القلعة نيوز- تتواصل في المركز الثقافي الملكي وسينما الرينبو، فعاليات الدورة 16 "بنك الحقوق" من مهرجان "كرامة.. سينما الإنسان" الذي ينظمه سنويًا "المعمل 612".
الأفلام الأردنية على اختلاف أنواعها: الروائية والوثائقية الطويلة والمتوسطة والقصيرة، فرضت في الدورة الجديدة مساحة لافتة لها؛ ابتداء من فيلم الافتتاح الروائي القصير "هند تحت الحصار" من كتابة الفنانة عايدة الأميركاني وإنتاجها وإخراج ناجي سلامة، مرورًا بالفيلم التسجيليّ "200 قفص" الذي يلقي ضوءًا إنسانيًا شفيفًا على العاملات في المزارع في غور الصافي جنوب الأردن، والفيلم التسجيليّ القصير "مبروكة عليكو" (19 دقيقة، 2025) الذي يستعرض من إخراج مريم جنيني، فصولًا من حياة رائدة التي تزوجت في سن مبكرةٍ، وتحمّلت، صغيرةً، مسؤولية طفليْها المصابيْن بمرض وراثيّ نادر، ومرورًا كذلك، بالمشاركة في الفيلم التسجيليّ القصير "غنينا قصيدة" (20 دقيقة، 2024) المبنيّ من إخراج أنيتا سكّاب على طفولة أجيال تتذكر الوطن، المتجلي بوصفه رحلة المخرجة للتأمل في ألم الفقدان والهجرة القسرية والصدمة العابرة للأجيال الفلسطينية، وصولًا إلى الأفلام الروائية القصيرة التي حققت الأردن من خلالها المشاركة الأهم في فعاليات دورة "بنك الحقوق".
في هذا السياق عرضت الدورة 16 التي تختتم فعالياتها في الرابع عشر من الشهر الحالي كانون الأول/ ديسمبر 2025، أربعة أفلام روائية قصيرة: "غمّاية" hide and seek (عشر دقائق، 2025) الذي يرصد من إخراج جمانة دودين، مشاعر واعتمالات أم متبنيّة تواجه حقيقة قدوم أم عمر البيولوجية لتستعيد ابنها بعد ست سنوات من إقامته مع نوال أمّه بالتبنّي؛ ماذا ستقول له؟ كيف ستواجه حقيقة أنه لم يعد بعد اليوم ابنها؟ أسئلة حيرى تتوسطها لعبة طفولية بريئة اسمها "غمّاية". "نمشي" (19 دقيقة، 2024) من إخراج عسّاف الروسان الذي يتناول حياة عماد (الرجل العائلي المخلص) بعد رحيل والده، ويلقي الضوء على التحولات التي يتعرض لها ومدى تأثيرها على تمسكه بالعائلة والحياة من أساسها. "أراك" (22 دقيقة، 2025) من إخراج الأردني شفيق عتيبي والإيرلندي سام نُت المبحر في تعقيدات العلاقة بين ابنة وأبيها، المتأمل المسافة المبهمة بين ما نحلم به وما تتيح لنا ظروفنا تحقيقه. "قزم أبيض" (تسع دقائق، 2025) الذي يتناول من إخراج أسيْد موسى مقدادي، وفي إطارٍ نفسيٍّ مشحونٍ بالتوتّر، قصة أيهم حارس السكراب الذي يعاني من ظروف صعبة، ويكشف في لحظةٍ فارقةٍ عن غضبه المكبوت وصولًا إلى انهيار كل شيء.
أما المشاركة الأردنية في الأفلام التحريكية فتحققت من خلال ثلاثة أفلام: "هيام" (ست دقائق، 2025) وهو فيلم تحريك تجريدي من إخراج نور لوغي يغوص في أعماق حالة "الوله" (Limerence)، والحب الاستحواذي غير المتبادل. من خلال بصريات سريالية، وتصميم صوتي، ورمزية عالية، يحاول الفيلم إلغاء الحدود بين الخيال والواقع في رحلة صامتة ومؤرقة عبر دهاليز الرغبة، والذاكرة، والوهم.
"تهويدة" (ثماني دقائق، 2024) من إخراج حنين عايشة عن أب يروي لابنته قصة مؤثرة فإذا بخياله يبحر به إلى ذكرياته من خرافه السبعة يرعى ويلعب معها ويتأمّل النجوم تحت قبة السماء الرحبة، إلى أن تأتي لحظة يختفي فيها أحد الخراف، مما يدفع الأب للمخاطرة بكل شيء في سبيل إنقاذه، ليتحوّل الشريط التحريكيّ إلى معزوفة تنتصر لقيم الحب والشجاعة، وتحتفي بالروابط الخالدة التي تمنح حياتنا معناها.
تدور أحداث الفيلم التحريكي الأردني الثالث "نجاة" من إخراج أحمد غسان جابر وغيث التلّي حول رحلة هروب بحرية مليئة بالمخاطر، من خلال إلقاء الضوء على القصة المؤثرة والمليئة بالعواطف لأم وابنها أثناء فرارهما من وطنهما بحثًا عن الأمان. على متن قارب مطاطي مكتظ، ومحاطين بالغرباء والأمواج والخوف، تشكل براءة الطفل وخياله الواسع تناقضًا صارخًا مع الواقع المميت المحيط بهم. ومن خلال ألعاب الحروف، ولحظات التقارب الدافئة، ورمزية صَدَفة بحرية عزيزة، يستكشف الفيلم معاني الأمل الهش، والحب، والإنسانية التي تظل باقية ومقاومة حتى في أحلك الظروف. ولكن، ومع اشتداد العاصفة، تقع المأساة.
وخلال اليومين الأخيرين من فعاليات الدورة 16 "بنك الحقوق" (السبت والأحد 13 و14 كانون الأول/ ديسمبر 2025)، تتسابق سينما الإنسان على خلق تفاعل مثير ولافت بين مواضيعها وبين متلقيها؛ الأحداث الدامية في الساحل السوري (آذار 2025) من خلال فيلم تسجيليٍّ أنتجه التلفزيون العربي الذي أنتج فيلمًا آخر من أفلام دورة هذا العام هو الفيلم التسجيلي المتوسط الطول "غزّة.. طفولة مسلوبة" (50 دقيقة، 2024). تمر أفلام اليومين الأخيرين على الذكريات الخفيفة والثقيلة، و على "الندم"، وعلى دروب الشعب الفلسطيني ("فلسطيني على الطريق" من إخراج إسماعيل الهبّاش (تسجيلي طويل، 99 دقيقة، 2015))، ومصر الحيوية الاشتراكية التي تمور بالناس والأفلام والحياة ("أبو زعبل 89" من إخراج بسام مرتضى (تسجيلي طويل، 83 دقيقة، 2024)).
يذكر أن فيلم الختام (الفيلم السوداني التسجيليّ الطويل "الخرطوم" (78 دقيقة، 2025)) سيعرض في سينما الرينبو في السابعة من مساء الأحد 14 كانون الأول/ ديسمبر 2025، متناولًا بلمسات خمسة مخرجين: أنس سعيد، روية الحاج، إبراهيم سنوبي أحمد، تيميا محمد أحمد وفيل كوكس، حَيَوات خمس شخصيات سودانية: موظفًا حكوميًا، سيدة تقديم الشاي، متطوعًا في لجنة المقاومة، وصبييّ شوارع، يبحثون جميعهم عن الحرية.
الأفلام الأردنية على اختلاف أنواعها: الروائية والوثائقية الطويلة والمتوسطة والقصيرة، فرضت في الدورة الجديدة مساحة لافتة لها؛ ابتداء من فيلم الافتتاح الروائي القصير "هند تحت الحصار" من كتابة الفنانة عايدة الأميركاني وإنتاجها وإخراج ناجي سلامة، مرورًا بالفيلم التسجيليّ "200 قفص" الذي يلقي ضوءًا إنسانيًا شفيفًا على العاملات في المزارع في غور الصافي جنوب الأردن، والفيلم التسجيليّ القصير "مبروكة عليكو" (19 دقيقة، 2025) الذي يستعرض من إخراج مريم جنيني، فصولًا من حياة رائدة التي تزوجت في سن مبكرةٍ، وتحمّلت، صغيرةً، مسؤولية طفليْها المصابيْن بمرض وراثيّ نادر، ومرورًا كذلك، بالمشاركة في الفيلم التسجيليّ القصير "غنينا قصيدة" (20 دقيقة، 2024) المبنيّ من إخراج أنيتا سكّاب على طفولة أجيال تتذكر الوطن، المتجلي بوصفه رحلة المخرجة للتأمل في ألم الفقدان والهجرة القسرية والصدمة العابرة للأجيال الفلسطينية، وصولًا إلى الأفلام الروائية القصيرة التي حققت الأردن من خلالها المشاركة الأهم في فعاليات دورة "بنك الحقوق".
في هذا السياق عرضت الدورة 16 التي تختتم فعالياتها في الرابع عشر من الشهر الحالي كانون الأول/ ديسمبر 2025، أربعة أفلام روائية قصيرة: "غمّاية" hide and seek (عشر دقائق، 2025) الذي يرصد من إخراج جمانة دودين، مشاعر واعتمالات أم متبنيّة تواجه حقيقة قدوم أم عمر البيولوجية لتستعيد ابنها بعد ست سنوات من إقامته مع نوال أمّه بالتبنّي؛ ماذا ستقول له؟ كيف ستواجه حقيقة أنه لم يعد بعد اليوم ابنها؟ أسئلة حيرى تتوسطها لعبة طفولية بريئة اسمها "غمّاية". "نمشي" (19 دقيقة، 2024) من إخراج عسّاف الروسان الذي يتناول حياة عماد (الرجل العائلي المخلص) بعد رحيل والده، ويلقي الضوء على التحولات التي يتعرض لها ومدى تأثيرها على تمسكه بالعائلة والحياة من أساسها. "أراك" (22 دقيقة، 2025) من إخراج الأردني شفيق عتيبي والإيرلندي سام نُت المبحر في تعقيدات العلاقة بين ابنة وأبيها، المتأمل المسافة المبهمة بين ما نحلم به وما تتيح لنا ظروفنا تحقيقه. "قزم أبيض" (تسع دقائق، 2025) الذي يتناول من إخراج أسيْد موسى مقدادي، وفي إطارٍ نفسيٍّ مشحونٍ بالتوتّر، قصة أيهم حارس السكراب الذي يعاني من ظروف صعبة، ويكشف في لحظةٍ فارقةٍ عن غضبه المكبوت وصولًا إلى انهيار كل شيء.
أما المشاركة الأردنية في الأفلام التحريكية فتحققت من خلال ثلاثة أفلام: "هيام" (ست دقائق، 2025) وهو فيلم تحريك تجريدي من إخراج نور لوغي يغوص في أعماق حالة "الوله" (Limerence)، والحب الاستحواذي غير المتبادل. من خلال بصريات سريالية، وتصميم صوتي، ورمزية عالية، يحاول الفيلم إلغاء الحدود بين الخيال والواقع في رحلة صامتة ومؤرقة عبر دهاليز الرغبة، والذاكرة، والوهم.
"تهويدة" (ثماني دقائق، 2024) من إخراج حنين عايشة عن أب يروي لابنته قصة مؤثرة فإذا بخياله يبحر به إلى ذكرياته من خرافه السبعة يرعى ويلعب معها ويتأمّل النجوم تحت قبة السماء الرحبة، إلى أن تأتي لحظة يختفي فيها أحد الخراف، مما يدفع الأب للمخاطرة بكل شيء في سبيل إنقاذه، ليتحوّل الشريط التحريكيّ إلى معزوفة تنتصر لقيم الحب والشجاعة، وتحتفي بالروابط الخالدة التي تمنح حياتنا معناها.
تدور أحداث الفيلم التحريكي الأردني الثالث "نجاة" من إخراج أحمد غسان جابر وغيث التلّي حول رحلة هروب بحرية مليئة بالمخاطر، من خلال إلقاء الضوء على القصة المؤثرة والمليئة بالعواطف لأم وابنها أثناء فرارهما من وطنهما بحثًا عن الأمان. على متن قارب مطاطي مكتظ، ومحاطين بالغرباء والأمواج والخوف، تشكل براءة الطفل وخياله الواسع تناقضًا صارخًا مع الواقع المميت المحيط بهم. ومن خلال ألعاب الحروف، ولحظات التقارب الدافئة، ورمزية صَدَفة بحرية عزيزة، يستكشف الفيلم معاني الأمل الهش، والحب، والإنسانية التي تظل باقية ومقاومة حتى في أحلك الظروف. ولكن، ومع اشتداد العاصفة، تقع المأساة.
وخلال اليومين الأخيرين من فعاليات الدورة 16 "بنك الحقوق" (السبت والأحد 13 و14 كانون الأول/ ديسمبر 2025)، تتسابق سينما الإنسان على خلق تفاعل مثير ولافت بين مواضيعها وبين متلقيها؛ الأحداث الدامية في الساحل السوري (آذار 2025) من خلال فيلم تسجيليٍّ أنتجه التلفزيون العربي الذي أنتج فيلمًا آخر من أفلام دورة هذا العام هو الفيلم التسجيلي المتوسط الطول "غزّة.. طفولة مسلوبة" (50 دقيقة، 2024). تمر أفلام اليومين الأخيرين على الذكريات الخفيفة والثقيلة، و على "الندم"، وعلى دروب الشعب الفلسطيني ("فلسطيني على الطريق" من إخراج إسماعيل الهبّاش (تسجيلي طويل، 99 دقيقة، 2015))، ومصر الحيوية الاشتراكية التي تمور بالناس والأفلام والحياة ("أبو زعبل 89" من إخراج بسام مرتضى (تسجيلي طويل، 83 دقيقة، 2024)).
يذكر أن فيلم الختام (الفيلم السوداني التسجيليّ الطويل "الخرطوم" (78 دقيقة، 2025)) سيعرض في سينما الرينبو في السابعة من مساء الأحد 14 كانون الأول/ ديسمبر 2025، متناولًا بلمسات خمسة مخرجين: أنس سعيد، روية الحاج، إبراهيم سنوبي أحمد، تيميا محمد أحمد وفيل كوكس، حَيَوات خمس شخصيات سودانية: موظفًا حكوميًا، سيدة تقديم الشاي، متطوعًا في لجنة المقاومة، وصبييّ شوارع، يبحثون جميعهم عن الحرية.
