القلعة نيوز:
ألا يا أيها القلب المتيم بحب المصطفى، ألا يا أيها اللسان الذي يلهج بذكره، ألا يا أيتها الروح التي تتوق إليه، لقد حان موعدنا لنحتفل بذكرى ميلاد خير خلق الله، سيدنا محمدﷺ في هذا اليوم المبارك، تتجدد في نفوسنا مشاعر الحب والإجلال والتقدير لهذا النبي العظيم الذي هدانا الله به من الظلمات إلى النور، يأتي الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كل عام ليعيد إلى أذهاننا ذكرى ميلاد خير خلق الله، سيدنا ﷺ إنه احتفال يجدد في نفوس المؤمنين الإيمان والحب والولاء لهذا النبي العظيم.
ففي هذا اليوم المبارك، تتجلى معاني الاحتفال بقدوم نور الهدى إلى العالم، ونستذكر فضائله العظيمة وأخلاقه السامية، إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس مجرد تقليد موروث، بل هو نبض قلب المؤمن الذي يجد في سيرة النبي ﷺ مصباحًا يضيء له دروب الحياة.
إنها ذكرى بزوغ شمس الهدى وانبلاج نور الحق وظهور الرحمة المهداة للعالمين، إنها ذكرى المولد النبوي الشريف، فكيف لا نفرح في ذكرى مولده الميمون عليه الصلاة والسلام ولا تغمرنا مشاعر السرور والبهجة وفي مثل هذا اليوم قد منَّ الله علينا بنعمة بروز النبي ﷺ، من به أخرجنا الله تعالى من الظلمات إلى النور وأرشدنا إلى سبيل الحق وأنقذنا من مزالق الفتن والمهالك، فيالها من ذكرى عظيمة يعرف بها قدر صاحبها ﷺ وفضله على العالمين.
تستقبل الأمة الإسلامية ذكرى المولد النبوي وقد أثقلتها الهموم وأضنتها البلايا والمحن والفتن، بعيون دامعة وقلوب جريحة وأجنحة كسيرة، وقد تداعت عليها الأمم وتكالبت عليها الأعداء من الداخل والخارج، وقد حل بأبنائها ما حلّ من ضعف الحيلة وتشتت الشمل وتفرق الكلمة واختلاف الرأي، ولقد فرقتنا الأهواء، وأضعفتنا الخلافات، وما ذاك إلا لتهاونهم في التمسك بنهج نبيهم ومعلمهم وقائدهم ﷺ، ولكننا تعلمنا من دروس الماضي، بأن العزة الحقيقية تكمن في وحدتنا، وفي رجوعنا إلى ديننا الحنيف، ولنعمل جميعًا من أجل بناء مستقبل مشرق لأمتنا، مستقبل يرتكز على الأخلاق والقيم النبيلة.
حبيبنا أنت وسيدنا أنت، بأخلاقك نتمثل، ونحن في شهر ميلادك الميمون لا نترك الدفاع عن عقيدتك ولا نتخلى عن النهج الذي أرسيت، ولا عن الدرب الذي بنيت، فلنجعل من ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام وكل عام منطلقًا لإحياء الهمم وتجديد العهد والميثاق في نصرة الله ورسوله، بالاقتداء به وبإحياء سنته وبإظهار عقيدته عقيدة أهل السنة والجماعة، ولن يأتي ذلك ولن يتحقق دون تعلم هذه العقيدة، فالعلم أساس للعمل، ولا وصول إلى الاقتداء الحق برسول الله مع الجهل بدينه وشريعته وشعائره ومعالمه، فليكن نصب أعيننا نشر العلوم الشرعية بين أبنائنا، تلك العلوم الملتقاة من أهل العلم الثقات ذوي الأسانيد المباركة المتصلة برسول الله ﷺ وصاحبته الكرام.
إن احتفال الأمة بميلادك الطاهر، يا رسول الله، ليس سوى تجديد لعهد المحبة والولاء، فهو دليلٌ قاطع على أن الخير مازال متجذرًا في قلوب الملايين، وأننا جميعًا أجزاء من كيان واحد وكل ما نحتاجه هو المزيد من العلم والمعرفة، والعمل الصالح الخالص، كل ما علينا هو أن نعمل بجد وإخلاص لنكون قدوة حسنة، وننشر نور الإسلام في كل مكان.
ختامًا، ندعو الله تعالى أن يجعلنا من الذين يحتفلون بمولد النبي صلى الله عليه وسلم عاما بعد عام مخلصين النية لله تعالى، ونسأل الله العلي العظيم أن يعيد علينا هذه المناسبة العطرة بالخير واليمن والبركات والأمن والأمان وقد تحررت مقدساتنا وعاد لهذه الأمة عزها وتمكينها وأن يجعلنا من الذين يسيرون على نهجه، وأن يجعلنا من الذين يدخلون الجنة بفضل الله ورحمته.
وكل عام وأنتم بخير
حنين البطوش
استشارية نفسية أسرية وتربوية