
الدكتور أيمن أبوهنية
يسطر الأردن اليوم، بقيادته الهاشمية الحكيمة، صفحة جديدة من صفحات المجد والعطاء مع إعلان سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد الأمين عودة خدمة العلم. إن هذا القرار يشكل علامة فارقة في مسيرة الوطن، ويعيد إلى الواجهة واحدة من أهم التجارب الوطنية التي ساهمت عبر عقود في تعزيز الانتماء وصقل شخصية الشباب الأردني.
لقد كان جيشنا العربي المصطفوي ومنذ تأسيسه رمز التضحية والفداء ودرع الوطن المنيع في وجه التحديات والمخاطر، وصانع الانتصارات في القدس والكرامة الخالدة. واليوم، فإن التحاق شبابنا بميادين الشرف والرجولة يمثل امتداداً لذلك التاريخ المشرف، وتجسيداً لإرادة وطنية راسخة في بناء جيل قوي، واعٍ، ومتمسك بهويته.
إن عودة خدمة العلم ليست مجرد برنامج تدريبي، بل هي مشروع وطني شامل يهدف إلى إعداد شباب يتحلون بالانضباط والمسؤولية قادرين على مواجهة متطلبات المرحلة ومواكبة التحديات الإقليمية والدولية، وهم أكثر تمسكاً بقيمهم الوطنية والإنسانية التي قام عليها هذا الوطن العزيز.
إننا اليوم، وأمام هذه الخطوة التاريخية، نستشعر عظم المسؤولية الملقاة على عاتق شبابنا، ونثق بقدرتهم على أن يكونوا خير سند للوطن، وحماة لمقدراته، ورافعة لمسيرته نحو المستقبل. فالانتماء الحقيقي يتجلى في العمل والالتزام والعطاء، وهو ما تجسده خدمة العلم بأسمى صورها.
حفظ الله الأردن وحفظ جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، وسمو ولي العهد الأمين، وسدد خطى شبابنا ليبقوا كما عهدناهم درع الوطن وسياجه الحصين.