واحتشد مئات الفلسطينيين بالأعلام والزهور والهتافات أمام المستشفى الفرنسي في القدس المحتلة منذ الصباح حيث يوجد جثمان الزميلة شيرين، استعدادًا لانطلاق جنازتها وسط تضييقات وقيود من قبل سلطات الاحتلال التي منعتهم من اتباع الجنازة.
وفي تحدٍ لقرار الاحتلال رفع الشبّان أعلام فلسطين في محيط المستشفى الفرنسي وأصروا على حمل الزميلة على الأكتاف إلى الكنيسة ثم إلى المقبرة، فوقعت الاشتباكات واعتدى الجنود بوحشية على المشيعين وأجبروهم على إعادة النعش إلى داخل المستشفى ثم خروجه داخل مركبة مغلقة.
وكان جثمان أبو عاقلة قد وصل أمس إلى المستشفى الفرنسي على أن يُنقل إلى كنيسة بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك ويُشيّع بمشاركة جماهيرية كبيرة وممثلون عن مختلف القوى والهيئات السياسية والوطنية الفلسطينية والمؤسسات الصحفية.
وكانت قوات الاحتلال قد عرقلت صباح اليوم، السير في منطقة المستشفى الفرنسي، قبيل بدء تشييع جثمان الزميلة شيرين وحاصرت المنطقة.
وذكرت إذاعة (كان) الإسرائيلية، أن شرطة الاحتلال اتخذت إجراءات أمنية مشددة اليوم الجمعة ونشرت مئات من عناصرها في محيط الحرم القدسي والبلدة القديمة في القدس، تمهيدًا لتشييع شيرين ظهرًا إلى مقبرة جبل صهيون المجاورة للبلدة القديمة.
وزعمت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن سلطات الاحتلال استطاعت الحصول على التصوير المقطعي المحوسب الذي أجري للراحلة شيرين لكنه لن يساعد كثيرًا في التحقيق، وأنه بدون فحص الطلقة لا يمكن أبدًا معرفة ظروف مقتلها.
وأظهرت لقطات مصورة محاولة جنود الاحتلال منع وعرقلة تعليق صور للزميلة شيرين أبو عاقلة في حارة النصارى بالقدس القديمة، ومنعت شبّانًا من تعليق بوسترات ويافطات لشيرين أمام كنيسة الروم الكاثوليك حيث ستقام جنازتها، واحتجزت بعضهم.
وقال طوني أبو عاقلة شقيق الزميلة شيرين إن قوات الاحتلال رفضت وجود أي علم فلسطيني داخل منزل العائلة، حسبما نقل تلفزيون فلسطين.
وقبل يومين، اغتيلت الزميلة شيرين أبو عاقلة (51 عامًا) برصاص قنّاص إسرائيلي أثناء تغطيتها اقتحامات المخيم، وهي الجريمة التي أثارت غضبا عربيا وردودا دولية واسعة.
يشار إلى أن شيرين من أوائل المراسلين الميدانيين لقناة الجزيرة، وعلى مدى ربع قرن كانت في قلب الخطر لتغطية حروب الاحتلال الإسرائيلي وهجماته واعتداءاته على الشعب الفلسطيني.
وُلدت شيرين أبو عاقلة عام 1971 في مدينة القدس المحتلة، وهي حاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك بالمملكة الأردنية.
عادت بعد التخرج إلى فلسطين، وعملت في مواقع عدة مثل الأونروا وإذاعة صوت فلسطين وقناة عمان الفضائية ثم مؤسسة مفتاح وإذاعة مونتي كارلو، قبل التحاقها بقناة الجزيرة الفضائية عام 1997.