
القلعة نيوز- نظّمت وزارة الاتصال الحكومي، اليوم الأربعاء، ندوة تثقيفية حول التربية الإعلامية والمعلوماتية، شارك فيها عدد من موظفي وزارات، الأشغال العامة والإسكان، والنقل، والطاقة والثروة المعدنية، ضمن سلسلة ندوات تهدف إلى رفع مستوى الوعي الإعلامي لموظفي القطاع العام.
وقال أمين عام الوزارة، الدكتور زيد النوايسة، خلال افتتاح الندوة، إن تنظيم هذه الفعاليات يأتي انسجامًا مع السياسة العامة للإعلام التي أقرتها الحكومة بداية عام 2024، مشيرًا إلى أن الأردن من الدول الرائدة إقليميًا في مجال التربية الإعلامية، إذ أطلق أولى مبادراته عام 2016، تبعتها الخطة الوطنية للتربية الإعلامية عام 2020، والخطط التدريبية المرتبطة بها.
وأضاف النوايسة أن هذه الجهود المتواصلة تعكس إيمان الحكومة بأهمية التربية الإعلامية، بوصفها أداة أساسية لدعم الحوكمة، والمرونة الرقمية، وتمكين الشباب لمواجهة تحديات العصر الرقمي، مؤكدًا أن التحول نحو الإعلام الرقمي يفرض تحديات كبيرة تتطلب جهوزية معرفية ومهارات تحليلية متقدمة لمواجهة التضليل الإعلامي وخطاب الكراهية.
وأشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية للتربية الإعلامية والمعلوماتية دخلت مرحلتها الثانية للأعوام 2025 - 2028، وتتضمّن برامج تستهدف الجامعات، والمدارس، ومؤسسات المجتمع المدني، ما يعزّز تكامل الأدوار بين الجهات الرسمية والأهلية في هذا المجال.
وأوضح أن الأردن استكمل ثلاث مراحل من تقييم التربية الإعلامية بالتعاون مع منظمة اليونسكو، وينفّذ حاليًا المرحلة الرابعة، لافتًا إلى أن العاصمة عمّان استضافت، لأول مرة في تشرين الأول الماضي، المؤتمر العالمي للتربية الإعلامية بتنظيم من اليونسكو، والذي تُوّج بإعلان عمّان الداعي إلى تكثيف الجهود في هذا المجال.
من جهتها، أكدت الباحثة في التربية الإعلامية، الدكتورة خلود الزعبي، أن المسؤولية المجتمعية تبدأ من الأفراد، وأن النهضة المجتمعية الحقيقية تتطلّب شراكة بين مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني.
وقالت الزعبي إن التربية الإعلامية أصبحت ضرورة في ظل التحديات التي فرضها العصر الرقمي، موضحةً أنها تعنى بتمكين الأفراد من الوصول إلى الرسائل الإعلامية، وتحليلها، وتقييمها، وإنتاج المحتوى، والمشاركة فيه، بما يشمل الوسائل المكتوبة والمرئية والمسموعة.
وبيّنت أن التربية الإعلامية تدفع نحو تبنّي التفكير النقدي في التعامل مع الأخبار، خاصة في ظل الانتشار السريع للمعلومات وتغير الحقائق العلمية، مشيرةً إلى أهمية التساؤل عن مصادر الأخبار ودوافع نشرها، وتجنّب التسرع في إعادة نشر المعلومات دون تحقّق.
ودعت إلى التحقّق من صحة الأخبار ومصداقيتها قبل تداولها، خاصة في ظل تحديات الإعلام التفاعلي، مثل تفتيت دوائر الاتصال، والانتقال السريع للمعلومات، وغياب التوازن بين الرسالة الإعلامية واستعداد المتلقي.
--(بترا)