
أعلنت وزارة التربية والتعليم عن إعداد إطار وطني شامل لتقييم الطلبة في جميع المراحل الدراسية، في خطوة تهدف إلى تطوير منظومة التقييم التعليمي في المملكة، بما ينسجم مع الرؤى الملكية والتطورات العالمية. ويأتي هذا التوجه في إطار سعي الوزارة إلى تحقيق نظام تعليمي عالي الجودة يعزز الاستثمار في رأس المال البشري ويرفع من كفاءة العملية التعليمية.
وأكدت الوزارة، في بيان صحفي، أنها شكّلت فريقًا من الخبراء لدراسة الوضع الحالي لآليات التقييم، وإجراء تحليل شامل لها، ووضع خارطة طريق واضحة للتحسين، إلى جانب بناء قدرات المعلمين والكوادر التربوية لاستخدام نتائج التقييم بشكل فعال في صياغة السياسات التعليمية المستقبلية.
وأوضحت الوزارة أن الإطار الوطني الجديد يعتمد على أساليب تقييم حديثة تستهدف قياس مستويات التعلم والاحتياجات التعليمية لدى الطلبة بدقة، مما يسهم في إعداد خطط علاجية وأنشطة إثرائية تلبي احتياجاتهم وتعزز من قدراتهم الأكاديمية.
ويتضمن الإطار الجديد عدة تعديلات جوهرية من شأنها إحداث تغيير نوعي في منظومة التقييم التعليمي، حيث سيتم إدخال اختبار الاستعداد المدرسي، الذي يهدف إلى تحديد احتياجات الطلبة مع بداية مرحلة التعليم الأساسي، لضمان تهيئتهم بالشكل الأمثل للمرحلة الدراسية. كما سيتم تحسين التقييمات الصفية عبر تطوير أدوات دقيقة لقياس مستوى الكفايات التعليمية، بدلاً من التركيز على الحفظ والاسترجاع.
وفي سياق متصل، أكدت الوزارة أنها ستعمل على تطوير التقييمات الوطنية للصفوف الثالث والسادس والتاسع، من خلال تطبيق نظام قياس موحد ودقيق لتحليل نتائج الطلبة، مما يساعد في تحديد نقاط القوة والضعف لديهم، واتخاذ القرارات التربوية المناسبة بناءً على هذه المعطيات. كما سيتم تعزيز مشاركة الطلبة في التقييمات الدولية، وربط نتائجها بعمليات تطوير المناهج وتحسين البيئة التعليمية لضمان مواكبة أحدث المعايير العالمية في التعليم.
وفيما يتعلق بامتحانات الثانوية العامة، كشفت الوزارة عن خطط لإصلاح هذا الامتحان من خلال تقليل عدد الأوراق الامتحانية، واعتماد بنوك أسئلة تضمن تحقيق العدالة والدقة في التقييم، بالإضافة إلى إدخال نظام الامتحانات على مدى عامين، بما يسهم في تخفيف الضغوط على الطلبة وتحسين مخرجات العملية التعليمية.
وأكدت وزارة التربية والتعليم أن هذا التوجه يأتي في إطار جهودها المستمرة للارتقاء بجودة التعليم، وضمان عدالة التقييم بين الطلبة، مما يساهم في إعداد أجيال قادرة على مواكبة متطلبات المستقبل بسلاح العلم والمعرفة.