلسطين، وثم امام عُمان، وفاز على العراق، ليحل ثالثاً وقبل الاخير في مجموعته، وخسر امام السعودية ليحل سادساً وقبل الاخير في البطولة، وحسابياً لو قسمنا عدد مرات فوز المنتخب على عدد المباريات التي خاضها، لوجدنا ان نسبة النجاح بلغت 25%.
ولو عدنا لنشاط الطائرة الشاطئية، نجد ان آخر بطولة أقيمت للاندية محلياً كانت قبل نحو ست سنوات، وتحديداً خلال ايار 2016، ونجد ان آخر مشاركة في بطولة عربية كانت عام 2018 في المغرب، وانتهى مشوار منتخبا الرجال (أ و ب) ومنتخب السيدات فيها من دور المجموعات، وفي البطولة التي نظمها الاردن عام 2015، خرج منتخبا الاردن للرجال (أ و ب) من دور المجموعات، وجاء منتخب السيدات (أ) سابعاً ومنتخب السيدات (ب) تاسعاً واخيراً.
وعلى صعيد البطولات العربية داخل الصالات، جاء ترتيب المنتخب الوطني للرجال في آخر مشاركتين له نظمتهما مصر، بالمركز الاخير عام 2018 ، وبالمركز قبل الأخير عام 2016، وحل المنتخب الوطني للناشئين في البطولة التي نظمها الاردن عام 2019 بالمركز التاسع بين احد عشر منتخباً، وابتعدت نتائج مشاركات فرق الاندية عن ادنى مستوى الطموح.
ويرى البعض ان هناك لاعبين كان بمقدورهم ان يُقدموا اداءً افضل في البطولة العربية الشاطئية، بعد تعذر مشاركة محمد دقماق لاصابته، هم: ثنائي الكرمل عبادة فخري ومحمد بخيت، ولاعب الوحدات محمد القطامي، حيث ظهروا بمستوى فني عالٍ في الدوري الممتاز الذي انتهي قبل فترة قصيرة من انطلاق البطولة الشاطئية، وقدراتهم تسمح لهم بالتميز على مستوى الطائرة الشاطئية.
وكما يرى البعض ان فترة الاستعداد كانت قصيرة جداً، ولم يكن المنتخب جاهز للمنافسة، إلا اذا كان الهدف منها المشاركة لذاتها، لإنجاح البطولة التي حل المنتخب الفلسطيني الشقيق فيها رغم ظروفه الصعبة التي يعرفها الجميع بالمركز الثالث عقب فوزه امس الاول على نظيره السوري 2-0.
نجزم، بإعادة ما قلناه قبل نحو اربع سنوات، ان الكرة الطائرة من ناحية مستواها الفني دخلت نفقاً مظلماً، ويكمن الحل في اغلاق باب المشاركات الخارجية لعدة سنوات، والتعاقد مع مدير فني اجنبي يكون على سوية عالية، ويساعده مدرب آجني وآخر محلي، من اجل رعاية الوجوه الصاعدة الموهوبة، واعدادهم ليكونوا قادرين على تمثيل المنتخبات بشكل مشرف، فيقيناً إن لحظة انجاز هي افضل من دهر بكاملة خالٍ منه، ونرجوا ان نعيش اللحظة قريباً، وان تقلع «الطائرة الاردنية» من مدرج الاخفاق الى آفاق المجد.