عواد عليان الشرفات
تشهد البادية الشمالية بين الحين والآخر حوادث مأساوية نتيجة غرق أطفال في البرك الزراعية، كان آخرها اليوم وفاة طفلين في منطقة الدفيانة، في حادثة مؤلمة تعيد إلى الأذهان حجم الخطر الذي تشكّله هذه البرك غير المؤمّنة على حياة المواطنين، لا سيّما الأطفال.
تتكرر المأساة في المنطقة ذاتها، دون أن يُلمس تحرّك فعلي يحدّ من هذا الخطر المتربص بالأرواح البريئة فالبرك الزراعية المنتشرة في أرجاء البادية تُترك في كثير من الأحيان بلا سياجٍ واقٍ أو لوحات تحذيرية، على الرغم من كونها غير مخصصة للسباحة، ما يجعلها بيئة خطرة لأي طفل يقترب منها بدافع الفضول أو اللعب.
ويُطرح هنا سؤال جوهري: أين الرقابة على هذه البرك؟ وأين دور الجهات المعنية في متابعة إجراءات السلامة العامة وضمان عدم اقتراب هذه البرك من المناطق السكنية؟ إنّ استمرار وجودها بهذه الصورة يشكّل إهمالًا واضحًا يستدعي وقفة جادة من البلديات ووزارة الزراعة والجهات البيئية المختصة.
إن حماية الأرواح مسؤولية وطنية قبل أن تكون قانونية، ولا يجوز أن تبقى هذه البرك مصائد موت مفتوحة في وجه الأبرياء و المطلوب اليوم إجراءات حازمة تلزم أصحاب البرك الزراعية بتأمينها بسياجٍ محكم، ووضع لافتات تحذيرية واضحة، إلى جانب تفعيل الرقابة الدورية ومحاسبة المقصرين.
لقد تحولت البرك الزراعية في البادية الشمالية من أدوات للري إلى مصدر خطر حقيقي يهدد حياة المواطنين. وآن الأوان لأن تتوقف هذه الحوادث المأساوية المتكررة، فحياة الأطفال أغلى من أن تُهدر بسبب غياب الرقابة وضعف الإجراءات الوقائية.




