شريط الأخبار
القلعة نيوز تهنىء رائد بيك الفايز حين يتحدّث فيصل الفايز فاستمعوا له ؛ الحكمة والإتزان والحرص على الوطن شركة البوتاس العربية ؛ صرح اقتصادي كبير يحظى برعاية ملكية وبجهود إدارة حكيمة السفيرة أمل جادو لنظيرها الإيطالي : ما يجري في غزة إبادة جماعية وفد من حماس يصل القاهرة السبت مندوباً عن رئيس الوزراء..المومني يفتتح مهرجان الأردن للإعلام العربي مساعدة.. يكتب: رسائل ملكية لبناء أجيال تحمل روح المسؤولية والولاء بوتين : يجب اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية الضمان" يوضح ما يتم تداوله حول تعيين مستشار إعلامي لديها براتب {3500} دينار الحنيفات: الغاء جميع الفعاليات الثقافية والفنية في مهرجان الزيتون تضامناً مع الأشقاء في فلسطين ولبنان قاسم: حققنا انتصارًا كبيرًا وتنسيقنا مع الجيش اللبناني سيكون عالٍ العضايلة يشارك في المؤتمر الوزاري رفيع المستوى حول المرأة والسلام والأمن رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا من أهالي صرفند العمار السفيرة أمل جادو تلتقي الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي وتسلمه رسالة مهمتها كممثلة لفلسطين "انديبندنت عربيه" : المعارضة السوريه المسلحه تدخل حلب وتسيطر اليوم الجمعه على اكثرمن خمسين مدينة وقرية في الشمال السوري بتوجيهات ملكية.. رعاية صحية للحاجة وضحى الشهاب وتلبية احتياجاتها المعيشية مهرجان الزيتون.. نافذة تسويقية ومشهد تراثي ينبض بالحياة الاوقاف تنتقد الاستهزاء من الدعوة لصلاة الاستستقاء البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف حرب الإبادة في غزة شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال لمناطق في غزة والنصيرات

ا.د. يعقوب ناصر الدين يكتب :المعدن الاصيل

ا.د. يعقوب ناصر الدين  يكتب :المعدن الاصيل

القلعه نيوز - الدكتور يعقوب ناصر الدين *


عندما ينشر هذا المقال في هذه الصحيفة الغراء سيكون قد مر على خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ثلاثة أيام، وما تزال التعليقات وردود الأفعال تملأ وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، على تلك المعنوية العالية، والروح الايجابية التي زرعها الخطاب في نفوس الأردنيين جميعا، بل إن تلك اللفتة الفريدة من نوعها وجدت طريقها إلى وسائل الإعلام العربية والأجنبية لأنها أول موقف يتحلى به زعيم على مستوى العالم كله.

أين تكمن الأهمية الإستراتيجية في خطاب إستثنائي، وفي وقت غير عادي لم يعرفه العالم من قبل؟ والإجابة ببساطة إنها تكمن في المعدن الأصيل الذي حكته أزمة الكورونا وهي تختبر قدرات الدول والشعوب على مواجهة الخطر اعتمادا على أشياء محددة ، مثل القدرات المادية والبشرية والنظام الصحي، ومستوى إدارة الأزمة، والوعي والتجاوب الشعبي مع الإجراءات المتخذة لمنع انتشار الوباء.

في جميع الحالات يتوقف الأمر على الطبيعة البشرية، والعادات والثقافات بغض النظر عن الفوارق في مكانة الدول وتقدمها حسب الفهم السائد عن الدول الغنية المتقدمة صناعيا وتكنولوجيا، والدول النامية الفقيرة والمتأخرة بنسب متفاوتة عن ركب الحضارة إذا جاز التعبير.

من هذه الزاوية جاء خطاب جلالة الملك ليضيف العنصر الغائب عن البال في هذا الاختبار الإنساني، ألا وهو معدن الشعوب وليست قدرات الدول دون التقليل من أهمية بنية الدولة وخبراتها في التعامل مع الأزمات، على أن كل ما فيها مستمد من ذلك المعدن، من ملك وشعب، هجرتهم إلى الله، وايمانهم بوطنهم متصل بايمانهم بالله " فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين" يبنون موفقهم على النبل والكبر والتعالي عن الصغائر والفردية والأنانية، حيث يناديهم الواجب كي يكونوا على قلب رجل واحد للحفاظ على بلدهم ومستقبل أجيالهم، والتصدي بقوة وشجاعة لأسوأ أزمة عرفها تاريخنا المعاصر!

ليس مجرد خطاب يبعث الأمل في النفوس، وهو على اختصاره واختزاله للحالة التي نحن عليها اليوم، يؤسس لأردن جديد، تعلم الدرس جيدا، وفهم معنى الحياة بعمقها الأخلاقي قبل المادي، حتى إذا استأنف حياته الطبيعية عرف أن المسؤولية الأخلاقية ستبدأ من الفرد إلى الجماعة إلى الدولة كلها، وكأن الخطاب يؤسس لمفهوم جديد سيكون منطلقا لعملية الإصلاح الشامل التي طالما سعينا اليها،

إلى أن جاءت أزمة الكورونا لتقول لنا إن السر يكمن في معدننا الأصيل، وفي ظني أننا غفلنا عنه طويلا، وقد حان الوقت لكي نحافظ عليه، لأنه سر نجاحنا على كل صعيد في الزمن الجديد الذي سنعبر إليه بعد أن تزول الشدة بإذن الله.

-------------------------

* الكاتب : رئيس مجلس امناء جامعة الشرق الأوسط والأمين العام لمجلس حوكمة الجامعات العربية عضو هيئة أمناء جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، هو باحث وكاتب ومحاضر ومؤلف في مجالات التفكير والتخطيط والإدارة الاستراتيجية والحوكمة.