- واكبت الإنجازات الرياضية في مختلف الألعاب والبطولات، مئوية الدولة الأردنية التي تزخر سنواتها بالعديد من الألقاب والبطولات والمشاركات التي سطرت اسم الأردن في مختلف الأحداث العربية والآسيوية والعالمية.
وشهدت المملكة منذ تأسيسها وصولا إلى المئوية، مشاركات وانجازات رياضية للمنتخبات والأندية، لتكون الرياضة الأردنية مواكبة للأحداث المختلفة وشاهدة على تطور المملكة ونهوضها.
وتؤكد سجلات ووثائق هيئة رواد الحركة الرياضة والشبابية في الأردن، أن الرياضة الأردنية بدأت منذ نشأة الدولة، حيث اشارت مجلة الرائد التي صدرت عام 1945 إلى أن حسن إبراهيم كان أبرز رواد الحركة الرياضية الأردنية منتصف العشرينات، وكان بشير خير وعلي سيدو الكردي أول من مارس لعبة كرة القدم في المملكة.
ورصدت وكالة الأنباء الاردنية (بترا) سجلات هيئة رواد الحركة الرياضية والشبابية في الأردن، والمقابلات التي اجريت مع العدد من رواد الحركة الرياضية الأردنية.
فقد شارك فريق لكرة القدم حمل اسم الاردن في أول مباراة خارجية أمام فريق بردى السوري عام 1928، قبل أن يتشكل فريق الأمير طلال ثم النادي الشركسي عام 1929، وقبل أن يظهر فريق كشافة الفيصلي عام 1932، ليتحول هذا الفريق لاحقا إلى النادي الفيصلي الذي ما يزال قائما حتى الآن محققا الكثير من الانجازات المحلية والخارجية.
كما تم تأسيس النادي القوقازي في تلك الفترة، إلى جانب هيئات رياضية ساهمت في تعزيز الحركة الرياضية.
ونجحت المملكة في تنظيم أول بطولة دوري لكرة القدم عام 1944 بمشاركة أندية الفيصلي والأهلي والاردن، بحضور الملك المؤسس عبدالله الأول، حيث كانت تجري المباريات على ملعب المحطة، قبل أن يتم تأسيس نادي الهومنتمن عام 1945.
كما أن شمس الرياضة الأردنية لم تغب عن المشاركة في البطولات العربية منذ استحداثها، حيث كان أول وفد رياضي أردني مشارك في الدورة العربية عام 1953 في الإسكندرية بمصر، وترأس الوفد الأردني رفعت المفتي، حيث كان اللاعب وجيه العابودي أول من حصل على ميدالية برونزية أردنية في رفع الأثقال في البطولة العربية بالإسكندرية، قبل أن يحقق نفس اللاعب ميداليات ملونة في البطولات العربية اللاحقة.
ونجح محمد جميل أبوالطيب في إحراز أول ميدالية ذهبية للأردن في البطولات العربية، عندما أحرز ذهبية رمي الرمح في البطولة العربية التي أقيمت في بيروت عام 1957، قبل أن تشهد نفس البطولة لاحقاً إحراز ميدالية ذهبية ثانية للملاكم أحمد ابو السعود.
وبرز الأردن أيضاً في استضافة الاشقاء العرب، لخوض المنافسات الرياضية، حيث استضافت عمان لأول مرة بطولة العرب لكرة الطاولة التي أقيمت برعاية المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه.
وتفيد سجلات هيئة الرواد، أن حسين سراج كان صاحب الفضل في إدخال كرة السلة على الأردن، بعد أن مارس اللعبة خلال درسته في بيروت عام 1936 قبل أن ينشرها في المملكة، ليتم لاحقا تشكيل منتخب السلة الذي ظفر في عام 1953 بالميدالية البرونزية بالبطولة العربية بالإسكندرية.
ونجح الاردن في إنشاء مدينة الحسين للشباب، درة المدن الرياضية الاردنية، وأحد أبرز المدن الرياضية في الوطن العربي، حيث تم في تلك الفترة ايضا افتتاح ستاد عمان الذي استضاف عام 1968 أول مباراة دولية للمنتخب الوطني لكرة القدم مع منتخب مصر في اللقاء الذي اقيم بحضور المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، حيث خسر منتخبنا بنتيجة 1-6، وسجل هدف المنتخب الوطني اللاعب الراحل محمد ابو العوض الذي عاد لاحقا لتدريب المنتخب وأحراز معه العديد من الانجازات.
واعتُبر محمد ابو العوض أول لاعب اردني يسجل أول هدف على ملعب ستاد عمان، علما أن مدينة الحسين للشباب عادت عام 1999 لاستضافة البطولة العربية التي اعتُبرت البطولة الأوسع والاكثر مشاركة في تاريخ الدورات العربية.
وعلى الصعيد الآسيوي تألقت الرياضة الاردنية في الالعاب الآسيوية، حيث شارك الاردن في دورة الالعاب الآسيوية التي اقيمت في كوريا الجنوبية، ونجح منتخب التايكواندو خلالها في إحراز 3 ميداليات فضية وميدالية برونزية، لتنتظم المنتخبات الوطنية بعدها في المشاركة بالدورات الرياضية الآسيوية، باستثناء دورة الالعاب الآسيوية التي اقيمت في الصين عام 1990.
واعتبر محمد جميل ابو الطيب أول من أدخل لعبة كرة اليد إلى المملكة بعد أن مارسها خلال دراسته في مصر.
وعبر ابو الطيب في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، عن فخره كونه أول أردني يحصل على ميدالية ذهبية في الدورات الرياضية العربية، ليشكل هذا الحدث نقله نوعيه في حياته التي شهدت تقلد العديد من المناصب الرياضية.
وأضاف أن الأردن يعتبر رائداً في الحركة الرياضية والشبابية على مستوى الوطن العربي، ما يؤكد جذور الدولة الأردنية الضاربة في أعماق التاريخ، والتي تحتفل بمئويتها وسط انجازات رياضية على مختلف المستويات.
واثنى ابو الطيب على الاهتمام الكبير الذي منحته العائلة الهاشمية منذ نشأة الدولة للرياضة والرياضيين، الأمر الذي ساهم في تحقيق الانجازات ورفع علم الوطن عاليا في كل المحافل، معربا عن فخره كرياضي أردني ورائد في العمل الرياضي، بالدعم الذي يقدمه الرياضي الأول جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي لا يكتفي فقط بدعم الرياضة والشباب في المملكة، بل أن جلالته يمارس الرياضة ويعتبر من أبطال الراليات إلى جانب رياضات أخرى.
بدوره، عبر أمين عام هيئة رواد الحركة الرياضية والشبابية محمد قدري حسن، عن فخره بدور الهيئة في تأريخ وتوثيق مسيرة الحركة الرياضية الاردنية منذ عهد الإمارة وحتى الآن، الأمر الذي يبرز تضحيات الرواد في مختلف الألعاب.
وبين قدري حسن أن سجلات الهيئة تبرز الانجازات الرياضية الحاضرة منذ نشأة الدولة الاردنية، مشيرا إلى أن السجلات تؤكد بدء الحركة الرياضية منذ عام 1925، مباركا للوطن وقائده وشعبه الاحتفال بمئوية الدولة الاردنية التي تواصل مسيرتها بثقة.
أما عبداللطيف عبدالمجيد الذي يعتبر أول اردني يحمل علم الوطن في حفل افتتاح دورات الألعاب الأولمبية عام 1980 في موسكو، فقد اعتبر نفسه محظوظا لنيله شرف رفع العلم الاردني في أول وفد اردني مشاركة بدورات الألعاب الأولمبية، مؤكدا أنه لم ينس تلك اللحظة التاريخية التي جاءت امتدادا للحركة الرياضية الاردنية التي بدأت منذ نشأة الإمارة.
وفيما يتعلق باللجنة الأولمبية الاردنية التي يرأسها حاليا سمو الأمير فيصل بن الحسين، فقد شهد يوم 29 أذار من عام 1957 تأسيسها.
ويزخر الاردن حاليا بحوالي 400 ناد رياضي وهيئة شبابية، كما ينتشر في جميع أنحاء المملكة مراكز للشباب والشابات يصل عددها إلى 197 مركزا، في مشهد يؤكد اهتمام القيادة الهاشمية بدور الرياضيين والشباب، منذ نشأة الدولة وحتى الآن.
ويعتبر الشريف فواز شرف أول وزير للشباب في الحكومات الاردنية، وذلك في منتصف السبعينيات.
ويفتخر الاردن دائما بدعم الهاشميين للرياضة، حيث اعتبر المغفور له الحسين بن طلال رياضيا بكل ما للكلمة من معنى ممارسا العديد من الألعاب الرياضية ومقدما الدعم الكبير لمنظومة الحركة الرياضية والشبابية والأولمبية الاردنية، حيث كان جلالته احد أبرز ابطال رياضة السيارات في الأردن وصاحب الرقم القياسي لعدة سنوات في سباق مرتفع تل الرمان.
وسار جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على خطى والده، ومضى رياضيا ومنجزا حيث كان احد أبرز أبطال الاردن والشرق الاوسط في سباقات الراليات ومن أوائل السائقين الأردنيين الذين صعدوا لمنصات التتويج في بطولات الشرق الاوسط للراليات، كما تولى جلالته عندما كان أميرا رئاسة الاتحاد الأردني لكرة القدم خلال الفترة من عام 1992 وحتى 1999 حيث حقق منتخب الكرة خلال رئاسة جلالته للاتحاد بطولة الأردن الدولية عام 1992 وذهبية الدورة العربية في بيروت عام 1997.
يذكر أن الرياضة الأردنية تشهد في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، تحقيق الكثير من الانجازات والميداليات الملونة وفي مختلف الألعاب.(بترا)