شريط الأخبار
أمير الكويت يزور الأردن اليوم البنك الدولي يحذر من تخلف الأداء الاقتصادي لمنطقة الشرق إنتر يحسم الديربي ويتوج بالاسكوديتو 5 إصابات بثلاثة حوادث على الطرق الخارجية الصين تطلق أعلى مستوى إنذار في البلاد تأخر استئجار وحدة تخزين عائمة يعيق تنفيذ "التحديث" في "الطاقة" بعد ما حدث في الكلاسيكو.. الاتحاد الإسباني يرفض طلب رئيس برشلونة خبير: أسعار البنزين ستصل لأعلى مستوى منذ أكتوبر هل وصلت العلاقات الإسرائيلية الأميركية إلى نهايتها؟ الذهب ينخفض لأدنى مستوى في أكثر من أسبوعين مع انحسار مخاوف الشرق الأوسط حزب البناء الوطني يحتفل بمعركة الكرامة وعيد الأم أرقام قياسية تاريخية.. احتفالات لاعبي إنتر ميلان بعد حسم الكالتشيو بدرجات أربعينية.. كتلة هوائية حارّة تضرب الأردن بدءاً من اليوم وهذا موعد انكسارها زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورة تحاكي هجوماً نووياً مضاداً 176 مليون دينار تبادل تجاري بين الأردن والكويت العام الماضي بعد ما حدث في الكلاسيكو.. الاتحاد الإسباني يرفض طلب رئيس برشلونة استقالة الحكومة مرتبطة بموعد حل مجلس النواب الشيخ فيصل الحمود: زيارة حضرة صاحب السمو الأمير التاريخية للاردن تعزز العلاقات الثنائية النموذجية بين البلدين المساعد للعمليات والتدريب يزور لواء الاميرة عالية الآلي/ 48 انخفاض اسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة

الأديبة "جميلة عمايرة "ضَيفة "ريم الكيالي" في برنامجها الإذاعي "مسيرة ورد "

الأديبة جميلة عمايرة  ضَيفة ريم الكيالي في برنامجها الإذاعي مسيرة ورد
عمان- القلعه نيوز
عَبرَ أثيرِ اذاعةِ سقيفةِ المواسمِ الأدبية ، قابلت ريم الكيالي الأديبةَ كاتبةَ القصة السيدة جميلة عمايرة ، الحاصلةَ على دبلومٍ في الصحافةِ و بكالوريوس في الأدب الانجليزي من جامعةِ فيلادلفيا ، و التي عملتْ في قسمِ المطبوعاتِ و النشرِ في وزارةِ التربيةِ و التعليم ، عضوَ تحريرِ مجلةِ "تايكي" المعنيةِ بالإبداعِ النَسوي و التي تَصدرُ عن أمانةِ عمانَ الكُبرى ، عضوَ رابطةِ الكتابِ الأردنيين ، و عُضواً مؤسساً بكل من مُنتدى زيِّ الثقافي في السلطِ و جمعيةِ النُهوضِ بالمرأةِ الأردنيةِ ، تُرجمتْ قصصَهَا إلى اللغة الألمانيةِ و الفرنسيةِ و الإنجليزيةِ و الكُردية أيضاً .

بدأت الكيالي من أول مجموعةٍ للأديبةِ عمايرة "صرخةُ البياض" و التي صَدرت عن دار أزمنةٍ للنشر ِو التوزيع في عمان عام 1993 م ، و التي كتبت فيها:
"لم أحمِلَ السلاحَ و أقتُلْ ، إنما لجأتُ إلى الكتابة ، و رحتُ أنحَتُ ما أشاءُ ، و أخلقُ شخوصي الجديدةَ كما يَطيبُ لِي ، لأعودَ و أقتُلَهَا جميعاً ، ليس من يَقينٍ أو قناعةٍ اهتدي بها أو أستندُ إليها سوى داخلي القَلِقْ .. ذاتي التي ترى العالمَ و أشياءَهُ و كائِناتَهُ و تتحسسَهَا ، فتمحو ما لا يُمحى و تخلقُ ما تُريدُ ، فأضحكُ كَثيراً و أغمضُ عيني عن دماءٍ تسيلُ من قَلمي.."، وبينت بصريحِ العبارة سَبب توجهها إلى الكتابةِ لتكونَ نقطةَ تحّولٍ محوريةٍ في حياتها ، حيثُ قالت :
"أن فعلَ الكتابةِ ليس جريمةً و لكنه أقربُ ما يكونُ للخطيئةِ بالنسبةِ للمرأة حسب رأيها "
و بكل ثقةٍ كانت تشيرُ إلى داخلها القَلِقْ بما فيه من صور و تخليلات و تأويلات .. و لم يَكن من طريقٍ تعبرهُ بسلامٍ وبدون خسائِر غيرَ الكتابة ، أو البديلُ سيكونُ فعلَ القتلِ و هنا تعني القتلَ المجازي و هو القلم الذي كان ينزف احساساً صوراً و تأويلات دون اراقة قطرة دمٍ واحدة ..انما كانت الشخوص تسير الى حتفها دون تدخل منها حيث كان عليها ان تتبعهم حتى آخر حرف..
عن المجموعة القِصصية "سَيدةُ الخريف" التي صَدرتْ عن المؤسسةِ العربيةِ للدراساتِ و النشر في بيروتَ عام 1999 م ، كتبت عمايرة:
" انتبه هذا نصٌ لامرأة ، فهذا غيرَ مَقبول!"
في هذه العِبارةِ نَجِدُ إشارةً ضوئيةً حمراءَ أخذت الطابعَ التحذيري .. فسألتها الكيالي عن سَببُ توجهُها للكتابةِ عن المرأةِ على وجهِ الخُصوصِ ، فنَفت ذلك بأنها منذُ أولِ مجموعةٍ كتبتها كانت تتمحورُ عن الإنسان بشكل عامٍ دونَ تحيز ، و لكن كونها امرأة تعيش بمشاعرها و حبها و ظنونها و أحلامها كانت تميل أحياناً للكتابة عن المرأة ، كحيوات كل النساء الذين مررن في حياتها و تركن بصمة و طابع و أثَر فتترجمه على الورق بكل ما تملك من صدق في حالة الكتابة..

قرأت الكيالي مشهداً من قِصة "سَيدة الخريف" "هكذا تسير ُالأمورُ عندما نرغبُ بِها ، لنعكسَ الشريطَ ، نبدأُ به من أول ، و تواصلُ سيدةُ البيتِ إنصاتَهَا لموسيقى الليلةِ الفائتة ، لنغماتٍ موسيقيةٍ هادئةٍ و رقيقةٍ تسيلُ من الرّفِ الواطِئ ، و تأخذُ شيئاً فشيئاً بتعبئةِ الأرجاء"
و سألت عن دلالةُ أنه البَطلة لم تُغلقِ البابَ و تركتهُ مُشرعاً لأوّلِ مرة؟ ذلك البابُ الذي يتسِعُ لكتفين يَطلبان الدِفء..؟ فأجابت القاصة جميلة عمايرة بأن أخبرتنا عن تأويلها الخاص بكتابة هذه القِصة ، حيث أن بطلة القِصة كانت امرأة وحيدة لكنها لم تغلق باب الأمل و كانت تنتظر بايجابية و لها قلب مفعم بالحُب .. هذه المرأة كانت دائماً متفائلة .. و ارتأت أن تركتها على سجيتها حتى آخر كلمة في القصة ، كنهاية مفتوحة.
"الفراغُ في كل مكانٍ ، فراغٌ و رائحةٌ راكدةٌ ، خِلتُ أنني كنتٌ في نومي المتعبِ سمعتُ ما يشبهُ الصرخاتِ ،أو حشرجاتٍ مُبهمة ، أو هو صوتٌ يشبهُ الأنينَ المُتقطعَ لأناسٍ ربما كانوا يَحلُمونَ بي ، أو ربما كنتُ أنا مَن يحلُم بهم" ،
وَصفٌ دَقيقٌ أنيقٌ اقتبستُه الكيالي من قراءتها في "الدرجاتِ" و هي مجموعةٌ قِصصيةٌ صَدرت عن دار أزمنة للنشر و التوزيع في عمان عام 2004 م ، لتسألها عن قدرتها بإظهار الصّورَ الفنيةَ بهذا العُمقِ ليستدعي حواسَ القارئ ، ان كان هناك تركيبةٍ مُحددةٍ يُمكنُ الاستنادَ عليها لبلوغ هذه الصور البلاغية ، فأجابت على السؤال النقدي بأنها تكتب بتأني و أحياناً يستدعي الأمر مراجعة القِصة على فترة طويلة ، لأن الكلمة مسؤولية ،
و تتمنى أن تكتب بطلاقة اصدارها الأول حيث بيّنت أنه كلما تقدم بالكاتب كِتاب وجد صعوبة كأن هنا احساس بثقل المسؤولية و الكلمة ..حيث أن الكاتب بهذه المرحلة يكون مسؤول عن ما يقدمه ، و قالت أنها تكتب باحساس عينيها على المتلقي ، تحاول أن تشرك القارئ معها ، علماً أن القصة أصعب انواع الكتابة ، فيقع على عاتق الكاتب أن يوصل عبر اللغة و صورهاو دلالاتها و رموزها الحدث الذي سيتفاعل معه المتلقي ..

عن نصُ يأتي بِلا تَوَّقُعٌ أو استئذان "بالأبيضِ و الأسودِ ، أكتُبُ ، الأبيضُ لِي ، و الأسوَدُ لكِ ؛ فأنتَ رجلٌ عتيقٌ و أنا امرأةٌ ما زالت صرخَتِي بيضاء! " ، أكدتِ عمايرة لاحِقاً من خِلال الروايةِ على أن الذاكرةَ لا تخون
فسألت الكيالي عن الدور الذي يلعبُهُ اللونُ في رواية "بالأبيض و الأسود " و التي صَدرت عن دار الشروق للنشر و التوزيع في عمان عام 2007م، فأجابت بأن الأسود في المُخيلة الجمعية يرمز للتشاؤم للحزن و القلق أما الأبيض فيرمز للصفاء و النقاء ، الأبيض و الأسود تشتق منهما الألوان جميعها ، و حين يلتقي الأسود بالأبيض بنظيره مع الألوان الأخرى .. يختلف تماماً ، فالبطل بالأسود يرمز للرجل و هو من يقف وراء الأحداث و يُديرها بينما البطلة بالأبيض ناعمة و ترمز للأمل و التفاؤل من خلال صبرها و مقاومتها.

الشَكلُ الزمني في الرواية يَبدو بارِزاً ، فهو دائِريٌ يُعبِّرُ عن استمراريةِ الماضِي في الحاضِر، بحيث يخترقُ الحاضِر السَردِي، بتقنيةِ الاسترجاع ، تسائلت الكيالي عن الكيفية التي بدت فيها الأحداثُ مُسترسِلةً و سَلسلةً ضمن حالةٍ شُعوريةٍ تباينَتْ بين النَثَرِ و السَردِ في الرواية ، واقع الأمر أن النِية للسيدة جميلة عمايرة كانت قِصة لكن الأحداث تسارعت و تصاعدت ، و أثناء ذلك انفرد عليها الشكل الذِي جعلها رواية من خلال استجابتها لفعل الكتابة ، بدون توقّع و بدون تخطيط و طول الجميلة السردية ايضاً ..

توجهت الكيالي للسؤال عن سِر قُدرةِ العمايرة عن على كِتابةِ مشاعرِ الأُنثَى المُتمردةِ و الغاضبةِ و القَلقة .. بكل حَالاتها ، و الذي بدا جلياً في "دَمٌ بارِد" و هي مجموعةٌ قِصصيةٌ صَدرتْ عن دار ميريت في القاهرة عام 2006 م ، حيث أن لهذه المجموعةِ الأدبيةِ لغةٌ مُتفردةٌ بِطريقةِ سردِ الأحداثِ ، وَ وُجودُ تصاويرٌ فَنيةٌ مُدهشةٌ تتمحورُ حولَ إظهارِ صورةِ الرجلِ قاتِلاً أو مقتولاً! وهو ما بدا جَلياً في قِصةِ "الرهينة" على سَبيل المِثالِ لا الحَصر، و الأمر يرجع إلى الأسلوب الذي تتفرد به و بصمتها الخاصة ، و بالذات قيمة القَتل في قِصصها بغض النظر عن دور القاتِل او الضحية ..

"حربٌ لك تقَع" مجموعةٌ قِصصيةٌ صَدرتْ عن دار الشروق في عمان عام 2018م، تناولت الهمومَ الإنسانيةِ بأساليبِ سرديةٍ مُتنوعةٍ، توجهت الكيالي بالسؤال عن أهمِ القِيمِ التي تم القاء الضوء عليها في هذه القِصصِ..؟ و كيفَ يُمكنُ للكاتِبِ تجسيدَ هذه المبادِئ و القِيَمَ لطرحِهَا في نُصوصَه؟ و هل لتفاصيلِ حياةِ الكاتِبِ دَورٌ في ذَلكِ بشكلٍ ما..؟ فأجابت السيدة جميلة بثِقة ايجاباً ، لأن له دور في تفاصيل ما يكتب من خلال البيئة التي يعيش بها فهو يتأثر و يؤثر ، فالكاتب ليس بمعزل عن مُجتمعه و هُمومه .

عن مجموعةِ "امرأةُ اللوحةِ" التي تنتمي في أحدِ أوجهِهَا لمساراتِ التأملِ و المُراجعةِ لقيمِ المُتعةِ و الغوايةِ في اقترانها بالحُريةِ و المُطلق ، إلى ذلك السرد ِالروائِي الذي يُماهي بين التخيلِ و حالةِ المُروقِ الذِهني ، في سعيٍ واضحٍ من الكتابةِ لتخطي طبقةَ المحظوراتِ المتراكمةِ عبر السنينِ في المجتمعِ الشرقي و علاقةَ المرأةِ بالرجُل، ما بدا في قِصصِ المجموعةِ " اسمي ، علاقات ، خِشية ، امرأة اللوحة ، ومن طويل ، رواية أخرى ، غواية ، لعبة ، حُلم ، رِجل آخر" ، استفسَرت الكيالي عن الذي اختزلَتْهُ تلك القِصصُ في جعبتها؟ و ما هي الأسئلةُ الوجدانيةُ التي قَد تتربَعُ فوقَ رأسِ القَارِئ بعلاماتِ استفهام..؟ فأجابت أنه لا يمكن للمرأة أن تكون قوية و متواجدة دون وجود الرجل في حياتها بغض النظر عن مكانته في حياتها ؛ فقد يكون الزوج او الأخ ، الأب ..والعكس صحيح ، امرأة اللوحة تُعاين حالات يعيشها الرجل و المرأة معاً .

الروايةُ الثانيةُ "أغنيةُ الشُرفة" والتي صَدرت عن دار ِالشُروقِ في رام الله عام 2022م، هذه الأغنيةُ التي كُتِبَتْ كلماتُهَا و لم تجد العمايرة من يُلحنُهَا و لا الفرقةُ المُوسيقيةُ التي سوفَ تعزفُ خلفَ من سيغنيها بسبب وباء كورونا ، و هي الفترةُ التي عاشها أغلبُنَا بين مُحاوِلٌ للفَهمِ و رافضٌ للتصديقِ ثم مشككٌ بكلِ ما يرى و يسمعُ من أحداثٍ ، حيث كان الشُعورُ الأصعبُ في الروايةِ هو الحَنينَ إلى الحياةِ اليوميةِ البسيطةِ المَبنيّةِ على السَعيِّ و الحركةِ .. فكانت الرواية نقلاً واقعياً بخفة و رشاقة ، حيث ساهم الوصف المكانيُ الهائِلُ في تكوينِ حبكةِ الأحداث ، و كان الصوت الرئيس الذي طَغى على أصواتِ الشخصياتِ الأُخرى بتلقائِيةٍ و مَحبّة هو صَوت الأُم بكل عفوية و بلغة سردية ضمن اطار الأسرة.

أخيراً استعرضت الكيالي بعض المقالات التي نشرتها العمايرة في المجلات الأدبية ، بعد ذلك شكرت الأديبة على اللقاء الطيب في برنامج مسيرة ورد على أثير اذاعة سقيفة المواسم الأدبية ، على أن يحتسيا القهوة معاً بعد اللقاء ..
.