القلعة نيوز - في ظل التوترات المتصاعدة في غزة وتأثيرها الجسيم على المدنيين، تتزايد الدعوات إلى تطبيق المعايير الأخلاقية والإعلامية في التغطية الإعلامية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة .
وأكد مختصون وإعلاميون أن على وسائل الإعلام أن تلعب دورًا محوريًا في الضغط من أجل إنهاء النزاعات المسلحة، شرط أن تحترم المبادئ الأخلاقية في الأداء المهني وفي تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية "بترا" اليوم الجمعة اكد المختصون أن الواقع الإعلامي غالبًا ما يبتعد عن هذه المعايير، مما يؤدي إلى قلب الحقائق التاريخية وهذا ما نشهده في العدوان الإسرائيلي على غزة .
وقالوا " تأتي تغطية الأحداث الجارية في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي كدليل على تلك الفجوة بين المعايير المثالية والممارسة الفعلية، حيث شهدت التقارير الإعلامية انحيازًا ملحوظًا للسردية الإسرائيلية. وقد سلط الخبراء الضوء على التعتيم الإعلامي الذي تحاول دولة الاحتلال فرضه، واصفين إياه بأنه انتهاك صارخ لحرية الصحافة وحقوق الإنسان.
وأشاروا إلى أن التصعيد الإعلامي يمكن أن يكون له أثر مباشر على مآسي الحرب، حيث تصبح الصحافة وسيلة للدفاع عن الحقيقة أو وسيلة لتضليل الجماهير ،ومع تصاعد هذه التحديات، يظل السؤال المحوري: كيف يمكن لوسائل الإعلام أن تنجح في الحفاظ على نزاهتها وموضوعيتها وسط هذه الظروف الصعبة؟
الى ذلك قال الخبير الإعلامي يحيى شقير إن الاعتراف بأهمية دور الصحافة في تغطية النزاعات المسلحة بدأ مبكرا مشيرا الى ان اتفاقية لاهاي لعام 1907 كأول اتفاقية دولية نصت على أهمية دور الصحافة في تغطية مآسي الحروب.
وأضاف شفير انه يمكن لوسائل الإعلام أن تكون عاملا في الضغط لحل النزاعات أو تصعيدها ومن أمثلة تصعيد النزاع عندما قامت وسائل إعلام غربية بنشر اتهامات بان الفلسطينيين في غزة قاموا بقطع رؤوس الأطفال دون التحقق من هذه الاتهامات."
وقال " في الجهة الأخرى هناك أمثلة عديدة على دور هذه الوسائل بالضغط على أطراف الصراع لإنهاء النزاعات المسلحة وجعل استخدام القوة في حدها الأدنى أو وقف الحرب عندما تحترم وسائل الإعلام اخلاقيات المهنة وأعلى درجات المهنية كما حدث في فيتنام.
وقال شقير ان التاريح يشهد ان التضييق على الصحفيين المستقلين في الحروب وتخويفهم وقتلهم هدفه ضمان الجاني عدم وجود شهود على جرائمه والتستر عليها امام الرأي العام المحلي والدولي. وربما لهذا السبب منع جيش الاحتلال الإسرائيلي الصحفيين الأجانب من دخول غزة وتغطية الأحداث منها.
وفي الحرب على غزة وخلال (10) اشهر تم استهداف الصحفيين الفلسطينيين واستشهد منهم ما يزيد عن 165 صحفيا فيما قتل 88 صحفيا في الحرب العالمية الثانية التي استمرت نحو 4 سنوات بينما قتل 69 صحفيا في حرب فيتنام التي استمرت 10 سنوات.
بدوره أوضح استاذ الاعلام بجامعة الشرق الاوسط الدكتور عزت حجاب " يبدو ان سلطات الاحتلال الإسرائيلية ماضية قدماً في فرض تعتيم إعلامي حقيقي وشامل على قطاع غزة بأكمله، وتؤدي التدابير والإجراءات المُتَّخذة إلى تقويض عمل الصحفيين المحليين وتؤثر سلباً على أُسرهم، سواء تَعلَّق الأمر بالحصار المفروض منذ فترة طويلة على المنطقة وأهاليها، والذي تم تشديده في الآونة الأخيرة، أو بالتشريد القسري الذي يطال المدنيين هذه الأيام.
وأضاف حجاب: " هناك خطر كبير محدق يتهدد حياة الإعلاميين والصحفيين ويتخذ أشكالاً متعددة سواء باستهدافهم مباشرة بالقتل او الاعتقال او التضيق عليهم للحيولة دون نقل الصورة الحقيقية للعدوان على غزة وما اسفر عنه من ابادة جماعية واستهداف ملامح الحياة الاسياسية وهذا كله يتنافى مع حقوق الانسان وحرية الصحافة التي نصت عليها المواثيق الدولية .
واكد حجاب ازدوادية المعايير الأخلاقية بالتغطية الإعلامية فيما يتعلق بالعدوان على غزة وتبني وسائل الإعلام المنحازة للسردية الاسرائيلية من وجهة نظر إسرائيلية دون النظر الى حرب الإبادة التي تنتهجها إسرائيل ضد سكان غزة وهذا يعد عدوانا واضحا ضد الصحافة المهنية والأخلاقية وما كنا لا نتوقعه من مؤسسات ووسائل اعلام غربية كبيرة.
من جهته تحدث رئيس قسمالاعلام الرقمي في جامعة العقبة للتكنولوجيا الدكتور وسام الزعبي عن الخطر المستمر الذي يهدِّد حياة الصحفيين يومياً في غزة وفي منطق إسرائيلي لا يحترم حقوق الانسان وحقوق الصحفيين ، ما اضطر الكثير منهم إلى ترك منازلهم ، بعدما قرر الاحتلال الإسرائيلي إخلاءهم لمنازلهم ، بل ذهبت قوات الاحتلال باستهداف عوائل الصحفيين كما حدث لأسرة وائل دحدوح واستهدافه بشكل مباشر .
وبين الزعبي أن خطورة ممارسة العمل الصحفي تزداد خطورة كل يوم في مختلف مناطق الصراع لا سيما في قطاع غزة في ظل جيش محتل همجي موضحا ان قوات الاحتلال الإسرائيلية لا تدخر جهدا لمنع نقل صورة ما يجري.
من جانبه قال رئيس قسم الاعلام الرقمي في جامة الشرق الاوسط الدكتور محمود رجبي أن تجاهل الإعلام ، بصورة منافية لأخلاقيات المهنة، جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة ضد المدنيين، والجرائم ضد الإنسانية ، وجرائم الإبادة الجماعية خلال هذا العدوان بحجة دفاع اسرائيل عن نفسها.
وقال رجبي ان الاعلام المنحاز لاسرائيل يحاول تسويق الرواية الاسرائيلية على حساب الفلسطينيين وحقهم في دولتهم وتقرير مصيرهم ويصور الفلسطيين بانهم ارهابيين ومعتدين.
--(بترا)