القلعة نيوز : أكد نجم الكرة الفرنسية السابق مارسيل دوسايي، الفائز مع منتخب بلاده بلقب مونديال 1998، على أهمية بطولة كأس العالم المرتقبة في قطر أواخر العام الجاري، مشيراً إلى أنها ستحدث تحولاً كبيراً في دولة قطر والمنطقة بأكملها.
ومع بدء العد التنازلي لـ 100 يوم على انطلاق منافسات المونديال الذي يقام للمرة الأولى في العالم العربي، وتوجه أنظار العالم إلى قطر، تحدث دوسايي لموقع (Qatar2022.qa) عن الأثر الذي ستتركه البطولة على الشعوب في قطر والمنطقة من حولها، كما قدم نصائحه للاعبي منتخب العنابي الذين يمثلون الدولة المستضيفة، وسيلعبون على أرضهم ووسط جماهيرهم.
وأشاد دوسايي بمونديال قطر باعتباره النسخة الأكثر تقارباً في المسافات في التاريخ الحديث للبطولة، حيث لا تتجاوز أقصى مسافة بين الاستادات 75 كلم، الأمر الذي سيعود بالفائدة على اللاعبين والمشجعين على حد تعبيره.
وأضاف: "مونديال قطر نسخة متميزة من كأس العالم، حيث ستقام أربع مباريات في يوم واحد ضمن نطاق جغرافي محدود، وسيكون بإمكان المشجعين زيارة العديد من الأماكن السياحية المذهلة في قطر أو السفر إلى الدول المجاورة في أيام الراحة بين المباريات. كما أن تقارب المسافات سيكون في صالح الفرق واللاعبين، حيث ستتاح أمامهم الفرصة لأخذ قسط كافٍ من الراحة بين المباريات، مع قصر المسافات، وعدم الحاجة للسفر جواً، كما سيمكنهم البقاء في أماكن الإقامة ذاتها، واستخدام مواقع التدريب نفسها طوال فترة البطولة."
وحول أهمية إقامة البطولة لأول مرة في العالم العربي والشرق الأوسط؛ أوضح دوسايي أنه من الهام جداً تنظيم المونديال في أماكن مختلفة من العالم، وقال: "لقد شهدنا ذلك في جنوب أفريقيا عام 2010، وقد حان الوقت لاستضافتها في الشرق الأوسط هذه المرة، خاصة مع إنشاء البنية التحتية التي من شأنها تعزيز الاقتصاد في قطر، سواء كانت استادات أو طرق أو أنفاق وغيرها."
وتابع: "أشعر بسعادة كبيرة لأن الأطفال والشباب في العالم العربي والشرق الأوسط سيشهدون تنظيم البطولة في منطقتهم لأول مرة بعد أن تابعوا منافساتها في أماكن أخرى من العالم، أنا متحمس جداً لرؤيتهم يعيشون تجربة استضافة هذه المنطقة للمونديال لأول مرة في تاريخ البطولة."
وعن مشاركته مع منتخب الديوك في كأس العالم بفرنسا عام 1998، وعن أهمية حضوره ذلك الحدث العالمي في بلاده، أكد دوسايي أن استضافة فرنسا لكأس العالم شكّل حدثاً ضخماً رافقه الكثير من الحماس والذي عادة ما يقترن بالمشاركة وحضور منافسات البطولة.
وأضاف: "مونديال كرة القدم هو أضخم حدث رياضي في العالم ولا يضاهيه أية بطولة أخرى، وكان لاستضافة فرنسا لكأس العالم تأثير واضح انعكس على العديد من القطاعات ومناحي الحياة في البلاد."
وحول الفوز بكأس البطولة في فرنسا قال دوسايي: "يجب أن أعترف أني لم أدرك أهمية ذلك في البداية، ولكني شعرت بأهمية الفوز بكأس العالم بعد اعتزالي كرة القدم، حيث تحدثني الجماهير حول الفوز بكأس البطولة كل يوم، ولا يمر يوم دون الإشارة لذلك، فالتتويج بلقب المونديال يزودني بطاقة كبيرة وهذا أمر رائع للغاية."
وعن لحظة الإعلان عن فوز قطر بحق استضافة كأس العالم 2022، قال دوسايي: "كنت في ذلك الوقت في فرنسا، وغمرتني مشاعر السعادة عندما علمت أن المنطقة ستشهد أخيراً البطولة العالمية، ما سيسهم في إحداث تحول هام، وسررت كثيراً أن العالم سيتعرف على الشرق الأوسط على نطاق واسع من خلال كرة القدم."
وتحدث نجم الكرة الفرنسية السابق عن توقعاته لأداء المنتخب القطري الذي سيشارك في منافسات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه؛ مشيراً إلى أن لاعبي العنابي أمام تحدٍّ كبير، لكن بإمكانهم التغلب عليه من خلال التحكم بالضغط الواقع عليهم، وقال: "سيشارك منتخب قطر في البطولة على أرضه ووسط دعم هائل من جماهيره، لكن على اللاعبين التعامل مع ما قد يصاحب ذلك من ضغوط هائلة، والتركيز على أدائهم في الملعب وانضباطهم والتحكم في أعصابهم. على اللاعبين الاستفادة من الأجواء الحماسية التي سيخلقها الجمهور، لكن بدرجة لا تدفعهم لارتكاب الأخطاء التي قد تتسبب في عدم التحكم في سير المباراة على أرضية الميدان."
ويتمتع دوسايي بمسيرة حافلة في عالم كرة القدم حصد فيها العديد من الألقاب مع أندية مارسيليا الفرنسي، وإيه سي ميلان الإيطالي، وتشيلسي الإنجليزي. كما دافع عن ألوان منتخب بلاده في أكثر من 100 مباراة، وكان لاعباً أساسياً في المنتخب الفرنسي الفائز بكأس العالم وبطولة أمم أوروبا.
ويعد دوسايي نجماً مألوفاً للمشجعين في قطر، حيث أنهى مسيرته في عالم كرة القدم بعد اللعب ضمن صفوف ناديي الغرافة وقطر، وأحرز لقب دوري نجوم قطر مع نادي الغرافة الملقب بالفهود في موسم 2004- 2005.
يشار إلى أن المنتخب الفرنسي يتنافس في مونديال قطر 2022 ضمن المجموعة الرابعة التي تضم منتخبات استراليا والدنمارك وتونس، ويستهل الديوك مشوارهم في البطولة بمواجهة أستراليا يوم 22 نوفمبر في استاد الجنوب، ثم مباراتهم مع الدنمارك يوم 26 نوفمبر في استاد 974، قبل مواجهة منتخب تونس في استاد المدينة التعليمية يوم 30 نوفمبر، في ختام منافسات دور المجموعات.