
القلعة نيوز- يعد شهر رمضان المبارك، شهر الخير والعبادة والتقرب إلى الله، وفرصة لتجسيد الفضائل الطيبة وتعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية كالكرم، والعطاء، وحفظ النعمة التي تعد من أهم القيم التي يجب أن يتحلى بها المسلمون.
وتتجلى السلوكيات الايجابية للصائمين خلال الشهر الفضيل، حتى يبلغ المسلم الفائدة والثمرة المرجوة من الصيام والعبادة، ومنها الترشيد في الاستهلاك وعدم الإسراف والتبذير، فهناك تباين بين مفهومي الكرم والإسراف والذي هو من الظواهر السلبية التي تتنافى مع الحكمة من مشروعية الصيام، ولذلك ينبغي أن تتجسد الثقافة التوعوية الدينية في هذا الشهر المبارك وتصبح مسؤولية مشتركة للتعاون بين جميع أفراد المجتمع، للحد من مظاهر الإسراف التي تتخذ أشكالًا متعددة وتظهر بطرق متنوعة.
وتقول أخصائية التغذية الصحية الدكتورة أحلام غنام لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن الاهتمام المبالغ فيه بالطعام خلال شهر رمضان من العادات السائدة في المجتمع، حيث تتسابق الأسر في شراء المواد الغذائية لتحضير الأطباق الرمضانية قبل بداية الشهر بفترة ليست بالقصيرة؛ فالمائدة الرمضانية يجب أن تضم مجموعة متنوعة من الأطعمة، بدءًا من الحساء وصولًا إلى الحلويات وتزداد شهية العين للطعام في اللحظات التي تسبق أذان المغرب، ولكن بمجرد أن يبدأ الصائم بتناول العصير والحساء وبعض المقبلات، يشعر بالشبع مما يمنعه من استكمال تناول بقية الأطباق.
ولفتت إلى أنه غالبًا ما يستهلك الصائم نصف الكمية التي اعتاد تناولها في الأيام العادية، مما يؤدي إلى فائض في الطعام ينتهي به المطاف إلى إتلافه.
وأشارت غنام إلى أنه يجب التركيز على تناول كميات متوازنة ومعتدلة من الطعام، حيث يفضل أن تكون وجبة السحور خفيفة وغنية بالعناصر الغذائية، بالإضافة إلى التركيز على الأطعمة النشوية والكربوهيدرات والألياف المعقدة، والتي تساعد على الشعور بالامتلاء والشبع لفترة أطول.
وأوضحت أخصائية علم النفس والتربية الدكتورة أمل الجراح، أن بعض النساء يفتخرن بموائدهن، ويسعين لتقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة والمشروبات خلال شهر رمضان المبارك، مما يجعلها ساحة للتنافس مع الأخريات خصوصا مع انتشار تصوير الموائد الرمضانية على مواقع التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أنه يجب أن يكون هنالك تخطيط جيد للوجبات من حيث إعداد كميات مناسبة من الطعام لا يفوق عدد الصائمين الذين يجلسون حول المائدة لتجنب التخلص من الفائض من الطعام لاحقا.
وأوضح الباحث في الدراسات الإسلامية والفقه الإسلامي الدكتور الحارث نوافلة، أن الله تعالى نهى عن الإسراف في جميع جوانب الحياة، مبينا أن العديد من الأسر تعتبر الموائد الرمضانية من أبرز سمات الشهر الفضيل، لكنها تعكس ظاهرة سلبية تتمثل في التخلص من الأطعمة الزائدة عن الحاجة، بالإضافة إلى أن الأسر تتحمل نفقات تتجاوز ضعف ما تنفقه في الأشهر العادية.
وأشار إلى أن الإسراف في شهر رمضان وغيره من أيام السنة مرفوض، لأنه يتعارض مع القيم النبيلة التي يحملها هذا الشهر، داعيا الأسر الأردنية إلى الابتعاد عن جميع أشكال الإسراف والتبذير، وتوجيه الإنفاق نحو الفقراء والمحتاجين والأسر العفيفة.
وأشار إلى وجود العديد من المشاريع والمبادرات التي تطلقها بعض المطاعم والجمعيات الخيرية للاستفادة من فائض الطعام من خلال التبرع به للمحتاجين مما يستوجب دعمها بهدف تعزيز القيم السمحة لشهر رمضان الكريم.
--(بترا)