شريط الأخبار
وفاة 3 مفاوضين قطريين بحادث سير في شرم الشيخ كلمة السر "ميلانيا".. تعاون أمريكي روسيا لحماية أطفال أوكرانيا وزيرة قطرية : مساعداتنا ستدخل إلى غزة الأحد "الرواشدة" : فلنزرع في قلوبنا بذور المحبة ولنجعل التسامح لغة تواصلنا ماكرون يزور مصر الاثنين دعماً لتنفيذ اتفاق غزة مصر: انعقاد قمة شرم الشيخ الاثنين بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة وزير الخارجية الصيني: كارثة غزة الانسانية تمثل وصمة عار الأردن يشارك في "قمة شرم الشيخ للسلام" الاثنين آل القطيفان وآل القاضي نسايب .... " المجالي" طلب و داودية أعطى معهد الاداره العامة يعقد الجلسة الحوارية الأولى ضمن برنامج الدبلوم الاحترافي الأردن: 25 ألف طن مواد غذائية جاهزة لنقلها إلى غزة القيادة المركزية الأميركية تتابع سير إنشاء مركز تنسيق مدني-عسكري في غزة الرئيس المصري يؤكد ضرورة إعطاء شرعية دولية لاتفاق شرم الشيخ انتشال جثث 116 شهيداً من تحت أنقاض قطاع غزة رئيس "النواب": الأردن ماضٍ بثقة في مسار التحديث الاقتصادي والإصلاح الشامل الأسد في موسكو .. تقرير عن "حياته السرية" مع أسرته 6 لجان نيابية تجتمع الاثنين لمناقشة انتشار الكلاب الضالة السفير الأردني في أوزبكستان يزور بعثة منتخب "الكيك بوكسينغ" وزير العمل يشارك باجتماعات مجلس إدارة منظمة العمل العربية لليوم الثاني على التوالي .. شارع الرشيد بغزة يفيض بالعائدين

غزة.. نصف عامٍ من المعاناة محمد يونس العبادي

غزة.. نصف عامٍ من المعاناة   محمد يونس العبادي
القلعة نيوز:

نصف عامٍ مضى على حرب غزة، كان كفيلاً برسم وجه جديدٍ للمنطقة، وللعالم أيضًا، والثابت الوحيد في كل ما جرى التغيير.
بدءاً من إعادة أولوية القضية الفلسطينية، إلى المعاناة التي ستعيش طويلاً في ذاكرة الغزيين، وذاكرة الشعوب، والتي ستبقى شاهدةً على أسوأ جريمةٍ لحقت بشعبنا الفلسطيني، وعلى إجرام حكومة نتنياهو، ومن يقف وراءها من اليمين المتطرف.
هي سيرة ستبقى طويلا.. ولكن الكلف ستكون أكبر، ولن تستثني أحداً، إذ إن مفاهيم الضمير العالمي والإنسانية، وسواها من مفاهيم القانون الدولي باتت عبئاً على أصحابها بعدما أميط اللثام عن كثير منها في معاناة، وقتل وجوع الغزيين.
أما سياسياً، فالكلف أكبر، وقد باتت تتبدى من تصريحات الإدارة الأميركية التي هي في مأزقٍ تصارع بين مصالحها، وما تتحدث عنه من قيمٍ منذ عقودٍ، ولا تنتهي بأوروبا التي تغير موقف سياسييها بعدما فات القطار، وباتت الجريمة أكبر من أن تدارى، أو تخفى.. !.
وعلى المنطقة هناك كلف كبيرة، ستعيش طويلاً، سواء بطبيعة الأشياء مثل الدول التي حملت غزة هماً وقيماً وأخوةً، وشعوبها التي ما تزال لليوم مقهورة من هذا الظلم، أو على من يسعون لتوظيف الحرب كورقةٍ، فغزة كقضية اليوم بكل أبعادها قضية كبيرة.. ومن يظن أن الصفحة ستطوى في اليوم التالي للحرب فهو مخطأ. فهذه الحروب تعيد رسم وجدان وتفكير، وسياسة الشعوب.
واليوم، وبعد نصف عامٍ من معاناة أهلنا في غزة.. علينا أن ندرك أن كل داعمٍ لفلسطين وقضيتها، أياً كان مبدأه ومنطلقه عليه أن يضع الصالح الفلسطيني، وتحقيق العدل للفلسطينيين لم يعد حديثاً ذو ترفٍ يُنادى به في أروقة الدبلوماسية الدولية فقط.. بل هو حاجة إن أراد هذا العالم أن يثبت ولو بالقليل أنه ما يزال يمتلك بعضاً من إنسانيةٍ أو عدالة.
وهذا الأمر لا يقتصر على إيمانٍ عربي وحسب، بل هو مطلب بات له صداه لدى الرأي العالم عالمياً، فالأهداف ليست بالحرب اليوم، بل المطلوب أن يتحقق للإنسان الفلسطيني حياةً وأن يشعر بشيءٍ من العدل، وأن تلجم عقلية التطرف الإسرائيلية التي باتت عبئاً على المنطقة، وعلى كل داعمي إسرائيل.
إن القضية اليوم ليست باتفاق أو سواه، على أهميته، بل تتجاوزها لتغوص عميقاً في الوجدان بما رتبته من معاناةٍ غير مسبوقةٍ في زماننا.
ويقال إن الاتفاق قريب، وأن الضغوط كبيرة للوصول إلى هدنة.. ولكن هذه خطوة على طريقٍ طويلةٍ يجب أن تنتهي إلى إحقاق العدالة للقضية الفلسطينية، والتي لم تعد تحتمل مزيدا من الاختبارات، أو تبقى رهينة عقلية تطرفٍ مريضة.
غزة اليوم أكبر من السياسة، وبحجم الإنسانية.. وعلى كل معنيٍ بفلسطين وقضيتها أن يدرك أنها بحاجة اليوم إلى موقفٍ صادقٍ نابعٍ من ضميرٍ صادقٍ ينشد العدالة والحق لفلسطين وأهلها.