
اتحاد الكتاب وندوة تثقيفية بعنوان: "دور الأسرة في حماية الأطفال من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي”
القلعة نيوز:
عمّان – نظّمت الهيئة الإدارية ولجنة المرأة في اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين ندوة تثقيفية لمناقشة دور الأسرة في حماية الأطفال من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بحضور رئيس الاتحاد الشاعر عليان العدوان وعدد من أعضاء الهيئة الإدارية والعامة للاتحاد، إلى جانب جمع من المهتمين من أبناء المجتمع الأردني.
وخلال الندوة، أكّد الأستاذ الدكتور حسين الخزاعي، أستاذ علم الاجتماع وعضو الهيئة العامة للاتحاد، على خطورة الانتشار الكبير لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن، مشيرًا إلى تزايد الاعتماد عليها بشكل لافت من مختلف الفئات العمرية، مما قد يسهم في إضعاف التواصل الحقيقي داخل الأسرة. وبيّن الدكتور الخزاعي أن الإفراط في استخدام هذه الوسائل يبعد الأهل عن أبنائهم ويقلل من فرص المتابعة اليومية لهم، ما يؤدي إلى شعور الأبناء بعدم الاهتمام والحرمان العاطفي، ويدفعهم أحيانًا إلى البحث عن التقدير والاهتمام خارج إطار الأسرة.
وحذّر الخزاعي من الانشغال المفرط للوالدين باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي على حساب أبنائهم، مشددًا على ضرورة أن يكون الأهل قدوة حسنة في التعامل مع هذه الوسائل، من خلال تنظيم أوقات استخدامها ومتابعة الأبناء وتوجيههم نحو الاستخدام الأمثل. كما دعا إلى ضرورة توعية الأبناء بمخاطر نشر الصور والمعلومات الشخصية والتحدث عن الخصوصيات العائلية، وأهمية إشراكهم في أعمال وأنشطة تناسب أعمارهم وتساعدهم على استثمار وقتهم بشكل مفيد.
من جهتها، شدّدت الأستاذة سوسن المهتدي، عضو الهيئة الإدارية في اتحاد الكتّاب، على خطورة الاستخدام غير الواعي لمواقع التواصل من قبل الأطفال في غياب توجيه الأهل وإرشادهم، مؤكدةً أن انشغال الوالدين لفترات طويلة بهذه الوسائل يترك فراغًا لدى الأبناء قد ينعكس سلبًا على تحصيلهم الدراسي ويؤثر على صحتهم النفسية والاجتماعية والثقافية. وأشارت إلى ضرورة توعية الأبناء بالدوافع والمغريات التي تشجعهم على الانجراف خلف المحتويات غير المناسبة، وتوجيههم نحو الأنشطة المفيدة وإشراكهم بمهام ومسؤوليات داخل الأسرة.
أدارَت الجلسةَ الباحثةُ الإعلامية في الاتحاد، الأستاذة نادية ابراهيم القيسي، وقدمت خلالها عدة مداخلات تناولت فيها دور الأردن الفاعل في إثراء المحتوى العربي الهادف على الإنترنت، وأنواع المخاطر التي قد يتعرض لها الشباب عبر المنصات الإلكترونية، مثل ترويج الأفكار الهدّامة الغريبة عن مجتمعاتنا. وتحدثت عن دور وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية الأردنية في حماية الأفراد والأسر بالتصدي للجرائم الإلكترونية، مؤكدةً ضرورة توعية جميع أفراد المجتمع برفض الخضوع لأي ابتزازات من هذا النوع، وأهمية اللجوء الفوري إلى الجهات المختصة.
وقد خرجت الندوة بجملة توصيات، أبرزها تعزيز دور الأسرة كخط الدفاع الأول لحماية الأبناء من المخاطر الرقمية، وتكثيف حملات التوعية المجتمعية حول الاستخدام المسؤول لوسائل التواصل الاجتماعي، وبناء شراكات مع الجهات المختصة لضمان بيئة إنترنت أكثر أماناً للأطفال الشباب والمجتمع.
و في الختام تفضل رئيس الاتحاد العدوان بتكريم المشاركين بشهادات تقديرية وتم التقاط الصور التذكارية التوثيقية.