القلعة نيوز : فؤاد دبور*
--------------------------
يعتبر الاعلام وسيلة هامة وشديدة التأثير في صناعة الرأي العام وذلك عبر انتشار رسالته واتساعها عبر العالم واطلاع البشرية على ما يجري فيه من أحداث وتطورات سواء أكانت علمية وتكنولوجية أو شعبية أو حروبا مثلما يلعب الإعلام أيضا دوره في الدفع باتجاه الإرهاب الذي ظهر على الساحة الدولية واخذ بالانتشار والاتساع حتى أصاب العديد من دول العالم بشروره وفظائعه، حيث لم يعد الإرهاب مقتصرا على استخدام العنف بالأدوات العسكرية بل تجاوزها إلى استخدام الكلمة والخبر والتحريض وتشويه الوقائع والتزوير والفبركة لخدمة أغراض معينة سياسية كانت أم اقتصادية أم اجتماعية أم أيدلوجية أم دينية لمجموعات أو دول تستهدف الآخرين دون النظر إلى ما يمكن أن يلحق بالجهة المستهدفة من خسائر في الأرواح والممتلكات وإصابة المجتمع المستهدف بالإرهاب بالذعر والخوف وفقدان الأمن والاستقرار،
وتلجأ هذه الجماعات والدول لاستخدام الإرهاب بكل أشكاله عندما تفشل في إقناع الجمهور بمشاريعها وأفكارها وطروحاتها ومواقفها ولعدم قبول هذا الجمهور بالتغيير الذي تدعيه وبالأهداف التي تعمل من اجل تحقيقها مهما كانت هذه الأهداف وبخاصة السياسية منها حيث تشكل الجريمة السياسية أكثر أنواع الإرهاب شدة وفظاعة مثلما يمثل الإرهاب جزءا من جرائم الرأي التي يخالف مرتكبوه النظام العام في دولهم.
وإذا ما دققنا النظر بعمق فيما واجهته سورية منذ الخامس عشر من آذار عام 2011 وتواجهه هذه الأيام حيث يترافق الضخ الإعلامي الشرير مع العمليات الإرهابية التي تجري فوق ارض سورية وبخاصة في الشمال من عمليات إرهابية ترتكبها العصابات الإرهابية والجيش التركي أو تسويق هذه العمليات الإرهابية، سواء أكانت تفجيرات السيارات المفخخة أم بالألغام أم باستهداف الحواجز الأمنية والسيارات المدنية العامة والخاصة فإننا نجد أن الإعلام شريك أساسي في جرائم التدمير كما انه شريك أساسي بل محرض على القتل الذي يصيب المواطنين السوريين من عسكريين ومدنيين.
بمعنى أن الإعلام قد أصبح أداة إرهابية تستخدمها الدول والجماعات المعادية لسورية والتي تستهدفها بسبب مواقفها الوطنية والقومية ورفضها الخضوع لسياسات هذه الدول المعادية للأمة والداعمة للكيان الصهيوني والتي تضع مشاريع سياسية واقتصادية تخدم مصالحها على حساب مصالح سورية والأمة العربية.
إضافة إلى أن سورية مستهدفة بسبب دعمها للمقاومة التي تناضل من اجل تحرير الأرض العربية المغتصبة في فلسطين وسورية ولبنان مثلما يتم معاقبتها أيضا لأنها دعمت المقاومة في العراق والتي عملت على تحريره من الاحتلال الأمريكي البشع مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تتزعم مجموعة من دول الاستعمار القديم والجديد ومعها أنظمة عربية تابعة لها للعدوان عليها باستخدام أدوات داخلية تقدم لها الدعم لممارسة الإرهاب بكل أشكاله في العديد من المدن السورية وبخاصة مدينتي دمشق وحلب حيث تعرضت هاتان المدينتان مؤخراً لأعمال إرهابية طالت أمن واستقرار المواطنين فيهما.
لقد ارتكبت هذه الدول وأدواتها جريمة الإرهاب لخدمة أهداف سياسية حيث ارتكبت الجرائم الإرهابية عبر عصابات مدعومة من أجهزتها الأمنية بالتدريب والمال والسلاح من اجل إسقاط الدولة السورية أو إضعافها عبر خلق الفوضى وبث الرعب بين أبناء الشعب العربي في سورية وعبر الحصار الاقتصادي الذي هو شكل من أشكال الإرهاب الذي يستهدف الإنسان والمؤسسات للضغط على القيادة السورية وإجبارها على الرضوخ لقرارات وسياسات تخدم هذه الجهات التي تمارس الجرائم الإرهابية أو تقف وراءها، ولكن هيهات لهذه الجهات النجاح في تحقيق هذه الأهداف فالشعب والجيش والنظام تجمعهم وحدة وطنية صلبة تواجه الإرهاب والهجمة الشرسة بكل قدرة واقتدار تدافع عن الوطن والكرامة والحرية والقرار الوطني والقومي المستقل.
وامام ما يتعرض له هذا القطر العربي حامل لواء القومية والوحدة والنضال من اجل تحرير الأرض والإنسان العربي قولا وفعلا. نتساءل عن هوية الجهات التي لها مصلحة حقيقية في الإجهاز على الدور السياسي المقاوم لسورية الى مخاطر؟ ثم نتساءل لمصلحة من يتم العمل على خلق الفتن والفوضى الأمنية وممارسة الحصار الاقتصادي والعمل على تفكيك الوحدة الوطنية لشعب سورية القومي الصامد؟ كما نتساءل عن أهداف العدوان العسكري التركي الأمريكي الصهيوني والعصابات الإرهابية التي تطلق على نفسها المعارضة السورية. تعريض الوطن والشعب في سورية؟
على أية حال يبقى التأكيد على أن المواجهة مع الحملة الكونية المسعورة التي تقودها الولايات المتحدة ومعها تركيا اردوغان والعدو الصهيوني الذي يغتصب الأرض ويشرد أهلها ويقوم بأبشع أعمال القتل والتدمير في فلسطين ولبنان وسورية مثلما قتل ودمر في مصر والأردن والعراق وغيرها من أقطار الوطن العربي تتطلب وقوف كل الشرفاء والأحرار العرب مع سورية في هذه المواجهة مثلما تقف معها الدول التي تساند حقوق الشعوب المشروعة وترفض التدخل المتناقض مع حقوق الدول وسيادتها ممثلة بشكل رئيسي بالاتحاد الروسي وجمهورية ايران الإسلامية والمقاومة والصين الشعبية وغيرها من الدول الحرة من اجل إفشال وإحباط المؤامرة الإرهابية الكبرى وأدواتها الصغرى في المنطقة وإفشالها في تحقيق أهدافها القذرة من الهجمة المتعددة الأطراف ضد هذا القطر العربي وشعبه الصامد في مواجهة الطغاة
وسوف ينتصر هذا الشعب على الإرهاب بكل أشكاله الإعلامية منها، وعمليات التفجير الجبانة، حيث علمنا التاريخ أن النصر في النهاية للشعوب صاحبة الحق اما الظلم والظالمون فمصيرهم الهزيمة. ونؤكد بأن الإرهاب الذي يمارسونه اليوم ضد شعب سورية سوف يرتد عليهم وتصيبهم لعنته في القريب القادم من الأيام.
كما نؤكد على أن لنا كل الأمل في جماهير امتنا العربية في الصحوة والنهوض وتجاوز العثرات والأوضاع العربية المتردية والاتجاه نحو تحقيق الأماني القومية لهذه الجماهير في التكاتف والوحدة وبناء القوة القادرة على مواجهة الأعداء ومشاريعهم ومخططاتهم وتحرير الأرض من الغاصبين رغم انف الحاقدين على سورية وعلى تطلعات الامة العربية في الحرية والسيادة.
----------------------------------------