
القلعة نيوز- ناقشت محاضرة ألقاها الناقد الدكتور شكري عزيز الماضي الفكر الفلسفي اللساني المعاصر، مساء أمس الثلاثاء، في مقر الجمعية الفلسفية الأردنية بعمان.
وقال الدكتور الماضي، في المحاضرة التي حضرها عدد كبير من المثقفين والأكاديميين، إن الحديث عن الفكر الفلسفي اللساني المعاصر يتيح الفرصة للحديث عن أزمات اللغة العربية، والبحث، والدرس اللغوي العربي، والمتمثلة بأزمة المنهج أو غيابه، وهي أزمة حادّة تعاني منها أنساق الثقافة العربية برمتها: الفكرية، والفلسفية، والعلمية، والنقدية، والسياسية، ومن أهم مظاهرها التبعية والاتباع.
ولفت إلى أن اللغة أهم وأخطر أدوات التواصل الاجتماعي، وأن المشكلات والتحديات التي تواجه اللغة هي نتيجة للمشكلات والتحديات التي تواجه أصحابها أفرادًا وجماعات.
وبيّن أن المقصود بالفكر الفلسفي اللساني المعاصر هو الفكر الذي جاء نتيجة حركة علمية عالمية، قدّمت رؤية جديدة متكاملة للغة والإنسان والعالم، مكنتها من تقديم بحوث لغوية علمية منهجية جديدة، وأصبح البحث اللغوي، بفضل منهجها ومنظورها الفلسفي، بحثًا علميًّا مستقلًّا لأول مرة على الصعيد العالمي.
وأوضح أن البحث اللغوي اكتسب علميته، وأصبح علمًا يقف إلى جوار العلوم الإنسانية والاجتماعية، وله رؤيته، ومادته، وموضوعه، وقضاياه، وأهدافه، وأسئلته، ومنظوره الفلسفي، إذ تعامل مع اللغة باعتبارها كُلاً، واهتم بالبحث عن جوهرها، أي الشروط والمواصفات والقوانين التي تجعلها لغة.
وأشار إلى أن الفكر الفلسفي اللغوي المعاصر تبلور في أوائل القرن العشرين، لافتًا إلى أن البحوث والدراسات اللغوية قبل ذلك كانت يغلب عليها التجزيئية، والبيئية، ودراسات الكلام.
واستحضر الدكتور الماضي، في محاضرته، العالم اللغوي السويسري فرديناند دو سوسير، وكتاب الماركسية وفلسفة اللغة للفيلسوف والمنظّر اللغوي الروسي ميخائيل باختين، كما تطرّق إلى آراء للعالم النحوي العربي أبي الفتح عثمان بن جني.
وفي ختام المحاضرة، جرى نقاش معمّق وواسع بين المحاضر والحضور، حول عدد من القضايا التي تدور في فلك الموضوع وامتداداته الأدبية، والفكرية، والعلمية، والاجتماعية، والسياسية، وغيرها.
--(بترا)