القلعة نيوز :
كولمبو - اقتحمت قوات الأمن السريلانكية ليلًا، مخيم الاعتصام الرئيس للمتظاهرين في العاصمة، وقامت بتفكيك الخيم وإخراج النشطاء من الموقع في عملية أثارت قلقا دوليا.
وداهم عناصر من الشرطة والجيش المخيم حاملين عصيَا ومسلحين ببنادق هجومية، واستهدفوا المتظاهرين المعتصمين أمام مبنى سكرتارية الرئاسة.
وأزال مئات من عناصر الوحدات الأمنية العوائق التي وضعها المتظاهرون أمام المبنى المطل على البحر، وقاموا بتفريق آخر المعتصمين الذين بقوا في الموقع وبعضهم كانوا جالسين على الأدراج.
وجاءت العملية قبل ساعات من أداء رئيس الحكومة الجديد، دينيش غوناواردينا، وأعضاء حكومته، القسم أمام رئيس البلاد، رانيل ويكريميسينغه.
والرجلان يتزعمان حزبين سياسين مختلفين عقائديا، فبينما يدعم ويكريميسينغه السوق الحرة ويؤيد الغرب، يؤيد غوناواردينا السنهالي القومي المتشدد الاشتراكية ويدعو إلى سيطرة أكبر للدولة على الاقتصاد.
وكان ويكريميسينغه بدوره قد أدى اليمين الدستورية الخميس خلفا لغوتابايا راجابكسا الذي فر إلى سنغافورة وقدم استقالته على وقع اقتحام المتظاهرين لقصره.
ويطالب المحتجون المتبقون، والذين تضاءل عددهم بكثير عن الآلاف الذين اقتحموا مباني حكومية في وقت سابق هذا الشهر، باستقالة ويكريميسينغه أيضا، ويتهمونه بحماية عائلة راجابكسا التي هيمنت على السياسة لفترة طويلة من العقدين الماضيين.
وبحلول الصباح كان عناصر الشرطة والجيش المسلحون ببنادق هجومية، يفرضون طوقا أمنيا على المجمع الرئاسي، فيما تم إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى المنطقة.
وتظاهر مئات النشطاء في منطقة مجاورة للتنديد بإجراءات السلطات، وطالبوا باستقالة ويكريميسينغه وحل البرلمان تمهيدا لانتخابات جديدة.
ويشدد النشطاء على مواصلة تحركهم وقال رجل الأعمال والزعيم النقابي باسنتا سامراسينغه (45 عاما) إن «رغبة الناس هي تغيير النظام، ويجب حل البرلمان فهو لا يتمتع بتفويض شعبي».
وقالت الشرطة في بيان إن «قوات الشرطة والأمن تصرفت لإبعاد المتظاهرين الذين يحتلون سكرتارية الرئاسة والبوابة الرئيسية والمناطق المحيطة».
وأضافت أنه «تم توقيف تسعة أشخاص، اثنان منهم أصيبا بجروح».
وقالت السفيرة الأميركية في كولومبو، جولي تشانغ، إنها تشعر «بقلق بالغ» إزاء الإجراءات العسكرية.
وكتبت عبر «تويتر»: «نحض السلطات على ضبط النفس وإتاحة العناية الطبية للجرحى فورا».
بدوره قال السفير الكندي، ديفيد ماكينون، إنه «من الضروري أن تعمد السلطات إلى ضبط النفس وتتجنب العنف».
من جانبها، حضت منظمة العفو الدولية السلطات السريلانكية على احترام الأصوات المعارضة، ودانت اللجوء إلى القوة ضد صحافيين، من بينهم مصور في هيئة بي بي سي، كان يغطي الإجراءات العسكرية.وكالات