
عن طريق الرحلات العلمية وشيوخ الصوفية السنية.
وأبرز أن قيام جلالة الملك بواجبه تجاه القارة الإفريقية "مبني على ما يجمع المغرب بإفريقيا من روابط روحية تجلت آثارها في تعزيز أواصر المحبة والولاء لأمير المؤمنين نصره الله".
وتابع بالقول "إن اعتزازنا نحن الأفارقة بمؤسسة إمارة المؤمنين وما تمثله من رمزية دينية في البلدان الإفريقية عموما له استمداد مما درج عليه أسلافنا من التعلق بها عبر تاريخ الدولة المغربية؛ ذلك أنها أمانة تقضي بواجب المسؤولية تجاه كل المسلمين، لذا بادرت مجموعة من مناطق جنوب الصحراء، وبعض بلدان إفريقيا ببيعة أمير المؤمنين بالمغرب.
وفي السياق ذاته، أشاد مفتي تنزانيا بالمبادرات التي يطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من خلال تقلد جلالته إمارة المؤمنين، ومنها الدعوة إلى تصحيح صورة الإسلام لدى المجتمع الدولي، والعناية بوكالة بيت مال القدس الشريف لتقديم العون للسكان الفلسطينيين في المدينة المقدسة، وكذا إنشاء مركز محمد السادس لحوار الحضارات بالشيلي عام 2004، باعتباره جسرا للتواصل الحضاري بين المغرب وأمريكا اللاتينية.
من جهة أخرى، توقف المحاضر عند مقومات الفكر الإسلامي الحاضرة بجمهورية تنزانيا الاتحادية "بفضل جهود مسؤولين وعلماء مبرزين أخذوا على عاتقهم النهوض بالفكر الديني عقيدة وفقها وسلوكا"، مستحضرا، في هذا الإطار، مبادرة جلالة الملك بإنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي تروم توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين، بالمغرب وباقي الدول الإفريقية، للتعريف بقيم الإسلام السمحة ونشرها وترسيخها.
وقال إن هذه المؤسسة "مكرمة منكم وحدت جهود علماء إفريقيا عامة لخدمة الإسلام والمسلمين تحت رعاية إمارة المؤمنين، ومن مظاهر تلك الخدمة قيام فروع المؤسسة بالبلدان الإفريقية بتفعيل برامج أنشطتها العلمية السنوية، ومنها تنظيم مسابقة في حفظ القرآن الكريم وتجويده وترتيله، التي كان لبلدنا شرف احتضان نهائياتها في المسجد الذي يحمل اسمكم الشريف بدار السلام. وتلك سنة حسنة خلدتم بها عطفكم وعنايتكم ببناء عدة مساجد في ربوع القارة الإفريقية".
وأضاف "لذا حق لنا أن نعتز بكم وننتمي إلى مؤسستكم، ولا نملك في كل لقاءاتنا العلمية وأنشطتنا الدينية إلا أن ندعو لكم بالنصر والتأييد لمجهوداتكم في حفظ كليات الدين، فطوبى لنا نحن الأفارقة بما من الله به علينا من نعمة إمارة المؤمنين التي امتدت أفضالها على سائر المسلمين خدمة للدين ورعاية لمصالح المؤمنين".
من جانب آخر، أكد مفتي تنزانيا أن مكونات المنظومة الدينية بالمغرب الشريف تعتبر "الأنموذج المحتذى والنبراس المقتدى بفضل ما ناطكم الله تعالى به من شرف تقلدكم الإمامة العظمى التي تنوبون بها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وتابع بالقول إن "الله تعالى قد بوأكم مكانة سامية لتكونوا مفخرة للمغاربة، وعمدة للمشارقة، وقبلة للأفارقة. فأياديكم السابغات لها حضور في شتى المجالات، منها إحداث مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، التي عم نفعها سائر البلدان الإفريقية، وإنشاء معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، الذي أسهم في تأطير عدد من الطلبة الأفارقة".
كما أشاد بمبادرة جلالته المتمثلة في "بناء معلمة دينية عظيمة بدار السلام هي مسجد محمد السادس، الذي جعلتم منه منارة شامخة للدين والعلم بشرق إفريقيا، وأصبح منذ افتتاحه قبلة للمصلين ومحجا للمسترشدين (...) فجزى الله جنابكم الشريف على بناء هذا الصرح الإسلامي العتيد، الذي يعد هدية من مملكتكم إلى شرق إفريقيا، ورمزا لإعلاء كلمة الإسلام في هذه الربوع".
وتضرع مفتي تنزانيا للباري عز وجل بأن ينصر أمير المؤمنين حامي حمى الملة والدين، ويحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، ويجعله ملاذا للعلماء العاملين في سائر بلدان المسلمين، ويحفظ ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد عضده بصنوه السعيد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وباقي الأسرة العلوية الشريفة.
كما توجه إليه، جل جلاله، بأن يرحم جلالة المغفور له محمد الخامس محرر البلاد ومعتق العباد، ويطيب ثرى جلالة المغفور له الحسن الثاني الملك الباني، وسائر المسلمين أجمعين.
وفي ختام هذا الدرس الخامس من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية، تقدم للسلام على أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كل من الأساتذة يحيى استاقوف رئيس جمعية نهضة العلماء بأندونيسيا، وعبد الحكيم الأنيس كبير الباحثين الاول بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي بالامارات العربية المتحدة، ومحمد الموساوي رئيس اتحاد المساجد بفرنسا، وعبد العزيز القروي من علماء ليبيا.
كما تقدم للسلام على جلالته، إسماعيل لطفي جافاكيا رئيس جامعة فطاني بالتايلاند، وعزيز حسو فيتش رئيس المشيخة الإسلامية في كرواتيا، والشيخ عريف عبد الله سكراد رئيس الجالية المسلمة بتيمور، وعومارو كامارا أبو بكر رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بليبيريا، ومحمود مال باكاري رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بالكامرون، وثاني عبد الرحيم شئت رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية البنين.