
العيد التاسع والسبعون لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية
كتبت : هيفاء السرحان
القلعة نيوز:
مسيرة وطنية عامرة بالإنجازات في عهد ملوك بني هاشم
يحتفل الأردنيون هذه الأيام بالعيد التاسع والسبعين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية الذي يصادف الخامس والعشرين من شهر أيار ، حيث كان هذا اليوم في العام 1946 يوما تاريخيا لدى الشعب الأردني والشعوب العربية ، التي كان كثير منها مازال يرزح تحت الإستعمار .
انتزع الأردن استقلاله في عهد الملك المؤسس عبد الله بن الحسين ، فكانت الخطوة الأولى نحو بناء الوطن بسواعد أبنائه ، وهو الوطن الذي شهد نهضة كبيرة في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي ، ولم يقدّر للملك المؤسس الإستمرار في قيادة هذه المسيرة الخيّرة ، فقد جرى اغتيله على عتبات المسجد الأقصى في العام 1951 ، وهو الذي كان يحمل على كاهله الهمّ الفلسطيني ، ولكنه غادر حياتنا على أيد مجرمة .
لم تتوقف المسيرة بل أكّد الأردنيون على ثباتهم وصبرهم ، فكان الملك الراحل طلال بن عبد الله أمينا وفيّا على العهد والوعد ، كانت فترة حكمه قصيرة نظرا لمرضه وعد قدرته على القيام بأعباء الحكم ، ولكن يسجّل للملك طلال صدور الدستور الأردني في عهده ، وهو الدستور الذي يعتبر من أفضل الدساتير في العالم .
استمرت النهضة بأبهى صورها بعد أن تولّى الراحل الكبير الحسين بن طلال مقاليد الحكم والجلوس على العرش ، فتسارعت الإنجازات في كافة المجالات ، وبصورة تؤكد عزم الشعب الأردني على النهوض والتقدم والإزدهار ، ولا يمكن حصر هذه الإنجازات الضخمة في مقالة واحدة ، فالملك حسين هو الباني للأردن الحديث ، والذي وصل به إلى مصاف الدول المتقدمة في هذا العالم .
كانت حرب حزيران العام 1967 نقطة تحول كبيرة في تاريخ الأردن ، حين احتلت اسرائيل الضفة الغربية من الأردن ، فأعاد الأردن ترتيب أموره وأوضاعه ، فلا يمكن للأحداث كهما كانت صعبة وقاسية أن توقف المسيرة ، فتوالت الإنجازات بصورة تبعث على الإبهار والإعجاب في عهد الملك حسين الذي كان ينظر إليه العالم باعتباره زعيما عالميا وقائدا كبيرا رفع من اسم الأردن عاليا في كافة المحافل والمناسبات الدولية .
انتقل الراحل الكبير الى الرفيق الأعلى في العام 1999 ، فانتقلت أمانة الحكم والرسالة إلى جلالة الملك عبد الله الثاني ، الممتليء عزما وتصميما على المضي قدما نحو ترسيخ البناء ، وجعل الأردن نموذجا يحتذى في هذا العالم ، فتوالت إنجازات كثيرة في عهد الملك المعزز عبد الله الثاني وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ، وهي إنجازات فاقت كلّ تصور نظرا للحنكة والحكمة للقيادة الهاشمية التي مازالت تقود دفّة السفينة الوطنية باقتدار وتميز .
استقلال المملكة الأردنية الهاشمية ليس مجرّد احتفال تقليدي يقام كلّ عام ، بل هو استذكار لمسيرة الخير والبركة لهذا الوطن الذي كان ومازال موئلا لأحرار الأمّة وشرفائها ، وهو دائم الوقوف إلى جانب القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية ، التي يحملها الملك على كاهله ، وينقلها إلى مختلف دول العالم ، وموقف الأردن من القضية ثابت وراسخ ومبدئي مهما كانت الظروف والمعطيات .
نعيش الإستقلال ، ونفخر بهذا الوطن وقيادته ، فالإستقلال رمز العزّ والفخر ، إنه الجهد الذي بذله الأردنيون الأوائل وصولا لنيل حريتنا واستقلالنا بعيدا عن كل القيود التي كانت تكبّلنا ، فتحررنا منها ، وأطلقنا للوطن العنان ، وبسواعد الأردنيين بنينا بلدا ، وإنسانا ، وهاهو الأردن يقف شامخا كشموخ كلّ أردني يعي معنى الإستقلال ويدرك معنى الحرية التي نعضّ عليها بالنواجذ .
حفظ الله الوطن آمنا مستقرا مطمئنا ، وحفظ الله قيادتنا الهاشمية وشعبنا الاردني الحرّ الأبي .