محمود النشيط / إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي
كان يوم الخميس الماضي السادس من نوفمبر 2025 يوماً مشهود في مملكة البحرين وشقيقتها دولة قطر بتدشين الخط البحري الجديد في رحلة مميزة من مرفأ سعادة في البحرين إلى ميناء الرويس في قطر واستغرقت حوالي 70 دقيقة ضمن خطط واستراتيجيات التنمية والتعاون السياحي الاقتصادي المشترك، وفتح آفاق واسعة أمام تعزيز السياحة الخليجية مما يعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين.
هذا المشروع السياحي الخليجي يعتبر أحدث المشاريع المشتركة وأول ربط بحري دولي لنقل الركاب بين دولتين بين دول مجلس التعاون الخليجي ويضاف إلى شبكة النقل الخليجي المتكامل مع سلسلة مشاريع النقل البحري الخفيف الأخرى التي اتخذت من البحر طريقاً لها مثل "التاكسي البحري” في جدة بالمملكة العربية السعودية الذي يربط بين نادي اليخوت ومنطقة جدة التاريخية، كذلك هناك ذات الخدمة في الدوحة بين لؤلؤة قطر بالكورنيش ولوسيل، وخدمة النقل عبر "العبرات” في خور دبي والمارينا، والعديد من هذه الخدمة منذ سنوات في سلطنة عمان، والإنتقال إلى جزيرة فيلكا وغيرها في دولة الكويت بشكل موسمي.
انطلق المشروع حالياً في المرحلة الأولى لنقل المواطنين الخليجيين فقط بمعدل رحلتين يومياً صباحاً ومساء على أن تزيد إلى ثلاث وأكثر حسب الطلب، ويكون الحجز المسبق عبر تطبيق خاص وبأسعار مختلفة بين الاقتصادية وخدمة VIP والقوارب مجهزة بكل اشتراطات ومعايير السلامة العالية وتنقل بين 28 إلى 32 مسافر في كل رحلة، وسوف تكون مستقبلاً متاحة للمقيمين والزوار. أما المرحلة الثانية سوف تشهد تطويراً أوسع ليشمل نقل السيارات والحاويات عبر شركات نقل متخصصة من كلا الطرفين مما يعزز الحركة التجارية والسياحية ويضاعف حجم التبادل التجاري وتقليص الوقت والمسافة بين الجانبين.
أهداف كثيرة ومتعددة وراء هذه الخطوة الجديدة ليس وسيلة نقل بحري فقط وإنما جسر سياحي واقتصادي وتلاحم مجتمعي يعيد إحياء روح التواصل الخليجي ليس فقط بين المنامة والدوحة وإنما بين جميع العواصم الخليجية، وفتح آفاق سياحية متنوعة بين الترفيه والثقافة والاستجمام وتنشط حركة المواصلات من سيارات الأجرة والباصات والحركة الفندقية ليس على الصعيد الموسمي وإنما طيلة العام بفضل الرحلات السريعة والقصيرة التي تعتمد على تنوع مصادر الدخل ودعم السياحة مما يعزز نمو رافد من روافد الاقتصاد الوطني وفق الرؤية الاقتصادية لكلا البلدين.




