القلعة نيوز : تقود الفيلسوف النمساوي هانس كوكلر الزيارة الجديدة للمغرب إلى قسم الفلسفة بجامعة محمد الخامس، حيث يشارك في ندوة مهداة إلى الراحل محمد سبيلا، أحد أصدقائه المغاربة، يوم فاتح يونيو المقبل حول موضوع "الفلسفة والتقنية”، ويشارك يوم الثاني من الشهر نفسه في ندوة بقسم الفلسفة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس تحت عنوان "الفلسفة والترجمة وحوار الثقافات”، ويعود يوم 5 يونيو إلى الرباط للمشاركة في ندوة "فلسفة التعايش والحوار بين الثقافات” ضمن الفعاليات الثقافية للدورة السابعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، وينهي جولته الفلسفية بقسم الفلسفة بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة يوم 7 يونيو ليشارك في ندوة "مهام الفلسفة في الوقت الحاضر”.
تجدر الإشارة إلى أن أحد أهم مترجمي أعمال كوكلر من الألمانية إلى العربية هو الباحث المغربي د. حميد لشهب، المقيم في النمسا. وسيتم تنظيم حفل توقيع ما ترجم له في الشهور الأخيرة في أروقة ناشريه بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط المقرر عقده خلال الفترة الممتدة بين 3 و12 يونيو؛ ككتابه: "الشك ونقد المجتمع عند مارتين هيدجر”، وكتابه "تشنج العلاقة بين المسلمين والغرب.. الأسباب والحلول” المنشورين من لدن دار النشر الأردنية "خطوط وظلال” الحاضرة بالمعرض، و”هيدجر وريبة الكينونة” المنشور من لدن دار التوحيدي (دار نشر مغربية)، و”هكذا تكلم كوكلر” المنشور من لدن دار النشر النورس بالرباط.
يذكر أن الفيلسوف النمساوي هانس كوكلر تربطه، منذ أكثر من ربع قرن، علاقة فكرية متميزة مع الساحة الثقافية والفلسفية المغربية؛ فقد حَاضَر في أغلبية الجامعات المغربية، واستدعى ثلة من الباحثين والمشتغلين بالفلسفة لتقديم محاضرات في مؤسسات جامعية نمساوية في مناسبات عديدة وفي أوقات مختلفة. ويعتبر كوكلر النشاط الفلسفي في المغرب مؤشرا على صحة وعافية، ليس فقط التفكير الفلسفي المغربي، بل الحقل الثقافي برمته.
كما يثمن أيضا تعميم تدريس الفلسفة في الكثير من الجامعات وكل الثانويات المغربية، ويعتبر هذا نوعا من حماية الشباب من كل أنواع التطرف؛ لأن الفلسفة تساعد على إعمال العقل وإشعال فتيل النقد، حيثما كان ذلك ضروريا. ولا يرى أي تعارض بين الفلسفة والدين؛ بل يؤكد بأن الميدانين يكتملان في الكثير من الجوانب، على الرغم من المرجعيات المختلفة لهما.
ويؤكد على ضرورة التعاون بين الميدانين في زمن ما يسميه "التشرد الميتافيزيقي Metaphysische Heimatlosigkeit”، الناتج عن التطور الخطير للتكنولوجيا التي لا تفهم نفسها كبديل للميدانية معا فقط، بل كهدم لهما معا، ليعيش الإنسان في تيه وجودي لم يسبق له نظير في تاريخ الحضارة الإنسانية. وإذا ما نجحت في هذا، فإن عصر "العدمية” الحقيقي سيبدأ، بما يعنيه هذا لمصير الإنسانية جمعاء.