القلعة نيوز:
شهدت إسرائيل اليوم واحدة من أكبر حملات الاعتقال في ملف فساد عام، بعدما مددت محكمة ريشون لتسيون احتجاز رئيس الهستدروت أرنون بار دافيد لمدة 8 أيام على ذمة التحقيق.
كما قررت المحكمة تمديد اعتقال زوجته لمدة أسبوع، وسط اتهامات بـتلقي رشى، واستغلال النفوذ، وخيانة الأمانة، والتدخل في تعيينات مسؤولين مقابل مكاسب مالية وشخصية، عبر شبكة علاقات مع شركات تأمين ورجال أعمال ومسؤولين منتخبين.
ووصفت القضية بأنها من أضخم قضايا الفساد التي يجري فيها تحقيق داخل إسرائيل، وطالت مسؤولين كبارا في الاتحاد العمالي، ورجال أعمال، ورؤساء سلطات محلية.
ووفق الشرطة الإسرائيلية، استمر التحقيق السري قرابة عامين قبل أن يتحول إلى حملة اعتقالات واسعة عند ساعات الصباح الأولى من اليوم، وشملت اعتقال 8 متهمين بينهم رئيس الهستدروت وزوجته، وتوقيف 27 آخرين للتحقيق، واستجواب أكثر من 300 مشتبه بهم، تنفيذ 55 عملية تفتيش في مكاتب وسلطات محلية وشركات حكومية واتحادات عمالية في إسرائيل.
وذكرت مصادر أمنية أن التحقيق يطال مسؤولين في سلطات محلية من مدن بينها كريات بياليك، روش هاعين، وريشون لتسيون، إضافة إلى شخصيات من الصندوق القومي اليهودي وجامعة فينغيت وسكك الحديد وشركة "العال".
ووصفت الشرطة القضية بأنها شبكة "هات وخذ" منظمة بين مسؤولين ورجال أعمال، مبنية على تبادل المنافع والرشاوى بملايين الشواقل.
اللافت أن فريق الدفاع عن رئيس الهستدروت بار دافيد قال إن اعتقال زوجته يهدف للضغط عليه، فيما زعم أنه "ليس لديه ما يخفيه" وأن العلاقات مع رجل الأعمال المتورط مجرد "صداقة شخصية".
كما أشار محاموه إلى أن القضية قد تطال شخصيات سياسية بينها وزير الثقافة ميكي زوهار.
وأكد القاضي وجود خشية من "تدمير الأدلة والتأثير على الشهود"، ما دفع المحكمة لرفض الإفراج المشروط.
وتعيش إسرائيل هزات داخلية متواصلة، من النيابة العسكرية المتورطة في قضايا تعذيب وتستر على جناة، وصولا إلى أجهزة الأمن والبلديات، ما يكشف فساد بنيوي "ينخر عظام" إسرائيل من الداخل وينمو على حساب غياب الشفافية والإفلات المستمر من المحاسبة، بحسب مراقبين إسرائيليين.
وتكشف القضية عن صورة مغايرة للدعاية الإسرائيلية حول "الديمقراطية والشفافية"، وسط انهيار الثقة الشعبية في المؤسسات الحكومية وتزايد الاتهامات بالجشع المالي والفساد السياسي .
ومع توقع استدعاء المزيد من المسؤولين للتحقيق، تبدو إسرائيل أمام محنة الصراع داخل مؤسساتها حيث تطحن قوى نافذة بعضها البعض بتبادل الاتهامات.
المصدر: موقع واللاه العبري + صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية




