شريط الأخبار
تقرير أممي: نحو 60% من وفيات المهاجرين كانت غرقا مجلس الأعيان يقر مشروع قانون العفو العام كما ورد من النواب بديلا لصلاح ..التعمري على رادار ليفربول الانجليزي الزيوت المعاد تسخينها تتلف أنسجة الدماغ ينام في الصف.. مدرس يحمل طالبه على ظهره إلى منزله لمدة عامين هل يجب أن تحدد سعة شحن بطارية هاتفك الذكي عند 80%؟ ماسك يخسر دعوى قضائية ضد مركز لمراقبة خطاب الكراهية مجلس الأعيان يناقش اليوم مشروع قانون العفو العام البنك الدولي يمدد العمل بمشروع استكشاف الزراعة عالية القيمة ‎والدة العميد رائد النسور في ذمة الله منصّة زين تنظّم سلسلة جلسات حوارية ريادية خلال شهر رمضان مدعوون للامتحان التنافسي - اسماء علي مراد رئيسا لجمعية الأعمال الأردنية الأوروبية فوائد التفاح للشعر وطريقة تحضير ماسك التفاح هل يمكن بيع اشتراكات الضمان؟ .. الصبيحي يجيب زيت زيتون مغشوش في الأسواق.. والمعاصر: احموا المنتج المحلي هل تشرب كمية كافية من الماء بين الإفطار والسحور؟ الوحدات يستعيد العوضات قبل مواجهة الفيصلي وزير التربية والتعليم ينعى الطالب الجيزاوي وفيات الخميس 28/ 3/ 2024

أحمد مناصرة.. طفولة منهوبة في سجون الاحتلال

أحمد مناصرة.. طفولة منهوبة في سجون الاحتلال

القلعة نيوز :

يقضي الأسير الفلسطيني أحمد مناصرة، أوضاعاً نفسية وجسدية صعبة داخل سجنه، فيعيش معزولاً في زنزانة تفتقر للحد الأدنى من مقومات الحياة، وتمارس إدارة السجن العذاب أشكالاً وألواناً بحقه، للنيل من صموده الأسطوري وتحطيم معنوياته، باعتباره أصبح أقرب إلى الأيقونة، إذ لمع اسمه كنموذج لاعتقال الأطفال في فلسطين.

كان أحمد مناصرة في طريق عودته من مدرسة «الجيل الجديد» إلى بيته في بلدة بيت حنينا بالقدس المحتلة، عندما عاجلته قوات الاحتلال وابن عمه حسن مناصرة بوابل من الرصاص، بزعم محاولة تنفيذ عملية طعن ضد جنودها، بالقرب من مستوطنة «جفعات زئيف» الجاثمة كصخرة على أرض بلدته، فارتقى حسن شهيداً، بينما وقع أحمد في مصيدة الاعتقال.

حينها كان أحمد بعمر 13 عاماً و9 أشهر، ولم تراع قوات الاحتلال أنها قتلت إبن عمه بدم بارد وأمام عينيه، في 12 أكتوبر العام 2015، إذ إصابته برصاصها، واعتقلته بينما كان بين الحياة والموت، وزجّت به في العزل الإنفرادي، ولم تقدم له العلاج، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الدولية.

حكاية مناصرة الطفل الذي كان، والشاب اليافع اليوم، إذ يقترب من عامه الـ21، تعنونها حالته الصحية والنفسية التي تدهورت أخيراً، بحرمانه من العلاج أو الإختلاط برفاقه من الأسرى، ما يؤشر بوضوح لا يحتمل التأويل، على أن الرواية الإسرائيلية المزعومة بالديمقراطية والمدعومة بآلة الحرب والدمار، تصبح مجرد هامش مفضوح أمام أطفال بعمر الزهور، تزج بهم في غياهب سجونها.

طفولة مسروقة:

كان يفترض لأحمد أن يكبر في مدرسته، أو ملعبه، لا في غياهب السجون، فأعظم شيء في حياة الأطفال شعورهم بالدفء والحنان وهم في أحضان عائلاتهم، وربما كان أحمد في مثل هذه الأيام سيمسك بيد والديه، ويذهب بصحبتهم إلى أسواق البلدة القديمة في القدس، كي يعيش لحظات البهجة بحلول شهر رمضان المبارك، والتسوق قبل الإفطار، لكن الاحتلال إستكثر عليه هذا الشعور، فسرق طفولته بتغييبه عن والديه في هذا العمر، وتركه نهباً لحزن وألم مُفزع، ولوعة حارقة لعائلته، الممنوعة من زيارته.

وفيما يتأهب أحمد لإتمام عامه السابع في السجن، من مدة حكمه البالغة 12 عاماً، مدفوعاً بشحنات كبيرة من الأمل بالحرية، فإن دولة الاحتلال تهدف من خلال عزله وحرمانه من العلاج، إلى تحطيمه معنوياً وجسدياً، وهي وأجهزتها القمعية المختلفة، تسعى من وراء عقاب أحمد الجائر، إلى إخافة أطفال فلسطين، ودبّ الرعب في قلوبهم، لثنيهم عن مقاومة احتلالها، وجعلهم يتعايشون معه، ولا يحتاج الأمر للتأكد من ذلك، سوى لمراجعة الشريط المصوّر المُسرّب، الذي أظهر أحمد مناصرة في الأيام الأولى لاعتقاله، وهو يواجه وحشية وعدمية المحققين باكياً، ويردد عبارته الشهيرة «مش متذكّر».

وحسب منظمات حقوقية عديدة، زار ممثلوها أحمد في سجنه أخيراً، فإنه أصبح يعاني من مشاكل نفسية بلغت حد الإنفصام في الشخصية، نتيجة لعزله في السجن لمدة طويلة، علاوة على التحقيق المستمر معه وهو في وضع صحي حرج، إذ يعاني من صداع شديد، وآثار إصابة بالغة في رأسه، حيث عانى لدى اعتقاله من كسر وتورّم دموي في جمجمته، وخلال استجوابه يتم تقييد إحدى يديه وإحدى رجليه في جدار زنزانته لساعات طويلة، يُحرم خلالها من الأكل أو الشرب أو قضاء الحاجة.

حراك دولي:

في الأيام الأخيرة، أطلقت عائلة أحمد، ومجموعات من الناشطين والأخصائيين النفسيين، حملة دولية، ستجوب العالم للتعريف بقضيته، وحالته الصحية والنفسية، والإهمال الطبي المتعمد بحقه، وللضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عنه.

في حكاية أحمد مناصرة، ما يستدعي التذكير بالانتهاكات الاسرائيلية المستمرة والممنهجة بحق الأطفال الفلسطينيين، إذ تواصل سلطات الاحتلال اعتقال نحو 180 قاصراً في سجونها، لتظل الدولة الوحيدة في العالم التي يخضع فيها الاطفال ‏لمحاكم عسكرية، بات مناصرة رمزاً فلسطينياً حياً على فظاعتها.

ومن المؤكد أن أحمد مناصرة، سوف يكبر بين مجرمي الحرب، فماذا ستقول عيون الأطفال والفتية الفلسطينيين أمام جبروت الاحتلال؟. كأنها تقول: «ليس من السهل إقناع الطفولة بوقف ثورتها على الفولاذ، إلى أن تنعتق منه».