
القلعة نيوز- دعت لجنة السياحة والآثار النيابية، خلال اجتماع عقدته اليوم الأحد، برئاسة النائب وصفي حداد، إلى تحرك سريع لإزالة جميع العقبات التي تواجه القطاع السياحي في سلطة إقليم البترا التنموي السياحي، واتخاذ خطوات عملية لدعم جهود التنمية في الإقليم، بما يعزز مكانة البترا كموقع تراثي عالمي ومورد اقتصادي وطني.
جاء ذلك خلال اجتماع خصصته اللجنة لمناقشة أبرز التحديات التي تواجه سلطة إقليم البترا، لا سيما في ظل التراجع الملحوظ في أعداد الزوار خلال الفترة الأخيرة، وذلك بحضور رئيس مجلس مفوضي السلطة، الدكتور فارس البريزات.
وأكد النائب حداد أن اللجنة تتابع باهتمام واقع السياحة في البترا، في ظل ما تواجهه من تحديات مركبة، من بينها تراجع أعداد الزوار، وضعف البنية التحتية، ومحدودية الاستثمارات، مشيراً إلى أن هذه التحديات تستدعي تدخلاً حكوميا مباشراً، وتعزيزاً لدور السلطة في تنفيذ مشاريعها وخططها الاستراتيجية.
وقال إن اللجنة تدرك تماماً حجم التحديات التي تمر بها البترا، بسبب الظروف الإقليمية، بدءاً من تراجع الحركة السياحية وانخفاض معدل الإقامة، وانتهاءً بضعف البنية التحتية وقصور الخدمات، مؤكداً أن اللجنة ستعمل بالتعاون مع الجهات المعنية على صياغة حزمة من الحلول تعالج هذه الإشكاليات على أرض الواقع.
وأشار إلى أن البترا شهدت خلال السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في عدد من الجوانب الإدارية والخدمية، مثمناً أداء السلطة والإنجازات المتحققة رغم الظروف الصعبة، داعياً إلى دعم هذه الجهود من خلال توفير الإمكانات المطلوبة لاستكمال المشاريع ذات الأولوية.
وطلب حداد من رئيس سلطة البترا تزويد اللجنة بجميع الملاحظات والمقترحات التي من شأنها المساهمة في معالجة التحديات القائمة وتطوير القطاع السياحي في الإقليم، مؤكداً أن اللجنة على استعداد لدراسة تلك المقترحات ومتابعة تنفيذها مع الجهات ذات العلاقة.
من جهته، عرض البريزات لأبرز المعيقات التي تواجه القطاع، وفي مقدمتها التراجع الملحوظ في أعداد الزوار، نتيجة للظروف الإقليمية والاقتصادية، ونقص التمويل، وضعف البنية التحتية في بعض المواقع، وتعقيد إجراءات الاستثمار، ما يعيق تنفيذ العديد من المشاريع الاستراتيجية.
وقال إن السلطة وضعت خطة متكاملة للتنمية السياحية، ترتكز على التوازن بين حماية الإرث الثقافي والبيئي، وتوسيع الخدمات، وتحسين تجربة الزائر، مؤكداً أهمية تحفيز السياحة الداخلية، وطرح حوافز للمستثمرين بما يوفر فرص عمل حقيقية، ويعزز استفادة المجتمعات المحلية.
وأوضح أن السلطة اتخذت خلال الفترة الماضية عدداً من الخطوات العملية لتحسين البيئة السياحية، من بينها إعادة تنظيم المسارات السياحية داخل الموقع الأثري، بما ينسجم مع معايير الحفاظ على التراث العالمي، وإزالة الاعتداءات والمخالفات التي تشوه المشهد السياحي، إضافة إلى توقيع اتفاقيات شراكة مع عدد من الجمعيات المحلية بهدف تطوير المنتجات السياحية وربطها بالتراث الثقافي غير المادي في المنطقة، مثل الحرف اليدوية، والمأكولات التراثية، والتجارب المجتمعية.
وأشار البريزات إلى أن السلطة تعمل ضمن استراتيجية تسويقية متكاملة، ترتكز على ركائز رئيسية، وهي: تنويع الأسواق السياحية المستهدفة إقليمياً وعالمياً، وكذلك تنويع المنتجات السياحية لتشمل السياحة الدينية، وسياحة المغامرة، وسياحة الاستشفاء والتعافي، وتحسين تجربة الزائر، وزيادة أمد الإقامة، بما يسهم في زيادة العائد الاقتصادي للمجتمع المحلي وتحقيق الاستدامة.
كما أشاد البريزات بتعاون أبناء المجتمع المحلي في البترا، ومبادرتهم للاستثمار في القطاع السياحي رغم الظروف الصعبة، ما يعكس دورهم وحرصهم في حماية الموقع وتنميته، مشدداً في الوقت ذاته على دور القطاع الخاص كشريك رئيسي في عملية التطوير.
كما أشار إلى أن السلطة تُعد حالياً خطة تنموية متكاملة لإنشاء منطقة للصناعات الخفيفة في الإقليم، بما يوفر فرص عمل، ويوسع القاعدة الاقتصادية بعيداً عن الاعتماد الكلي على السياحة، مبيناً أن من أبرز ما تحتاجه البترا حالياً هو توجيه نشاطات الوزارات والمؤسسات الرسمية نحو المدينة، بما يسهم في إشغال المرافق السياحية والفندقية، وزيادة الطلب على الخدمات.
وأكد أهمية إعفاء القطاعات السياحية في الإقليم من بعض الضرائب والرسوم، لمساعدتها على التعافي وتحفيز الاستثمار، مشيراً إلى أن السلطة خاطبت الجهات المختصة بهذا الخصوص، وأنها تعمل حالياً على تنفيذ حملة ترويج وطنية ودولية للبترا، إلى جانب إطلاق برامج تحفيزية تستهدف السياحة الداخلية والخارجية.
من جانبهم، أشاد النواب: يوسف الرواضية، وحمود الزواهرة، والدكتور إياد جبرين، والدكتور بكر الحيصة، ورانية الخليفات، والمهندس سالم العمري، وفريال بني سلمان، وعبد الباسط الكباريتي، وجهاد مدانات، بالمستوى المتقدم الذي شهده الإقليم، مشيرين إلى أن سلطة البترا أصبحت نموذجاً يمكن البناء عليه في إدارة المواقع السياحية والتراثية.
وطالبوا بدعم سلطة إقليم البترا، وتهيئة بيئة استثمارية مرنة، وتوفير حوافز لجذب المستثمرين، مؤكدين أهمية التنسيق المشترك بين السلطتين التشريعية والتنفيذية للنهوض بواقع السياحة في المدينة، وتوظيف الإمكانات المتاحة لتجاوز التحديات، وتحقيق التنمية المستدامة في الإقليم.
وأكدوا أيضاً أن البترا تمثل عنواناً حضارياً وسياحياً، لا بد أن تتصدر الجهود الوطنية في الترويج السياحي.
--(بترا)