شريط الأخبار
ترامب يوقع أمرًا تنفيذيًا لتغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب الملكة رانيا: ضرورة إعادة النظر بمعنى التقدم الإنساني إدانات خليجية لتصريحات رئيس حكومة الإحتلال بشأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم المهيرات والجبور نسايب في خطوبة الدكتور حسام المهيرات والدكتورة فرح صايل الجبور .. الشيخ خليفة المهيرات طلب ومعالي الشيخ محمد بركات الزهير أعطى..فيديو وصور المناطق الحرة: منطقة لوجستية سعودية في الأردن لصادرات إعادة الإعمار في المنطقة الوحدات ينتزع فوزًا صعبًا من الرمثا في بطولة الدرع إرادة النيابية: تصريحات نتنياهو حول تهجير أهل غزة إعلان حرب إبادة جديدة الحكومة اللبنانية ترحب بخطة الجيش لـ"حصر السلاح" خارجية بلجيكا: مصداقية الاتحاد الأوروبي في "طور الانهيار" الإعلام العبري يحذر من قوة مصرية سعودية قد تغير موازين القوى الأردن يدين تصريحات متطرفي الحكومة الإسرائيلية بشأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم فوزي الملقي عام 1949: مؤتمر لوزان أفشل مناورات التقسيم مروحيات أردنية تنقل الرئيس محمود عباس إلى عمَّان في طريقه إلى لندن ميلانيا ترمب: الذكاء الاصطناعي مثل أطفالنا علينا توجيهه بمسؤولية عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى مجلس الجامعة العربية يدعو لدعم القدس وزيارتها وشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى لكسر الحصار إسرائيل ترفض زيارة ماكرون لها ما لم يتراجع عن الاعتراف بدولة فلسطين وزارة الصحة في غزة: 69 شهيدا في القطاع خلال 24 ساعة الاحتلال يقصف برجا سكنيا غرب غزة السفير الأمريكي الجديد في عمان هدف مرصود لتعليقات الأردنيين

أحمد مناصرة.. طفولة منهوبة في سجون الاحتلال

أحمد مناصرة.. طفولة منهوبة في سجون الاحتلال

القلعة نيوز :

يقضي الأسير الفلسطيني أحمد مناصرة، أوضاعاً نفسية وجسدية صعبة داخل سجنه، فيعيش معزولاً في زنزانة تفتقر للحد الأدنى من مقومات الحياة، وتمارس إدارة السجن العذاب أشكالاً وألواناً بحقه، للنيل من صموده الأسطوري وتحطيم معنوياته، باعتباره أصبح أقرب إلى الأيقونة، إذ لمع اسمه كنموذج لاعتقال الأطفال في فلسطين.

كان أحمد مناصرة في طريق عودته من مدرسة «الجيل الجديد» إلى بيته في بلدة بيت حنينا بالقدس المحتلة، عندما عاجلته قوات الاحتلال وابن عمه حسن مناصرة بوابل من الرصاص، بزعم محاولة تنفيذ عملية طعن ضد جنودها، بالقرب من مستوطنة «جفعات زئيف» الجاثمة كصخرة على أرض بلدته، فارتقى حسن شهيداً، بينما وقع أحمد في مصيدة الاعتقال.

حينها كان أحمد بعمر 13 عاماً و9 أشهر، ولم تراع قوات الاحتلال أنها قتلت إبن عمه بدم بارد وأمام عينيه، في 12 أكتوبر العام 2015، إذ إصابته برصاصها، واعتقلته بينما كان بين الحياة والموت، وزجّت به في العزل الإنفرادي، ولم تقدم له العلاج، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الدولية.

حكاية مناصرة الطفل الذي كان، والشاب اليافع اليوم، إذ يقترب من عامه الـ21، تعنونها حالته الصحية والنفسية التي تدهورت أخيراً، بحرمانه من العلاج أو الإختلاط برفاقه من الأسرى، ما يؤشر بوضوح لا يحتمل التأويل، على أن الرواية الإسرائيلية المزعومة بالديمقراطية والمدعومة بآلة الحرب والدمار، تصبح مجرد هامش مفضوح أمام أطفال بعمر الزهور، تزج بهم في غياهب سجونها.

طفولة مسروقة:

كان يفترض لأحمد أن يكبر في مدرسته، أو ملعبه، لا في غياهب السجون، فأعظم شيء في حياة الأطفال شعورهم بالدفء والحنان وهم في أحضان عائلاتهم، وربما كان أحمد في مثل هذه الأيام سيمسك بيد والديه، ويذهب بصحبتهم إلى أسواق البلدة القديمة في القدس، كي يعيش لحظات البهجة بحلول شهر رمضان المبارك، والتسوق قبل الإفطار، لكن الاحتلال إستكثر عليه هذا الشعور، فسرق طفولته بتغييبه عن والديه في هذا العمر، وتركه نهباً لحزن وألم مُفزع، ولوعة حارقة لعائلته، الممنوعة من زيارته.

وفيما يتأهب أحمد لإتمام عامه السابع في السجن، من مدة حكمه البالغة 12 عاماً، مدفوعاً بشحنات كبيرة من الأمل بالحرية، فإن دولة الاحتلال تهدف من خلال عزله وحرمانه من العلاج، إلى تحطيمه معنوياً وجسدياً، وهي وأجهزتها القمعية المختلفة، تسعى من وراء عقاب أحمد الجائر، إلى إخافة أطفال فلسطين، ودبّ الرعب في قلوبهم، لثنيهم عن مقاومة احتلالها، وجعلهم يتعايشون معه، ولا يحتاج الأمر للتأكد من ذلك، سوى لمراجعة الشريط المصوّر المُسرّب، الذي أظهر أحمد مناصرة في الأيام الأولى لاعتقاله، وهو يواجه وحشية وعدمية المحققين باكياً، ويردد عبارته الشهيرة «مش متذكّر».

وحسب منظمات حقوقية عديدة، زار ممثلوها أحمد في سجنه أخيراً، فإنه أصبح يعاني من مشاكل نفسية بلغت حد الإنفصام في الشخصية، نتيجة لعزله في السجن لمدة طويلة، علاوة على التحقيق المستمر معه وهو في وضع صحي حرج، إذ يعاني من صداع شديد، وآثار إصابة بالغة في رأسه، حيث عانى لدى اعتقاله من كسر وتورّم دموي في جمجمته، وخلال استجوابه يتم تقييد إحدى يديه وإحدى رجليه في جدار زنزانته لساعات طويلة، يُحرم خلالها من الأكل أو الشرب أو قضاء الحاجة.

حراك دولي:

في الأيام الأخيرة، أطلقت عائلة أحمد، ومجموعات من الناشطين والأخصائيين النفسيين، حملة دولية، ستجوب العالم للتعريف بقضيته، وحالته الصحية والنفسية، والإهمال الطبي المتعمد بحقه، وللضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عنه.

في حكاية أحمد مناصرة، ما يستدعي التذكير بالانتهاكات الاسرائيلية المستمرة والممنهجة بحق الأطفال الفلسطينيين، إذ تواصل سلطات الاحتلال اعتقال نحو 180 قاصراً في سجونها، لتظل الدولة الوحيدة في العالم التي يخضع فيها الاطفال ‏لمحاكم عسكرية، بات مناصرة رمزاً فلسطينياً حياً على فظاعتها.

ومن المؤكد أن أحمد مناصرة، سوف يكبر بين مجرمي الحرب، فماذا ستقول عيون الأطفال والفتية الفلسطينيين أمام جبروت الاحتلال؟. كأنها تقول: «ليس من السهل إقناع الطفولة بوقف ثورتها على الفولاذ، إلى أن تنعتق منه».