يُعد السكر من أهم مصادر تزويد الجسم بالطاقة ما يستدعي تناول السكريات يوميًا، وفي أوقات الصيام لما يزيد عن 8 ساعات، ولا سيما في شهر رمضان المبارك، يفتقد الصائم هذا المصدر، ويشعر الجسم بحاجته للسكر.
ولكن ما مصير هذه السكريات؟، وماذا يعني مخزون السكر في الجسم؟
مخزون السكر
يحصل الجسم على السكر البسيط الذي يعرف بـ "الغلوكوز" نتيجة تحطيم الأطعمة، وهو يمد الجسم بالطاقة.
ويتم نقل الغلوكوز من الدم إلى خلايا الجسم من خلال هرمون يعرف بهرمون الأنسولين الذي يفرز من البنكرياس، وتستخدم الخلايا "الغلوكوز" لإمدادها بالطاقة أو لتخزينه.
تصنيع مخزون السكر
يمكن الحصول على السكر من العديد من المصادر الغذائية، ومن أهم مصادر السكر هو الكربوهيدرات التي تتكون بشكل أساسي من السكريات، ويتم تصنيع مخزون السكر كما يأتي:
يتم هضم الأطعمة عند وصولها إلى المعدة؛ إذ تعمل أنزيمات وأحماض المعدة على تفكيك السكريات المعقدة وتحريرها إلى سكريات أحادية وهو "الغلوكوز".
ينتشر الغلوكوز في مجرى الدم لإمداد الجسم بالطاقة، ويتم تخزين السكر الأحادي في الكبد والعضلات على شكل "غليكوجين".
عند حاجة الجسم للطاقة السريعة أو عدم حصول الجسم على "الغلوكوز" من الطعام يتم تحطيم "الغليكوجين" المخزن لتحرير "الغلوكوز" في مجرى الدم.
كيف يستخدم جسمك مخزون السكر؟
يحتوي الدم على ما يقارب 4 غرام من "الغلوكوز" من غير الحصول عليه من الطعام.
عندما يبدأ "الغلوكوز" بالانخفاض تدريجيًا بالإضافة إلى انخفاض مستويات هرمون الأنسولين عند القيام بأي مجهود بدني، وعدم الحصول على "الغلوكوز" من الطعام، يقوم الجسم بالحصول على الطاقة بالطرق الآتية:
يقوم أنزيم "فوسفوريلاز غليكوجين" بتحطيم "الغليكوجين" المخزن في الكبد والعضلات لتزويد الجسم بالغلوكوز.
يتم تحويل البروتينات والدهون إلى عناصرهم الأساسية، فيتم هضم البروتينات في المعدة وتحويلها إلى أحماض أمينية، وهضم الدهون إلى أحماض دهنية، ويتم الحصول على السكريات الأحادية لإمداد الجسم بالطاقة.
ويستهلك العقل ما نسبته 20% من احتياج الجسم للطاقة.
أنواع السكر في الطعام
يوجد أنواع من السكريات تتواجد في الأطعمة، إذ يتم بالنهاية تحويلها جميعها إلى نوع واحد هو "الغلوكوز" لإنتاج الطاقة، توضح كالاتي:
السكريات الأحادية: هي "الغلوكوز" أو سكر العنب، وسكر "الفركتوز" الموجود في الفواكه، و"الغلاكتوز".
السكريات الثنائية: تتمثل باتحاد السكريات الأحادية، فينتج سكر "اللاكتوز" وهو سكر الحليب من اتحاد "الغلوكوز" و"الغلاكتوز" و"السكروز" وهو سكر القصب من اتحاد "الغلوكوز" و"الفركتوز".
السكريات المعقدة: تتمثل "الغليكوجين" والنشويات.
مستوى السكر بالدم
من الطبيعي أن يرتفع مستوى السكر في الدم بعد تناول الطعام، ثم ينخفض بعد ساعات بحيث يقوم الأنسولين بنقل "الغلوكوز" إلى الخلايا.
تكون نسبة السكر الطبيعية أقل من 100 مليغرام/ديسيلتر هو مستوى السكر بالدم يسمى (Fasting blood sugar).
فحص مخزون السكر
يسمى فحص السكر بفحص السكري التراكمي (HbA1c)، إذ يتم قياس نسبة السكر في الدم لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر.
ويعتمد الأطباء على الفحص المخبري لمتابعة وتشخيص الأشخاص المصابين بداء السكري النوع الأول والثاني، وتحديد مقدمات السكري أو ما قبل السكري.
نسبة السكر التراكمي في الأجسام
تختلف نسبة السكر التراكمي حسب الإصابة بداء السكري، وتوضَح كما في النسب الاتية:
عند الشخص غير المصاب بالسكري يكون مستوى السكر التراكمي أقل من (5.7%).
عند الأشخاص الذين ما قبل الإصابة بالسكري تصل ما بين (5.7% _ 6.4%).
عند الأشخاص الذين يعانون من داء السكري أعلى من (6.5%)، وقد يصل عند بعض الأشخاص غير الخاضعين للحمية والسيطرة إلى (8%).
أنواع داء السكر
لكن قد يحدث بعض من الاضطرابات في خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين، مما يؤدي إلى الإصابة بداء السكري، وهناك نوعين هما:
1. داء السكري النوع الأول
يحدث نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي لخلايا البنكرياس وتدميرها، مما يؤدي إلى عدم إنتاج الأنسولين وعدم وجود ناقل "للغلوكوز" من الدم إلى الخلايا، وهذا يسبب تراكم الغلوكوز في مجرى الدم.
2. داء السكري النوع الثاني
يحدث نتيجة مقاومة الخلايا للأنسولين وعدم الاستجابة، فينتج البنكرياس المزيد من الأنسولين للتغلب على هذه المقاومة وتلبية حاجة خلايا الجسم من الغلوكوز، فيؤدي إلى تراكم السكر في مجرى الدم بدلًا عن انتقاله إلى الخلايا.
إذ من غير كمية كافية من الأنسولين لا ينتقل الغلوكوز إلى الخلايا، ويبقى السكر متراكم في مجرى الدم مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر بالدم وقد يصل إلى 200 مليغرام/ديسيلتر بعد ساعتين من تناول الطعام، وقد يصل في حالة الصيام إلى 125 مليغرام/ديسيلتر.