فقبل (30) عاماً شاركت الفارسية الهاشمية الأميرة هيا بنت الحسين في فعاليات الدورة الرياضية العربية السابعة التي أقيمت في سوريا صيف عام 1992، وكانت مشاركتها فاعلة وتاريخية وتوجت في تلك الدورة بميدالية برونزية هي الأولى لبطلة أردنية وعربية في مسابقة فروسية القفز عن الحواجز.
ولأنها لأميرة هاشمية في تربيتها وسلوكها وتواضعها، أصرت على أن تعيش مع اللاعبين في المكان المخصص لهم وتعرفت عن قرب طوال أسبوعين من الزمان على همومهم واهتماماتهم وتطلعاتهم، واقتربوا منها وبادلوا الود والاحترام والتقدير.
وهذه الخصال التي تربت عليها الفارسة الهاشمية بالأخلاق والتواضع في مدرسة الهاشميين وكنف والدها المغفور له بإذن الله الملك الحسين ابن طلال باني الأردن الحديث، وساهم ذلك في اقترابها أكثر من لاعبي ولاعبات المنتخبات الوطنية الأردنية الذين شاركوا في الدورة العربية آنذاك.
وبعد العودة من دمشق إلى عمان قادت الفارسة الهاشمية سلسلة من الأنشطة والاجتماعات واللقاءات والحوارات التي مهدت الطريق نحو الإعلان عن إشهار رابطة اللاعبين الأردنيين الدوليين الثقافية يوم (13) آذار من عام 1993، ولاقت الفكرة والخطوة تجاوباً سريعاً ومؤثراً من قبل جميع الرياضيين وكافة الجهات ذات الصلة والاختصاص ومؤسسات الإعلام الرياضي، على اعتبار أن الرابطة ستشكل مظلة رسمية للاعبين واللاعبات في كل الألعاب وتمنح هذه الكوكبة فرصة إبراز انجازاتهم وتضحياتهم وعطاءهم وتدافع عن حقوقهم وتوفر لهم المزيد من المكتسبات في المجالات كافة.
وتبدي دوماً الفارسة الهاشمية سمو الأميرة هيا بنت الحسين سعادتها وفخرها بدورها في تأسيس وإشهار مشروع رابطة اللاعبين الأردنيين الدوليين الثقافية، وتؤكد في كل مناسبة حرصها على دعم مسيرة اللاعبين الدوليين وتقدير دورهم وتحفيزهم على تحقيق المزيد من الإنجازات في مختلف ميادين الرياضة في كل المحافل العربية والاقليمية والدولية، كما تؤكد دوماً على أهمية دعم مشروع الرابطة من كافة مؤسسات القطاعين العام والخاص باعتباره مشروعاً وطنياً ينبغي على الجميع الافتخار بتحقيقه.
وتمضي السنون وأصبحت رابطة اللاعبين الأردنيين الدوليين الثقافية ركناً أساسياً ضمن مجموعة مبادرات سمو الأميرة هيا بنت الحسين التي يشار إليها بالبنان في العمل الخيري وخدمة المجتمع المحلي، ويفيد السيد فادي زريقات نائب سمو رئيسة الرابطة أنه بتوجيهات ومتابعة شخصية من سموها، فإن الشراكة تبدو استراتيجية في العلاقة ما بين الرابطة ومبادرات سموها في توفير الخدمات الصحية والاجتماعية لكل منتسبي الرابطة وتسعى على زيادة أعداد منتسبيها من الرياضيين للاستفادة من الخدمات التي تقدمها وتسعى إلى تطويرها.
وفي هذا السياق يؤكد زريقات أن أبواب الرابطة مفتوحة للاعبي ولاعبات المنتخبات الوطنية تجسيداً لرؤى وتطلعات سمو الأميرة الهاشمية في التعاون والانفتاح التي تسهم في تطوير عمل الرابطة وتفعيل دور الأعضاء في منظومة الحركة الرياضية والشبابية في بلدنا الغالي والعزيز.
وهذه الانجازات التراكمية كانت من البدايات وساهمت الإدارات المتعاقبة برئاسة سموها وتوجيهاتها بالعمل الجماعي في الوصول إلى ما وصلت إليه.
وكان السيد محمد جميل أبو الطيب رئيس هيئة رواد الحركة الرياضية والشبابية والمجموعة المخلصة التي عملت على مدار حقبة طويلة من بين الشخصيات الرياضية البارزة التي انخرطت في مسيرة الرابطة منذ تأسيسها، حيث شغل ولعدة سنوات منصب نائب سمو رئيسة الرابطة، ويستذكر أبو الطيب بكل اعتزاز الدور المحوري للفارسة الهاشمية في تمكين الرابطة من تحقيق أهدافها خدمة لمنتسبيها، ومؤكداً أن كافة الرياضيين يستذكرون على الدوام ما قدمته الفارسة الهاشمية سمو الأميرة هيا بنت الحسين لمسيرة الرابطة منذ نشأتها وحتى الآن.
هذا وقد أنجزت الرابطة في الأعوام السابقة العديد من المشاريع من بينها على سبيل المثال لا الحصر، مشروع متنزه رابطة اللاعبين الأردنيين الدوليين الثقافية في منطقة تركي في ناعور، ومشروع صندوق الحسين للمنح للدراسة الجامعية، ومشروع التأمين الطبي في الخدمات الطبية الملكية لكافة الأعضاء، إضافة إلى تسيير الرحلات لأداء العمرة والذي تم تنفيذه لعدة سنوات سابقة على نفقة سموها.
وعلى مدار العام تقيم الرابطة العديد من الأعمال الخيرية والنشاطات الاجتماعية والترفيهية التي يخصص ريعها للأسر المحتاجة، إضافة للأنشطة الرياضية التي تساهم في تفعيل دور الأعضاء وتعزز من مكانتهم.
ويتولى مجلس إدارة الرابطة واللجان المعاونة له وضع خطط وبرامج عمل الرابطة، حيث سيشهد العام الحالي سلسلة من الأنشطة والفعاليات الرياضية والاجتماعية التي دأبت الرابطة على إقامتها سنوياً.
وفي النهاية، وبمناسبة مرور ثلاثين عاماً على مسيرة الخير منذ تأسيس الرابطة والتي أطلقتها سمو الأميرة هيا بنت الحسين، ندعو الباري عز وجل العمر المديد والصحة والسعادة لسموها في ظل القيادة الهاشمية بقيادة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم أطال الله في عمره وأعز ملكه.