تطابق في المواقف بشأن سوريا والحرب الروسية - الأوكرانية
القلعة نيوز- أكدت تركيا وألمانيا تطابق وجهات نظرهما بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وظهر خلاف بينهما بشأن الممارسات الإسرائيلية واتهام حركة «حماس» الفلسطينية بالإرهاب، وانضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.
وأبدى الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان والمستشار الألماني فريدريش ميرتس تفاهماً كبيراً بشأن التعاون بين بلديهما في الصناعات الدفاعية، والحاجة إلى التعاون المشترك في إطار حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ودعم تركيا لأمن دول الاتحاد الأوروبي، رغم اختلافهما بشأن حصول تركيا على العضوية الكاملة للاتحاد.
وقال إردوغان، في مؤتمر صحافي مشترك مع ميرتس، في ختام مباحثاتهما في أنقرة، الخميس، إن تركيا وألمانيا لديهما إمكانات كبيرة في قطاع الصناعات الدفاعية، ويجب أن تركزا على المشروعات المشتركة والتعاون بين بلديهما، ورحب بخطوات ألمانيا في مجال التعاون الدفاعي، مثل بيع طائرات يوروفايتر لتركيا.
توافقات وتباينات
وثمن ميرتس خطوة شراء تركيا مقاتلات يوروفايتر، معتبراً أنها تعزز الأمن المشترك لأوروبا وحلف الناتو، وأن ألمانيا ستسعى إلى توثيق التعاون مع تركيا في مجال السياسة الأمنية، واصفاً إياها بأنها «فاعل بالغ الأهمية في جميع قضايا السياسة الخارجية والأمن التي تهم ألمانيا».
وتباينت المواقف بين إردوغان وميرتس بشأن انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي... ورداً على سؤال حول اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو في الوقت الذي تتحدث فيه تركيا عن تطبيقها معايير كوبنهاغن من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، قال إردوغان: « قبل كل شيء دائماً ما قلنا إنه مقابل معايير كوبنهاغن لدينا (معايير أنقرة)، وننفتح من خلالها على أوروبا والعالم».
وأضاف أنه بالنسبة لبلدية إسطنبول، فمهما كان الشخص أو المنصب، لا يمكن لأي أحد أن يدوس على القانون أو يضرب به عرض الحائط، وإذا حدث ذلك في دولة القانون، فإن السلطات القضائية تقوم بدورها، أما إذا لم تقم بذلك فسيستشري الفساد والسرقة والرشوة ومختلف أشكال الجريمة».
وتابع: «على سبيل المثال، في قضية تورط عشرات حكام كرة القدم في المراهنات لا يمكن للدولة أن تقف مكتوفة الأيدي، وعندما يرى المواطنون ذلك يشعرون بالسعادة».
وتعليقاً على ذلك، قال ميرتس إنه فيما يتعلق بتطبيق تركيا معايير كوبنهاغن ودولة القانون، فإننا نرى أن الأمر يتطلب مزيداً من الحوار، هذا ليس موقف ألمانيا فحسب، بل موقف الاتحاد الأوروبي كله، وقد تناولنا هذا الأمر في اجتماعنا وأعربت عن مخاوفي، على سبيل المثال، فيما يخص استقلالية القضاء، وهناك أمور لا تتفق مع رؤيتنا ومعاييرنا في هذا الشأن.
وخلافاً للتباين بشأن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، أبدى إردوغان وميرتس تطابقاً في وجهات نظر بلديهما بشأن التطورات في سوريا، وضرورة دعم وحدتها، واستكمال رفع العقوبات المفروضة عليها.
وأكد إردوغان في هذا الصدد ضرورة تنفيذ اتفاق اندماج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في مؤسسات الدولة السورية تنفيذاً لاتفاق 10 مارس (آذار) الماضي، الموقع مع دمشق، قائلاً إن تركيا تتابع هذا الأمر من كثب.
خلاف بسبب غزة
كما أكدا ضرورة العمل على إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ولفت إردوغان إلى أهمية استمرار المساعي الدبلوماسية لإنهاء الحرب. وبدوره أشار ميرتس في هذا الصدد إلى أن الموقف الروسي يشكل تهديداً للناتو، ومهتمون بتطبيق قراراته بشأن الإنفاق الدفاعي، وممتنون لقرار تركيا شراء مقاتلات «يوروفايتر»، وهو قرارا يخدم أمننا أيضاً.
وأضاف أن الرئيسي الأميركي، دونالد ترمب، ركز على عدد من النقاط الأسبوع الماضي بشأن الحرب الروسية – الأوكرانية، منها أن على روسيا أن تقبل وقف إطلاق النار والمفاوضات.
وأشار إلى أنه قدم معلومات لإردوغان، وكذلك للاتحاد الأوروبي، بشأن استخدام الحسابات الروسية المجمدة في تسليح أوكرانيا، والآن يجري التشاور بشأن تطبيق عقوبات على موسكو بالتنسيق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وبالطبع الأمم المتحدة، ونحن مصممون على اتخاذ هذه القرارات، بالتوازي نواصل جهودنا من أجل أن تجلس روسيا إلى طاولة المفاوضات.
وذكر ميرتس أنه تم أيضاً، خلال الاجتماع الموسع مع الرئيس إردوغان ووفدي البلدين، بحث التطورات في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أننا عبرنا عن رأينا بأن إطلاق سراح الرهائن وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار كان أمراً جيداً جداً، وأنه للمرة الأولى هناك أمل في تحقيق السلام الدائم، بفضل جهود الولايات المتحدة ومصر وتركيا وقطر.
وأضاف: «نتمنى أن تسخر تركيا نفوذها على حركة (حماس) لترك أسلحتها؛ لأن الوضع لا يزال قابلاً للاشتعال والتطورات الأخيرة تؤكد ذلك»، مؤكداً أن الحكومة الألمانية أيضاً ستقوم بما في وسعها لتحقيق السلام الدائم.
وذكر أنه تم إرسال ضباط من ألمانيا إلى مراكز مدنية وعسكرية في جنوب إسرائيل، ويجب أن يتحسن الوضع الإنساني في غزة بشكل سريع، ويجب أن يكون هناك وجود أمني عالمي وإدارة من دون «حماس».
وأضاف أن إسرائيل استخدمت حقها في الدفاع عن النفس بعد هجوم «حماس» (الإرهابي) في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ونأمل في أن يكون هذا الوضع قد انتهى مع البدء في تطبيق خطة السلام التي اقترحها ترمب.
ولفت إلى أن الحكومة الألمانية تقف إلى جانب إسرائيل منذ تأسيسها، وستواصل ذلك، لكن هذا لا يعني أننا ندعم كل قرار تتخذه الحكومة الإسرائيلية.
وعقّب إردوغان موجهاً حديثه إلى ميرتس قائلاً إن هناك أمراً لا يمكنني أن أشاركك الرأي فيه، للأسف هناك أكثر من 60 ألفاً من النساء والشيوخ والأطفال، و«حماس» ليس في يدها قنابل أو سلاح، وإسرائيل هي من لديها هذه الأسلحة، وللأسف قصفت إسرائيل غزة أمس بهذه القنابل، ألا تتابعون كل هذا في ألمانيا؟
وأضاف: «دعك من كل هذا، فهم يستخدمون سلاح التجويع، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية لغزة، والهلال الأحمر التركي يواجه العقبات والصليب الأحمر تحت التهديدات الإسرائيلية، يجب أن ننهي محاولة الضغط على الناس بالتجويع والتطهير العرقي، وأؤمن بأننا كتركيا وألمانيا والمجتمع الدولي سنقوم بذلك معاً». وتابع: «أما بالنسبة لـ(حماس)، فنحن نقوم بما يتعين علينا القيام به، وكما نقول إن الحرب بين روسيا وأوكرانيا يجب أن تنتهي، نقول أيضاً إن ما يحدث في غزة يجب أن ينتهي أيضاً».
الشرق الاوسط




