شريط الأخبار
بعد الاعتراف بعدد علاقاتها.. صديقة نجم ريال مدريد تفند مزاعم الانفصال ‌‏صندوق الاستثمارات السعودي: إجمالي الأصول تجاوز 4.3 تريليون ريال كييف تتلقى 1.7 مليار دولار من كندا التونسية أنس جابر تودع ويمبلدون مبكرا مسؤول تونسي: 75 مليار دولار حاجة البلاد للاستثمار في البنية التحتية في أفق 2040 على خطى والده.. الشرطة الإسرائيلية تلاحق نجل نتنياهو في قضية خطيرة استفز "طرزان" بحركة مشينة فنال عقابه.. مقاتل يتعرض للضرب بعد خنق منافسه واقفا وزارة الصحة: إصابات تسمم الميثانول الـ 27 تتلقى رعاية مكثفة أبو غزالة يوجه رسالة شكر لجلالة الملك على دعمه للأجهزة الأمنية رئيس الوزراء يؤكّد أهميَّة مأسسة جائزة الحسين بن عبدالله الثَّاني للعمل التطوُّعي والتركيز على توسعة قاعدة المشاركين فيها وزير الأشغال يتفقد مشاريع تطوير طرق في الأغوار وناعور اقتصاديون: نمو الصادرات مؤشر إيجابي على تنافسية المنتجات الوطنية الامن يكشف تفاصيل قضية مصنع المواد الكحولية الزراعة تتصدر القطاعات الاقتصادية بنسبة نمو 8.1% "خارجية النواب" تبحث والسفير الإسباني العلاقات بين البلدين برعاية الفايز .. وزارة الثقافة و اتحاد المزارعين ينظمان احتفالا وطنيا بالمناسبات الوطنية رئيس هيئة الأركان المشتركة يتابع تمريناً تعبوياً في المنطقة العسكرية الوسطى الحكومة ترفع اسعار البنزين والديزل لشهر تموز المقبل مواطنون يشكون زيادة أسعار بطاقات الخلوي إعلان قائمة منتخب النشميات للتصفيات الآسيوية

الشرفات يكتب : كيْ لا تٌذْبَحْ هَويَتِنا الوَطَنيّة مرتين

الشرفات يكتب : كيْ لا تٌذْبَحْ هَويَتِنا الوَطَنيّة مرتين
الدكتور طلال طلب الشرفات

توبةُ المعارض من براثن التِّيه ومجافاة الدستور ومصالح الوطن العليا يجب أن تؤخذ عادة بحذر، واستئثار الموالاة بالسلطة يستدعي أن يٌقبل بقدر؛ لأن قدر هذا الوطن أن يٌدار بالحب والحلم، والربيع العربي كان شاهداً على الشراكة الوطنية في حفظ الأمن الوطني إلا شراذم محصورة من الغٌلاة المتطرفين في قوى واهمة، وحراكات مناطقية حالمة تدور بين النفعية وتعكير الصفو واستغلال المناخ الإقليمي الهائج -وقتذاك-.

تلك المقدمة تقودني إلى الرد على بعض الكتاب الذين أرهقهم خطاب الهوية الوطنية، وأربكهم ازدواجهم وقفزهم عن تاريخ هذه الدولة، ومراحل بنائها ومنعطفاتها الصعبة؛ إنهم يصفون الموالاة والوطنيين الأٌباة باليمين الاجتماعي ويقارنونهم بالغٌلاة والمتطرفين، ودون إدراك أن الربيع العربي قد خلق مراجعة ورؤى جديدة للوطنية والحرص وموجبات القلق تجاوزت ضيق العرق واللغة والدين إلى أفق معايير الانتماء للتراب والهوية والسيادة والعرش والالتزام بالدستور.

آن أوان تغيير بوصلة المظلومية المقيتة ونصائح "القلق" التي يقودها روّاد توبة الظرف، واستثمار مناخ التحديث لتغيير مسار الدولة نحو وجع الأمس؛ يمارسون "الغمز "" و"اللمز" دون حرص، ويحاولون خلق فرقة مدانة بين ثنائيات حوار النخب العاقل المنضبط، وخطاب العامة المقلق المنفلت من عقال الخبز والأمن والوفاء، ولعل الوقت قد حان لوأد محاولات تسمميم الوعي، والتنكيل الإعلامي بالمحافظين الراشدين الصابرين، ومحاولات إستدعاء مؤسسات الدولة للتدخل لدرء إخلال بمساواة ليس موجوداً الا في أذهانهم المتعبة.

الهوية الوطنية وفق مقاييس الأردنيين لا تقاس بالأصل او العرق او اللغة او الدين؛ انها هوية الأرض والإنتماء والأخلاص للعرش والوطن؛ إخلاص دائم سرمدي ابدي، وبعد ذلك شرعية الإختلاف دون خلاف، الا انَّ توبة الصباح لا تُمكّن صاحبها حق تقييم الموالاة في الضحى، وتقديم النصح الممزوج بالرفض في الظهيرة، لأن "اليمين الاجتماعي" كما اسموه بصلف صانوا الدولة وسيادتها، وقدموا شهداء، يوم كان غٌلاة "الوهم والإلغاء" وأعوانهم يرقبون أفول الدولة وانهيارها، ويتآمرون مع عواصم "الصلف" ضدها.

يا"لوقاحة" بعض الساسة، يبصقون في البئر الذي شربوا منه، وينكأون جرح الوطن المُهاب، ويوغلون مخالب الغلّ في خاصرته، ثم يأتونا تائبين، ويحاكمونا على تمسكنا بسفر الوطنية الخالد وتصنيفاته ودواعيه.
ذاكرة الأردنيين قوية، وخطابهم الهادئ ونواياهم النقية لا تعني أنهم لا يدركون حجم المؤآمرة على تيار المحافظين من الموالاة؛ الحريصين كل الحرص على هوية الدولة وقيم المجتمع الأساسية، ومحاولة ربطهم بالتطرف والإستئثار بالسلطة هو قول مُدان وإمعان في محاولة إختطاف الدولة وهويتها، وزجّها في أتون الفوضى والاختلاف، وتغريب المجتمع، ومصادرة تضحياته، وتقويض مؤسساته، وسيبقى "اليمين الاجتماعي" نبض الوطن وحارسه الأمين.

الوطن هوية، ولون، وتاريخ، وتضحيات، ورسالة الهاشميين فيه عطر، ودمٌ، وسيفٌ مُشرع في وجه البُغاة والطغاة ودعاة الفتنة وتقويض وحدة أبناء الوطن، وعلى هذا الثرى المقدس دائماً ما يستحق الوفاء.