القلعة نيوز- قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إننا نواجه اليوم تهديدين جديدين وعميقين يتطلبان اهتمامًا وعملًا عالميًا أكبر بكثير، لأنهما يهددان بقلب الحياة كما نعرفها رأسًا على عقب، وهما أزمة المناخ والتوسع غير الخاضع للحكم للذكاء الاصطناعي.
وقال غوتيريش في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، "لقد رأيت أخيرا تحليلا كشف عن مفارقة قاتمة. سيغمر ارتفاع مستويات سطح البحر 13 من أكبر موانئ العالم لناقلات النفط العملاقة"، مضيفًا: "أن إدماننا للوقود الأحفوري هو بمثابة وحش فرانكشتاين، لا يدخر شيئًا ولا أحدًا".
وأشار إلى أنه من المرجح أن يكون عام 2024 أول عام تقويمي يتجاوز فيه متوسط درجة الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة، مضيفا أن تجاوز هذا الحد يعني أننا بحاجة إلى النضال بجدية أكبر للعودة إلى المسار الصحيح.
أما عن الخطر الثاني، قال غوتيريش إن الذكاء الاصطناعي يحمل وعودًا هائلة للإنسانية، لكن هناك مخاطر عميقة، خاصة إذا تُرك الذكاء الاصطناعي دون حكم.
وحذر الأمين العام من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُستخدم كأداة للخداع، وقد يؤدي إلى تعطيل الاقتصادات وأسواق العمل، ويقوّض الثقة في المؤسسات، ويترك آثارًا مخيفة في ساحات المعارك، كما أنه قد يعمق التفاوتات من خلال استبعاد أولئك الذين لا يملكون الموارد أو الأدوات للاستفادة من إمكاناته.
وأشار إلى أن الميثاق الرقمي العالمي، الذي اعتمد في أيلول الماضي في الأمم المتحدة، يقدم خارطة طريق لتسخير الإمكانات الهائلة للتكنولوجيا الرقمية وسد الفجوات الرقمية، لافتا إلى أن العالم يجمع حول رؤية مشتركة للذكاء الاصطناعي، تجعل من هذه التكنولوجيا خادمة للبشرية، لا العكس.
ودعا إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وإمكاناته في دعم التنمية والتقدم الاجتماعي والاقتصادي للجميع من خلال الاستثمار في الإنترنت بأسعار معقولة، ومحو الأمية الرقمية، والبنية الأساسية التي تسمح لكل دولة بتسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي.
-- (بترا)