شريط الأخبار
بتهمة اختلاس وغسيل اكثر من مليون دينار مستحقة لابنائه القصّر: مكافحة الفساد توقف الوالد والحكم عليه 5 سنوات سجن نصراوين: حلّ مجلس النواب قد يكون منتصف تموز المقبل الصبيحي : بداية مرحلة مؤلمة في مسيرة الحماية الاجتماعية يُشكّل لطمة منافسات ألتراماراثون البحر الميت تنطلق غدا إحذروا الجرعات الزائدة من البطيخ.. قد تكون مميتة في هذه الحالات! عمان.. ضبط "لص" بكمين نصبه مصلون في مسجد الممنوع من الأطعمة لمرضى القولون العصبي الأردن يتصدر في جراحات السمنة.. الدكتور خريس الاسم الابرز انخفاض صادرات الأردن الكلية بنسبة 19.8% لنهاية شباط الماضي بعد حسم موعد الاقتراع.. ما مصير "النواب" والحكومة؟ مذكرة تفاهم بين صندوق حياة للتعليم و جامعة العلوم والتكنولوجيا مباراتان بدوري المحترفين الأردني الجمعة إغلاقات طرق في البحر الميت غدا البيت الأبيض : نريد اجابات من الاحتلال بشأن المقابر الجماعية في غزة شركة تعدين روسية عملاقة تنقل بعض إنتاجها إلى الصين ايفرتون يبعد ليفربول عن سباق المنافسة على الدوري الإنجليزي السير للأردنيين: تفقدوا مركباتكم ولا تترددوا بطلب المساعدة جلسة لمجلس الأمن بشأن الوضع في سوريا أسعار الذهب في السوق المحلية الخميس مفاجأة.. تشافي يتراجع عن قراره!

محمد مناور العبّادي يكتب : حرب الأردن على المخدرات ... ذات بعد وطني خليجي أولا... وعربي ثانيا... ودولي ثالثا

محمد مناور العبّادي يكتب : حرب الأردن على  المخدرات ...  ذات بعد وطني خليجي أولا... وعربي ثانيا...  ودولي ثالثا

(( رسالة الأردن العربي، كانت وستبقى ، كما خطط لها المؤسسون الأوائل ،الذين ادركوا ان الموقع الاستراتيجي المركزي للاردن ، يفرض عليه ان يكون حارس البوابة الأمنية الآمنة لأمته خاصة الدول الخليجية ، وسائر دول المنطقة ، بحكم الموقع المركزي والمحوري للاردن في المنطقة جغرافيا وسياسيا اذ تبلغ طول حدوده البرية والبحرية مع دول المنطقة ( السعوديه وسوريا والعراق وفلسطين/ الضفة ومصر 1393 كم مما يعني ان أي خلل امني او سياسي او اجتماعي يلحق بالأردن ، سيمتد -لا قدر الله - الى هذه الدول وما يجاورها . مما يحّول المنطقة كلها الى كرة نارية تتدحرج لتأكل الأخضر قبل اليابس....وكذلك بالنسبة للدول الشقيقة خاصة الحليفة ..فاي خلل امني يلحق بها سيؤثر سلبيا على الاردن والاردنيين ))

القلعه نيوز – محمد مناور العبّادي*

أخيرا اكتشف الأردنيون سبب الانتشار غير الطبيعي للمخدرات في المملكة ، انها"حرب المخدرات " التي تقودها جماعات سياسية مسلحة مستعدة للتعامل مع " الشيطان " اذا كان بمقدوره توفير الدعم المالي الذي يمكنها من مواصلة تمويل ميليشياتها، وعملياتها الاجرامية الاستفزازية ، في المنطقة، للحيلولة دون تحقيق السلام والأمن والأمان والاستقرار لشعوبها ، لأن هذه المفردات غير معترف بها في قاموس هذه الجماعات، ومن يدعمها ، كون أجواء الفوضى، والظلام ، والتخلف ، والحقد ، والكراهية .. اوكسجين حياتها ، وحياة الدولة المارقة التي تدعمها والتي ترى في هذه الجماعات، امتدادا مذهبيا عقائديا لها ، وذراعا عسكريا يضرب نيابة عنها ، لتمكينها من الهيمنة على القرارات السيادية لدول بعينها ، وكبح جماح كل من يعترض نهجها المذهبي السياسي في المنطقة والعالم .

يوم الخميس الماضي 27 ك2 كان يوما ابيضا لكل الأردنيين ، بقدر ماكان اكثرالايام سوادا للمهربين ، حين تصدت قواتنا لقطعانهم ، وقتلت 27 منهم وهرب الباقون الى الداخل السوري ، في واقعة غير مسبوقة في المنطقة ، كانت بداية لمرحلة جديده في حياة الأردنيين ، أعلنت فيها الدولة ممثلة بقواتنا المسلحة، بان الأردن مضطر للدخول في حرب فعلية ضد مهربي المخدرات ، تترافق تماما مع حربه ضد الإرهاب ، ذلك لان المخدرات والإرهاب اسم لمسمى واحد ، فكلاهما قتل للامة ، وتدمير لأمنها واستقرارها وازدهارها . مما يستدعي اعلان الحرب عليهما. في آن واحد وبنفس الوتيرة خاصة ان كل منهما يرتكز على الاخر فكلاهما عدو للشعب والانسانيه وكل قيم الفضيلة ..

الحرب على منتجي ومروجي المخدرات مقدسة ، بقدر ماهي كذلك بالنسبة للحرب على الإرهاب ، خاصة ، ان عصابات المخدرات تعمل بتنسيق مسبق ، وبحماية تنظيمات إرهابية مسلحه في دول المنطقة ، وجدت نفسها بعد العقوبات الا مريكية والعالمية عليها، وعلى داعميها ،غير قادرة على تمويل ارهابها الذي تقوم به اذرعها العسكرية في المنطقة( في لبنان ، وسوريا ،والعراق، واليمن )، بل وتريد المزيد من الأموال ، بعد ان سعت للتمدد بضرب مناطق مدنية في المملكة ا لعربية السعودية والامارات العربية المتحدة والعراق ، في محاولة يائسة وقاتلة للفت انظار العالم اليها، عله يجد لها مخرجا سلميا ، يحول دون تحويلها الى مزابل التاريخ .



لقد كان للاردن دور ريادي في القضاء على "الدواعش "في المنطقة ، وسيكون له بعون الله دور ريادي أيضا في القضاء على عصابات تهريب المخدرات ، لأن الدور التنويري للاردن واشقائه وحلفائه في المنطقة والعالم ، يقوم أصلا على الطهارة السياسية ، وحق الشعوب في الحرية والسلام والأمن والاستقرار والأمان ، وهذا ما يشهد به تاريخه الطويل وعلى مدى عقود المئوية الأولى منذ تأ سيسه وطنا جامعا لكل العرب من كل المنابت والأصول والقوميات والشعوب. فشعار الدولة الأردنية كما هو شعار كل مواطن اردني هو ( الكل في واحد ) وهذه عقيدة الأردن منذ ان كان وطنا لكل من اختاره وطنا له .

هذه هي رسالة الأردن العربي، كانت وستبقى ، كما خطط لها المؤسسون الأوائل ،الذين ادركوا ان الموقع الاستراتيجي المركزي للاردن ، يفرض عليه ان يكون حارس البوابة الأمنية الآمنة لأمته خاصة الدول الخليجية ، وسائر دول المنطقة ، بحكم الموقع المركزي والمحوري للاردن في المنطقة جغرافيا وسياسيا اذ تبلغ طول حدوده مع دول المنطقة 1393 كم ( 744 كم مع السعوديه ، و 375 كم مع سوريا ، و181 كم مع العراق ، و 67 كم مع فلسطين الضفة ، و 26 كم حدوده مائية متداخلة مع اكثر من دولة في المنطقة ) مما يعني ان أي خلل امني او سياسي او اجتماعي يلحق بالأردن ، سيمتد -لا قدر الله - الى هذه الدول وما يجاورها . مما يحّول المنطقة كلها الى كرة نارية ،تتدحرج لتأكل الأخضر قبل اليابس ، وكذلك بالنسبة للدول الشقيقة فأي خلل امني يصيبها - لاقدر الله - سينعكس سلبا على الاردن والاردنيين .

ولأن الأردن كذلك ، فان قواته المسلحة كانت وستبقى بالمرصاد ، لكل من تسول له نفسه الاخلال بأمن واستقرار الأردن واية دولة عربية خاصة الخليجية التي احتضنت اكثر من مليون مواطن اردني وساهمت بإيجابية وفعالية بنهضة وتقدم الأردن وازدهارة ومنعته ،اذ اكد جلالة الملك عبد الله الثاني اكثر من مره ان امن وسلامة دول الخليج العربيه هو من امن وسلامة الأردن ، وان الامن العربي كل لايتجزأ ،بغض النظر عن المبررات والحجج ، فلا يوجد في الكون ، ما يمكن ان يبرر-وطنيا - السماح لاي كان ،انتهاك امن واستقرار وسلامة الأردن والدول العربية الحليفة للاردن ، .فالجيش العربي الأردني صاحب عقيدة عروبية ، كما هم مؤسسو الأردن الأوائل، الذين يرون في الأردن ،وطنا للجميع – الكل في واحد -

لكن ازدياد حدة إرهاب المخدرات ، يستدعي تنسيق وتعاون عربي ، وتفعيل تحالفات الأردن القائمة فعلا، خاصة مع دول الخليج ، ودعم تقني دولي ، لمواجهة خطر انتشار المخدرات ،ليس في دول المنطقة بل العالم كله , ذلك ان المؤشرات العالمية تؤكد، زيادات ملحوظة في تهريب المخدرات ومتعاطيها ، وابتداع وسائل جديده للتهريب ،دون ان يقابلها إجراءات جدية ليس لاكتشاف المهربين بل لمعاقبتهم وتخليص البشرية منهم ، باعتبارهم ارهابيون .

ومما يزيد من خطورة الوضع ان التنظيمات المسلحة التي انتهكت حرمة الأراضي السوريه واللبنانيه وحولت مساحات واسعه منها الى مزارع لانتاج المخدرات وتاسيس معامل ومصانع خاصة بها وتسويقها عبر المنافذ الحدودية الشرعية ، وشراء الذمم ، حتى بلغ حجم تجارة المخدرات التي تقوم بها عصابات مسلحه غير شرعيه في سوريا ولبنان قرابة 3,6 ملياردولار حسب إحصاءات دولية ، دون ان تقوى السلطات الرسمية في الدولتين على التصدي لهما لاسباب كثيرة .

لذلك فان الحرب على إرهاب المخدرات ، والتنظيمات المسلحه غير الشرعيه وداعميها ، اصبح ضرورة وطنية ملحة ، فما يجري في لبنان وسوريا واليمن وليبيا ، يؤكد لنا ان السلاح غير الشرعي ، مهما كانت مبرراته ، هو أداة لقتل الأبرياء ، وتغليب الباطل على الحق ، ونشر للرذيلة والفساد ، وكل الموبقات ، بل وتنعكس القيم وأنظمة العدالة فتضيع الحقوق ، وتصبح القوة هي الحق بدلا من ان يكون الحق هو القوة ..

* الكاتب : رئيس التحرير المسؤول / صحفي وباحث /