تفاؤل بالمرحلة الجعفرية
فايز شبيكات الدعجه
أثبتت الفحوصات الجعفرية التي أجرتها الامة الأردنية عقب جولته الميدانية النشطة خلو رئيس الوزراء جعفر حسان من الاوبئة الرئاسية، وعدم معاناته من اعراض جرثومة الوعود والتنظير، وزرع المقاثي في البحر والحبة والقبة.
لكن ما فعلته دولتك في أول خطواتك خطير، وسيكلفك الكثير من حيث إمكانية استمرارك بهذا النهج الميداني خلال فتره رئاستك المقبله التي قد تطول ربما لسنوات وبدأت للتو.
نرجو الله ان لا تكون مجرد دفقة حماس تفاعلية عابرة، وان لا يصدمك جدار ألاولويات التقليدي المزعوم، ويجرف اندفاعك ضغط العمل وثقل المسؤولية، فيصيبك الوهن والفتور، وتتراجع همتك في النزول الى الميدان لوضع يدك على مواطن التثاؤب والألم الوظيفي في مؤسسات الدولة.
إلتصاقك المبارك بمواقع البؤس، وتحسس مواجع ألمواطن سيعلي من شأن الوطن إذا استمر على هذا النحو الذي بدأته في المناطق الفقيرة النائية التي طالما كانت منسية، واكثر كثافة بالسائل المحروم.
نرجوك مواصلة التوغل في جيوب الفقر والحرمان الممتدة، وان ترى رأي العين الاطفال الحفاة الذين رأيت ثلاثة طفلات منهم أثناء قيامي برحلة صيد قبل اسبوع يسرن لمسافات طويلة وسط الاشواك قرب البحر الميت. وان تلاحق معاناة البيوت في اصقاع المملكة والتي فصلت عنها المياه والكهرباء منذ أشهر بسبب من الفقر والفاقة.
وبالتوازي نرجوك أيضا ان تفتح كلا عينيك على تغلغل المخدرات في أعماق المجتمع، وتحدق جيدا في حجمها الحقيقي لاستكشاف المساحة الشاسعه المخبأة منها، فأغلب حالات الإدمان تخفيها الأسرة خوفا من الملاحقة القانونية والعيب المجتمعي. ناهيك عن المتاجرة في قطاع المخدرات التي تجري نهارا جهارا على قدم وساق .
نلتمس ان تفتش جيدا لترى حقيقة المخدرات فليست الحقيقة ما تراه الآن، والمرحلة تتطلب خطوة صارمة لإزالة الغطاء عن جريان السم الساري في شرايين الشباب، وتشكيل خلية أزمة على مستوى عالي لمكافحة الافة القاتلة الاكثر خطرا من الفقر والبطالة، ذلك أن الجهود الوطنية والمكافحة الداخلية الحالية غير كافية، ولعلها تعاني من خلل مركزي بلغ ذروته هذه الأيام وأصبح بحاجة لنظرة فاحصة في العمق وللمزيد من الدراسة والتحليل.