
القلعة نيوز:
شهدت علاقات إسرائيل مع عدد من دول أمريكا اللاتينية تدهورا حادا بسبب الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، في حين ضاعفت غيرها التعاون الثنائي معها.
وفي ظل الأزمة الدبلوماسية الخطيرة التي تواجهها إسرائيل، انصب معظم الاهتمام على الدول الأوروبية، التي زادت من ضغوطها على تل أبيب لإنهاء الحرب في غزة، إلا أن دول أمريكا اللاتينية اتخذت خطوات فاعلة في علاقاتها مع إسرائيل، حيث اتخذت سبع دول في المنطقة خطوات دبلوماسية ضد إسرائيل، وقطعت ثلاث دول علاقاتها الدبلوماسية معها.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، هاجم الرئيس التشيلي غابرييل بوريك الحكومة الإسرائيلية وأعلن حظرا على توريد الأسلحة والتجارة مع الشركات عبر الخط الأخضر.
تأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من الإجراءات التي اتخذها الرئيس ضد إسرائيل، حتى أن تل أبيب تخشى من أنه سيتخذ إجراء لقطع العلاقات الدبلوماسية. بوريك ليس الوحيد - فخلال الحرب التي استمرت 20 شهرا، اتخذت دول عديدة في المنطقة خطوات ضد إسرائيل.
في تشيلي هاجم الرئيس غابرييل بوريتش الحكومة الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، وأعلن عن حظر الأسلحة وحظر التجارة مع الشركات عبر الخط الأخضر، مشيرا إلى أن إسرائيل تنفذ إبادة جماعية في غزة.
ومنذ بداية الحرب، تدهورت العلاقات الإسرائيلية التشيلية، واستدعت سنتياغو سفيرها لدى إسرائيل للتشاور، وسحبت ملحقيها العسكريين، وشاركت في الدعوى ضد إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية. وتخشى إسرائيل من أن يقوم الرئيس التشيلي بتكثيف الإجراءات وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
وفي البرازيل، نشبت أزمة حادة بين تل أبيب وبرازيليا في أوائل عام 2024 بعد أن شبه الرئيس لويس إنياسيو لولا دا سيلفا أفعال إسرائيل في غزة بأفعال هتلر، وأضاف الرئيس: "ما يحدث في قطاع غزة ليس حربا، بل إبادة جماعية".
وردا على ذلك، وبخ وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك، يسرائيل كاتس، السفير البرازيلي لدى إسرائيل، وأبلغه أن الرئيس البرازيلي "شخص غير مرغوب فيه" في إسرائيل، وبعد المحادثة قرر لولا إعادة السفير إلى البرازيل للتشاور، وبعد ذلك لم يعد إلى إسرائيل.
ومن جانبها، أعلنت بوليفيا قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد وقت قصير من اندلاع الحرب. وانضمت البلاد إلى الدعوى المرفوعة ضد إسرائيل في لاهاي من قبل جنوب إفريقيا، والتي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة.
وفي مايو 2024، أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وهاجم تل أبيب بشدة قائلا: "نحن لا ندعم الإبادة الجماعية"، وبعد بضعة أشهر، حظرت كولومبيا التي تعتبر موردا رئيسيا للفحم إلى إسرائيل تصدير الفحم احتجاجا على الحرب في غزة. وكانت في بداية الحرب قد استدعت كولومبيا سفيرها للتشاور.
أما المكسيك فقد انضمت إلى الدعوى القضائية ضد إسرائيل في لاهاي. ودعت البلاد إلى "وقف فوري لإطلاق النار" بعد وقت قصير من اندلاع الحرب.
ومن جانبها، أعلنت حكومة نيكاراغوا قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في أكتوبر 2024 بسبب " الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية"، وجاء في إعلان قطع العلاقات أن الحكومة الإسرائيلية "فاشية وترتكب إبادة جماعية".
وفي هندوراس، أعلنت وزارة الخارجية استدعاء سفيرها لدى إسرائيل للتشاور بسبب انتهاكات إسرائيل للقانون الإنساني الدولي في قطاع غزة.
إلى جانب الدول التي نأت بنفسها عن إسرائيل، بل واتخذت خطوات فعالة ضدها، لا يزال عددا من دول أمريكا اللاتينية حليفا وثيقا لإسرائيل حتى خلال الحرب.
ومن أبرز هذه الدول الأرجنتين، بقيادة الرئيس خافيير ميلي، الذي يتبنى مواقف مؤيدة لإسرائيل بشكل واضح. ومن المتوقع أن يصل ميلي إلى إسرائيل خلال الأيام المقبلة، ليعلن عن خط جوي جديد بين البلدين، بالإضافة إلى التزامات إضافية.
إلى جانب الأرجنتين، حافظت باراغواي وبنما والإكوادور وغواتيمالا على علاقات جيدة مع إسرائيل طوال الحرب، بل إن بعضها، مثل غواتيمالا وباراغواي، أطلق تعاونا جديدا مع إسرائيل في الأشهر الأخيرة.
المصدر: وكالات