القلعة نيوز : كييف- أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن قوات بلاده تبذل «كل ما بوسعها» لوقف الهجوم الروسي، فيما تدور معارك ضارية في شرق البلاد وجنوبها.
ميدانياً، أعلنت كييف شن ضربات جوية جديدة على منطقة خيرسون جنوب البلاد التي احتلتها روسيا بشكل شبه كامل منذ الأيام الأولى للحرب، وتخشى أوكرانيا أن تضمها موسكو.
وذكرت قيادة العمليات الأوكرانية أن مجموعة استطلاع تسللت إلى المنطقة المحتلة تمكنت من السيطرة على قوات روسية و»استولت على معداتها من أسلحة وأجهزة اتصال». لكن زيلينسكي أفاد في رسالته المسائية اليومية الجمعة، بأن «معارك صعبة جداً» تدور في منطقة دونباس. وقال، «روسيا تريد تدمير كل مدينة في دونباس، كل واحدة من دون مبالغة. على غرار فولنوفاخا وماريوبول».
وقال زيلينسكي في رسالته إن «القوات الأوكرانية تبذل كل ما بوسعها لوقف هجوم المحتلين بقدر ما تمكنها الأسلحة الثقيلة والمدفعية الحديثة من ذلك»، مؤكداً «هذا كل ما طلبناه وما زلنا نطلبه من شركائنا».
كما تدور معارك شديدة في منطقة ميكولاييف المجاورة لأوديسا، حيث شدد الحاكم المحلي على ضرورة تقديم مساعدة عسكرية دولية عاجلة. وقال فيتالي كيم، «الجيش الروسي أقوى، لديهم كمية كبيرة من المدفعية والذخائر. إنها حرب مدفعية في الوقت الحاضر... ونحن نفدت ذخيرتنا»، مشدداً على أن «مساعدة أوروبا وأميركا مهمة جداً جداً لأننا بحاجة فقط إلى ذخائر للدفاع عن بلدنا».
وقال زيلينسكي في رسالته، «يجب ألا ندع العالم يصرف انتباهه عما يجري في ساحة المعركة».
وتتركز المعارك في منطقة دونباس حول مدينة سيفيرودونتسك، وقال حاكم المنطقة سيرغي غايداي إن القصف على المدينة متواصل.
وأوضحت رئاسة الأركان الأوكرانية صباح السبت، أن القوات الروسية تتقدم باتجاه نوفوتوشكيفسكي أوريخوفي وحققت «انتصاراً جزئياً» عند مشارف بلدة أوريخوفو. وقالت، «العدو يواصل شن هجمات في مدينة سيفيرودونتسك»، مؤكدةً صد 14 هجوماً في منطقتي دونيتسك ولوغانسك خلال 24 ساعة.
وفي حال السيطرة على سيفيرودنتسك، فذلك سيفتح الطريق أمام موسكو إلى مدينة كبرى أخرى في دونباس هي كراماتورسك، ما سيشكل خطوة مهمة للسيطرة على كامل دونباس، المنطقة الناطقة بالروسية في شرق أوكرانيا والتي يسيطر الانفصاليون الموالون لموسكو على جزء منها منذ 2014.
وبحسب رئاسة الأركان الأوكرانية، فإن الجيش الروسي يستعد لشن هجوم على سلافيانسك وسيفيرسك فيحشد قواته وينقل معدات ووقوداً لهذا الهدف، محذرةً في الوقت نفسه بأن مخاطر شن ضربات على أوكرانيا انطلاقاً من بيلاروس «لا تزال قائمة».
وزارة الدفاع البريطانية قالت من جهتها ، إن القوات الروسية في محيط مدينة سيفيرودونتسك لم تحرز تقدماً في جنوب المدينة حتى الجمعة. وذكرت الوزارة في تقرير استخبارات نُشر على «تويتر»، «القتال العنيف مستمر من شارع إلى شارع، ومن المرجح سقوط عدد كبير من الضحايا على الجانبين».
وأعلن رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندري يرماك، صباح السبت، مقتل صحافي عسكري هو الضابط أوليكسي شوباشيف «في المعركة»، من غير أن يورد أي تفاصيل حول ظروف مقتل الصحافي الذي أشرف على برنامج تجنيد وكان مسؤولاً عن التلفزيون العسكري الأوكراني.
وسعت أوكرانيا للحصول على مزيد من المساعدات من الغرب ، وناشدت بتسريع وتيرة إيصال الأسلحة لصد القوات الروسية الأفضل تسليحاً، كما طلبت دعماً إنسانياً لمكافحة تفشي الأمراض المعدية.
وتفيد الأنباء باستمرار القتال الشرس في سيفيرودونتسك وهي مدينة صغيرة في شرق البلاد أصبحت محور الهجوم الروسي، حيث تشهد أحد أكثر المعارك دموية في الحرب التي تتواصل في شهرها الرابع.
وناشد مسؤولون أوكرانيون الجمعة الغرب تقديم المزيد من المساعدات العسكرية والإسراع بتسليم قطع مدفعية وأنظمة صاروخية لصد القوات الروسية في وقت حرج في ميدان القتال الدائر بشرق البلاد.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) إن أزمة جوع مزمنة قد تؤثر في نحو 19 مليوناً آخرين حول العالم على مدى العام المقبل، بسبب نقص صادرات القمح وسلع غذائية أخرى من أوكرانيا وروسيا.
وفي خطاب بالفيديو أمام مؤتمر للديمقراطية عقد في كوبنهاغن، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بقبول بلاده جزءاً من الغرب بضمانات ملزمة لحمايتها.
وقال «يمكن للاتحاد الأوروبي أن يتخذ خطوة تاريخية ستثبت أن ما يقال عن انتماء شعب أوكرانيا للأسرة الأوروبية ليس مجرد كلام أجوف خالية من المضمون»، داعياً التكتل إلى قبول طلب أوكرانيا الترشح لعضويته.
ويقول مسؤولون أوكرانيون إن الحرب في الشرق أصبحت معركة مدفعية بالأساس لكن القوات الروسية تتفوق على المقاتلين الأوكرانيين بكثير. ويرى المسؤولون أن كفة الحرب يمكن أن تتحول لصالحهم إذا أوفى الغرب بوعوده بإرسال المزيد من المدفعية الأكثر تطوراً، بما في ذلك أنظمة صواريخ وعدت بها واشنطن ودول أخرى.
وقال فاديم سكيبيتسكي نائب رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية في مقابلة مع صحيفة «الغارديان» البريطانية «إنها حرب مدفعية الآن... كل شيء يعتمد الآن على ما سيعطيه (الغرب) لنا... لدى أوكرانيا قطعة مدفعية مقابل 10 أو 15 قطعة مدفعية روسية. شركاؤنا الغربيون أعطونا نحو عشرة في المئة مما لديهم».
وتركز روسيا قواتها في معركة للسيطرة على سيفيرودونتسك على أمل أن يتيح لها ذلك السيطرة على منطقة لوغانسك بالكامل. وتطالب موسكو أوكرانيا بالتنازل عن منطقتي لوغانسك ودونيتسك لصالح الانفصاليين الموالين لها.
وانسحبت القوات الأوكرانية إلى حد كبير من المناطق السكنية في المدينة، لكنها لم تتخلَّ عن موطئ قدمها على الضفة الشرقية لنهر سيفيرسكي دونيتس وأحبطت حتى الآن جهود روسيا لتطويقها. ويزعم الجانبان أن كلاً منهما كبد الآخر خسائر فادحة في القتال.
كما تتقدم القوات الروسية من الشمال والجنوب في المناطق المحيطة في محاولة لتطويق الأوكرانيين لكنه تقدم محدود. وتقول وزارة الدفاع الأوكرانية إن الروس يحاولون اختراق الدفاعات الأوكرانية على طول النهر.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو شنت «عمليتها العسكرية الخاصة» لنزع سلاح جارتها و»اجتثاث النازية» منها في 24 فبراير. وتصف أوكرانيا وحلفاؤها الهجوم بأنه عدوان غير مبرر للاستيلاء على الأراضي.
وتعرضت القوات الروسية لهزيمة في مارس (آذار) على مشارف العاصمة كييف كما تقهقرت عن خاركيف ثاني كبرى مدن البلاد لكنها ما زالت تسيطر على مناطق شاسعة في الشرق والجنوب. وتركز حالياً جهودها على الشرق وهي المنطقة المعروفة باسم إقليم دونباس المؤلف من لوغانسك ودونيتسك، حيث تدعم موسكو تمرداً يشنه انفصاليون موالون لها منذ 2014.
وشكر الرئيس الأوكراني لندن على دورها الرائد في دعم أوكرانيا لمناسبة زيارة وزير الدفاع البريطاني بن والاس إلى كييف.
وقال الرئيس الأوكراني «الكلمات تتحول إلى أفعال. هذا ما يصنع الفرق بين العلاقات بين أوكرانيا وبريطانيا وتلك بين أوكرانيا ودول أخرى». ويبدو أن النقد موجه إلى دول أوروبية أخرى لم يسمها.
وأضاف زيلينسكي «أسلحة، تمويل، عقوبات: في هذه الملفات الثلاثة تظهر بريطانيا ريادتها»، وفق ما جاء في مقطع فيديو نُشر على حسابه في تطبيق «تلغرام».
من جهته أشاد بن والاس بالجهود «غير العادية» التي يبذلها الرئيس والشعب الأوكراني لمقاومة الهجوم الروسي.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان إن زيارة العمل ليومين هدفت إلى الإطلاع بشكل مباشر على «كيفية تطور الاحتياجات العملانية للقوات المسلحة الأوكرانية مع استمرار تغير طبيعة النزاع».
وأضافت الوزارة «سيضمن ذلك أن يتطور الدعم البريطاني المستمر مع تلك الاحتياجات ويتكيف مع الوضع على الأرض».
كما ناقش بن والاس مع زيلينسكي ووزير دفاعه أوليكسي ريزنيكوف «المعدات والتدريب الذي توفره المملكة المتحدة حالياً، وماهية الدعم الإضافي الذي يمكن تقديمه لمساعدة القوات الأوكرانية في الدفاع عن بلادها»، وفق المصدر نفسه.