
القلعة نيوز- حذرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" من أخطاء نتنياهو وترامب في التعاطي مع الخطة الأمريكية الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن، مشيرة إلى أن "هذه الأخطاء قد تنسف الخطة، وتعيد الأمور إلى نقطة الصفر مجددًا".
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني مسؤول أن "التفاصيل قد تصبح سببًا رئيسًا في تدمير الخطة، ورغم أن ترامب لا يهتم بالتفاصيل، فإن بنود الخطة تفتقر إلى عشرات الصفحات لترجمة نقاطها المبدئية، وهو ما يهدد المفاوضات التي لن تصمد أمام عنصر الوقت".
وكشف المصدر أن ما يحفز ترامب على تسريع وتيرة تطبيق الخطة هو الجداول الزمنية للجنة جائزة نوبل للسلام في أوسلو؛ فمن جهة، تبذل الدوائر المعنية جهدًا مضنيًا لتمرير الخطة، لكن هذا المجهود لا يلبِّي سرعة الرئيس الأمريكي في ربط العملية باقتناص جائزة نوبل للسلام.
التوصل إلى حل
وقالت الصحيفة إنها تواصلت أمس السبت، مع 3 مصادر إسرائيلية، إضافة إلى مصدر إسرائيلي وآخر من الوسطاء، فأكدوا جميعًا أن "الشرق الأوسط يقترب فعليًا من نهاية الحرب في غزة، لكن السؤال المطروح هو: هل اقتربت المنطقة بما يكفي للتوصل إلى حل؟ حتى في هذه الحالة، ثمة إدراك سائد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يهتم بالتفاصيل، بل بجائزة نوبل للسلام".
وأضافت الصحيفة أن سرعة ترامب في إصدار أوامره لإسرائيل بضرورة وقف إطلاق النار واعتبار الخطوة بداية لتطبيق الاتفاق، حتى قبل توقيعه، تناقضت مع تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السابقة، وتعكس أيضًا خلطًا في خط الرئيس الأمريكي نفسه.
من ناحية أخرى، استشعرت دوائر سياسية واستخباراتية في إسرائيل قلقًا بالغًا إزاء انعكاسات حملة نتنياهو الدعائية على الخطة، خاصة عند "اعتبارها انتصارًا لإسرائيل، وأنها لا تلزم تل أبيب بوقف إطلاق النار، بل تخفض مؤقتًا العمليات العسكرية في قطاع غزة"، وهو ما عدَّته المصادر "مؤشرًا خطيرًا لفشل المفاوضات المرتقبة حول تطبيق الخطة".
ورأت المصادر أن "حملة نتنياهو وسيل خطاباته المستمر يعزز انعدام ثقة حماس ويؤجج غضبها، ما ينعكس سلبًا على العملية التفاوضية وبالتالي على تنفيذ الخطة".
وقت طويل
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق، فمن المفهوم أن صياغة صفقة شاملة تستغرق وقتًا طويلًا جدًا.
لكن مصدرًا عسكريًا إسرائيليًا علق على ذلك بالقول: "لا يمكنني تصديق أنه بالتزامن مع الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام، يعود الرهائن إلى إسرائيل، ويتمكن ترامب من الوقوف أمام كاميرات وسائل الإعلام معلنًا، أوقفتُ الحرب".
وأضاف: "حتى إذا وصلنا إلى المرحلة (أ) من تطبيق الخطة الأمريكية، فإننا سنعود إلى نفس التساؤلات: هل يمتلك ترامب القوة نفسها التي تمكنه من حل القضايا بالغة الصعوبة، والتي تختلف بطبيعة الحال عن استعراضات المؤتمرات الصحافية؟".
وبجانب الأخطاء المرتبطة بترامب ونتنياهو، ألمحت الصحيفة إلى أن "لقاءات الرئيس الأمريكي السابقة مع الدوائر الضالعة في القضية انطوت على تعقيدات بالغة؛ فمن جهة نجح ترامب في إقناع الجميع بخطته، لكنه أخفق في الانتباه إلى الثغرات وعلامات الاستفهام التي تعتري بنودها".
نسخة مخبأة
ووصل الأمر إلى أن علق مصدر إسرائيلي رفيع المستوى قائلًا: "لا يتضح على الإطلاق ما إذا كانت هناك نسخة محدثة مخبأة في مكان ما، لم يطلع عليها الجميع".
وأوضح: "هناك العديد من التعديلات التي نجح نتنياهو ورون ديرمر، في إدراجها ضمن بنود الخطة".
وخلص معد التقرير، رونين بيرغمان، إلى أنه سبق واطلع قبل عام ونصف على وثيقة تضاهي إلى حد كبير الخطة الأمريكية الحالية، وكانت بحوزة مسؤول في الاستخبارات الإسرائيلية.
وأضاف بيرغمان: "آنذاك بدت الأمور شبه وهمية، أما اليوم، وبعد أن تبنى الرئيس ترامب الخطة ودفع بكل قوته لتطبيقها، أصبحت الخطة أقرب إلى الواقع، إلا أنه مع اندفاع ترامب لتهنئة نفسه على إنجاز تاريخي، لا تزال سلسلة من الأسئلة الجوهرية عالقة".
المصدر : إرم نيوز