الرفاعي: الغارمات المعنّفات اقتصادياً ضحايا ابتزاز أسري وأمن المرأة يبدأ من داخل الأسرة.
القلعة نيوزخاص ...تقرير وتصوير أحمد محمد السيد.خاص
أكدت المستشارة النفسية والاختصاصية الاجتماعية والتربوية ربا الرفاعي أن أمن المرأة في المجتمع العربي لا يمكن فصله عن قضايا العنف الاقتصادي، وعلى رأسها معاناة الغارمات المعنّفات اللواتي يُجبرن على تحمّل ديون وقروض قسرية نتيجة ضغوط وتهديدات أسرية تمارس بحقهن.
وقالت الرفاعي إن من أخطر أشكال العنف الاقتصادي ما تتعرض له بعض النساء من إجبار قسري على سداد ديون الأزواج، تحت تهديد مباشر أو غير مباشر بإيذاء الأبناء وتعنيفهم جسدياً أو نفسياً، مشيرة إلى أن هذا النوع من الابتزاز يحوّل الأم إلى ضحية مزدوجة، تتحمل الدين والخوف معاً لحماية أطفالها.
وأضافت الرفاعي أن هذه الممارسات تمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق المرأة والطفل في آنٍ واحد، مؤكدة أن صمت الضحية في كثير من الحالات لا يعني القبول، بل يعكس غياب الحماية والدعم القانوني والاجتماعي، إلى جانب الخوف من تفكك الأسرة أو تصاعد العنف.
وشددت الرفاعي على ضرورة الاعتراف بالعنف الاقتصادي كأحد أخطر أنماط العنف الأسري، لما يخلّفه من آثار نفسية واجتماعية طويلة الأمد، داعية إلى توفير برامج حماية قانونية ونفسية للغارمات، وتعزيز دور الجهات المختصة في التدخل المبكر قبل تفاقم الأزمات.
وثمّنت الرفاعي تنظيم مؤسسة BRC العلمية الدولية ومنتدى الفكر العربي لهذه الندوة العلمية الدولية، التي فتحت ملفاً حساساً يمسّ جوهر الاستقرار الأسري، مؤكدة أن الحوار العلمي المسؤول هو الخطوة الأولى نحو حلول واقعية ومستدامة.
وختمت الرفاعي بالتأكيد على أن حماية المرأة من العنف الاقتصادي ليست قضية نسوية فقط، بل قضية أمن اجتماعي تمس الأسرة والمجتمع بأكمله، داعية إلى تكامل الجهود التشريعية والتربوية والإعلامية لضمان بيت آمن لا يُستخدم فيه الأبناء أداة للتهديد أو الضغط.




