
القلعة نيوز- في رسالة رمزية تجسّد أسمى معاني التآخي والوحدة الوطنية، قامت كتلة حزب عزم النيابية، برئاسة النائب الدكتور أيمن أبو هنية، بزيارة لكنيسة الطيبة للروم الكاثوليك في محافظة إربد – لواء الطيبة، والتي تُعد من أقدم الكنائس في الأردن، إذ يعود تاريخ بنائها إلى عشرينيات القرن الماضي.
وتُعد الكنيسة الوحيدة الموجودة بين ثلاثة ألوية في المنطقة، ما منحها مكانة دينية وتاريخية مميزة في وجدان أبناء المجتمع المحلي.
وتأتي هذه الزيارة ضمن إطار مبادرة "عزم في الميدان"، الهادفة إلى تعزيز التواصل المجتمعي، وترسيخ القيم الوطنية الجامعة، وفي مقدمتها التعايش الديني والاحترام المتبادل بين مكونات المجتمع الأردني.
وقد جسدت الزيارة نموذجاً حياً للتلاحم الوطني، إذ تتولى عائلة مسلمة رعاية الكنيسة والحفاظ عليها منذ سنوات، في صورة فريدة ومشرّفة تعبّر عن عمق العلاقات الروحية والاجتماعية بين المسلمين والمسيحيين في الأردن.
وفي كلمة ألقاها خلال الزيارة، قال الدكتور أيمن أبو هنية:
نحن اليوم لا نقف فقط أمام كنيسة تاريخية، بل أمام قصة إنسانية تُروى بفخر عن التعايش والتسامح والوفاء للوطن؛ المسلمون والمسيحيون في الأردن ليسوا شركاء في المواطنة فقط، بل هم عائلة واحدة، يتشاركون الأرض والهمّ والمصير.
هذا المكان المقدس هو شاهد حيّ على أن الوحدة الوطنية ليست شعاراً، بل ممارسة حقيقية يومية نعيشها ونحميها.
وأكد أبو هنية أن كنيسة الطيبة تُجسّد صورة مضيئة للتآخي والوفاء المتبادل، قائلاً:
لن نسمح لأي محاولة تهدف إلى تفكيك هذا النسيج المتماسك، وسنبقى في كتلة حزب عزم داعمين لكل مبادرة تُعزّز هذه القيم النبيلة، وسنعمل جاهدين للحفاظ على هذا الإرث الديني والوطني الذي نعتز به جميعاً.
من جهته، أشار النائب وصفي حداد إلى أن الكنيسة كانت قد تعرّضت في وقت سابق لمحاولات بيع من جهات خارجية، إلا أن أبناء المنطقة من المسلمين وقفوا صفاً واحداً لمنع ذلك، مؤكدين أن الكنيسة تمثل جزءاً من تراثهم وهويتهم.
وأضاف أن أعمال صيانة وترميم تُجرى حالياً ضمن الإمكانيات المتاحة للحفاظ على هذا الصرح الديني والتاريخي العريق.
بدوره، قدّم النائب الدكتور مؤيد العلاونة شرحاً حول الأهمية الدينية والتاريخية للكنيسة، مثنياً على الدور النبيل للعائلة المسلمة التي حرصت على صون هذا المكان المقدس، وأضاف:
هذا النموذج الأردني الفريد يختصر مشهداً إنسانياً نفتخر به، ويجعل من وطننا مساحة للتنوع البنّاء، لا التفرقة والانقسام.
وشارك في الزيارة عدد من أعضاء كتلة حزب عزم النيابية، من بينهم النواب: د. مؤيد العلاونة ، وصفي حداد ، محمد بني ملحم ، إياد جبرين ، مي السردية
كما شارك من النواب من خارج الكتلة: النائب جهاد العبوي ، النائب هالة الجراح ، النائب سالم أبو دولة ، النائب باسم الروابدة
إلى جانب عدد من أبناء المجتمع المحلي، الذين عبّروا عن اعتزازهم بهذا اللقاء الوطني الجامع، مؤكدين أن التلاحم الأردني سيبقى عصيّاً على كل محاولات التشويه أو التفريق.