برعاية سمو الأميرة دانا فراس رئيسة المجلس الدولي للمواقع والآثار (ايكوموس ICOMOS- الأردن)/رئيسة اللجنة التوجيهية لمشروع مديحMaDiH: Mapping Cultural Heritage in Jordan مسح لقواعد بيانات الإرث الثقافي الرقمي في الأردن، عقد الحفل الختامي لمشروع "مديح"، وهو فهرس لمجموعة من قواعد البيانات المحلية والعالمية المتعلقة بالإرث الرقمي المادي وغير المادي والآثار والتراث في الأردن. هو مشروع تشاركي ما بين مختبرات جامعة كينغز الرقمية في لندن والجامعة الهاشمية، ومجلس الأبحاث البريطاني في بلاد الشام، ودائرة الآثار العامة، والجمعية الأردنية للمصدر المفتوح، ومشروع الآثار المهددة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، واستمر هذا المشروع مدة سنتين (2019-2021). بهدف رقمنة التراث الثقافي الأردني، ورسم خرائط التراث الثقافي الرقمي في الأردن. وحضر الحفل الختامي مندوب وزير السياحة والآثار ونواب رئيس الجامعة الهاشمية والجهات المشاركة في المشروع.
وعَبَّرَت سمو الأميرة دانا فراس عن سعادتها بختام هذا المشروع الريادي الذي قام بتسخير التكنولوجيا الحديثة في سبيل دعم الجهود والسياسات المحلية للمحافظة على التراث الثقافي في الأردن، وأضافت "نعي أهمية التراث الثقافي في بناء الهوية الوطنية وترسيخها، وفي تطوير المجتمعات وتعزيز المبادئ والقيم الإنسانية المشتركة، وفي بناء الاقتصاد الحيوي المستدام من خلال تمكين الابتكار والصناعات الثقافية والسياحية التي تعد الركن الأساسي للخطط المستقبلية للتنمية المستدامة. وقدمت شكرها وتقدير لفريق العمل متعدد التخصصات المتعلقة السياحة والآثار والتراث والهندسة المعمارية وتكنولوجيا المعلومات والتعليم والسياسات العامة وهندسة البرمجيات وغيرها من التخصصات. وأشادت سمو الأميرة دانا فراس بإنجازات فريق المشروع، وأشارت إلى أهمية إسناد أعمال المحافظة على الإرث الثقافي إلى قاعدة علمية أكاديمية مبنية على جمع وربط الشبكات والمصادر الدولية للمعلومات، والأبحاث، ودراستها، وتحليلها، بهدف تسهيل الوصول إلى المعلومة الموثوقة، وتطوير مفهوم الدراسات الثقافية، لتحديد الاحتياجات ودعم عملية صنع القرار باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة خاصة الرقمية منها. وأضافت أن قواعد البيانات التي تم جمعها وحصرها خلال مدة المشروع والتي ستكون الأساس والنواة لفهرس وطني شامل للإرث الثقافي الأردني. ويعد فهرس "مديح" على منصة CKAN الشاملة التي توفر نحو (325) قاعدة بيانات حول الإرث الرقمي المادي وغير المادي كما تشمل الآثار والتراث في الأردن منتشرة في عدة دول من أبرزها الأردن والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا. وأشار الأستاذ الدكتور فواز العبدالحق الزبون رئيس الجامعة الهاشمية، إلى أن الجامعة تطمح لأن تستمر هذه المبادرة الريادية ويتفرع عنها إنجازات أخرى تقود إلى صناعة محتوى رقمي يُظهر الإرث الثقافي المتنوع للبلاد عبر الانترنت، ويعزز تطوير أدوات التعلم والتعليم الإبداعية من تطبيقات سياحية وأفلام وثائقية وغيرها وقال إن المشروع سيسهم في التنمية المستدامة للتراث الثقافي وكذلك في التنمية المستدامة طويلة الأجل للإرث الثقافي الرقمي في الأردن من خلال جمع وتحديد قواعد البيانات الرئيسية الهامة والمتعلقة بالإرث الثقافي، والبحث في المعايير والسياسات الناظمة للتوثيق الرقمي ومدى موائمتها لاستراتيجيات وتوجه الأردن نحو الحكومة الرقمية. كما قدم الأستاذ الدكتور فراس علاونة عميد كلية الملكة رانيا للسياحة والتراث كلمة أشاد فيها بنتائج المشروع وركّز على أهمية تلك المشاريع في ربط الجانبين البحثي والتطبيقي، وخلق فرص التشاركية بين المؤسسات الأكاديمية والجهات العاملة في قطاع حماية الإرث الثقافي. ناقش الأستاذ الدكتور فادي بلعاوي، الباحث الرئيسي في المشروع من الأردن، فكرة إنشاء فهرس مديح، الذي جاء بتمويل من مجلس الأبحاث البريطاني للآداب والعلوم الإنسانية/صندوق نيوتن-خالدي. وقال إن مشروع "مديح" يضم فهرس رقمي يشمل المحتوى المتعلق بالإرث الثقافي في الأردن تحت مظلة واحدة تُمكن الأردنيين والباحثين والمهتمين من الوصول إليه. وأضاف أن هدف المشروع إلى المساهمة في التنمية المستدامة طويلة الأمد للإرث الثقافي الرقمي الأردني من خلال جمع وتوثيق قواعد البيانات التي أُنتجت وحُفظت في العدد من دول العالم حول هذا الإرث الوطني الغني والمتنوع. والبحث في المعايير والسياسات الناظمة للتوثيق الرقمي ومواءمتها مع إمكانيات البنية التحتية الرقمية للحكومة الأردنية. وعرض الدكتور بلعاوي لورقة السياسات التي ركزت على مدى توافق مخرجات مشروع مديح مع السياسات والمعايير الوطنية والدولية المتعلقة بالإرث الثقافي، وورقة التقرير الفني لمعايير قواعد البيانات ومخازنها ويحدد متطلبات الأنشطة والمشاريع المستقبلية، وتعرض كلا الورقتين للتحديات والفرص والتوصيات ذات الصلة بتعزيز هذا الإرث الوطني الرقمي. وأضاف أن الأهداف التقنية للمشروع تشمل توفير بنية تحتية وتشغيلية متينة للإرث الثقافي الرقمي لمساعدة دائرة الآثار العامة على التخطيط. وقال الدكتور فادي بلعاوي والدكتورة كارول بالمر مديرة مجلس الأبحاث البريطانية في بلاد الشام أن مشروع مديح أنجز مجموعة من المخرجات الرقمية وهي فهرس بيانات رقمي "مديح" للإرث الثقافي الرقمي على منصة إلكترونية مفتوحة المصدر CKAN، وموقع إلكتروني، وتوفير منصات على حسابات تويتر وفيسبوك لاستخدامها كمصادر بحثية ومنصات للتواصل مع الجمهور من داخل الأردن وخارجه. وأعلنا عن أبرز توصيات مشروع مديح وهي أن هناك ثروة كبيرة من بيانات الإرث الثقافي الرقمي الأردني محفوظة محليا ودوليًا، وتحتاج إلى تأسيس مركز لإدارة وتوحيد وتعزيز جودة بيانات الإرث الثقافي الأردني يعمل وفق أفضل الممارسات العالمية. وتطوير استراتيجية وطنية تتعلق بالإرث الوطني الغني، استخدام محتوى "مديح" لنشر المعلومات حول الإرث الثقافي في الأردن على نطاق أوسع. وقال الدكتور بلعاوي إن فهرس مديح يضم (325) قاعدة بيانات منها (73%) متاحة عبر الإنترنت، منها (114) في الأردن، و(211) خارج الأردن تتوزع في دول المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وهولندا. ولضمان نقل فهرس مديح الرقمي الموجود على منصة CKAN إلى الأردن والمحافظة عليه؛ قدم القائمون على المشروع (سيرفرا) لتحميل قواعد البيانات والفهرس هدية للجامعة الهاشمية ليشكل نواة لمنصة وطنية للتراث الرقمي. كما نشر فريق مشروع (مديح) بروتوكولاً يوضح منهجية جمع ونشر قواعد البيانات عبر الإنترنت، بالإضافة إلى دليل مستخدم فهرس (مديح) الرقمي باللغتين العربية والإنجليزية لمساعدة مستخدمي الفهرس في البحث ضمن مجموعات قواعد البيانات الموثّقة المدخلة من قبل الفريق، وقبول أوراق علمية للمشاركة في مؤتمرات دولية، ساهم أعضاء فريق المشروع الأردني بالترجمة العربية للمنصة الإلكترونية مفتوحة المصدر، إذ ستكون هذه الترجمة متاحةً لآلاف المستخدمين حول العالم. ومن الجدير بالذكر أن أعضاء فريق المشروع ساهموا في الانجازات التي حققها مشروع "مديح" والتي ستكون متاحة عبر الإنترنت وهي مجموعة قواعد البيانات الرقمية، ووضع السياسات والأطر والمعايير الوطنية والدولية ذات الصلة بالإرث الثقافي الرقمي، وتقرير فني يتضمن متطلبات التطوير للبنية التحتية التقنية والأنظمة والأدوات، وبوابة إلكترونية للتراث الوطني يشير إلى إمكانية تطوير أنظمة قواعد البيانات في المستقبل. وناقش المشاركون في ختام الحفل، المشاريع المستقبلية والمراحل المتعلقة بمشروع "مديح" وتم طرح العديد من الأفكار للاستمرار في العمل بهذا المشروع الوطني الهام. وفي ختام الحفل، كَرَّمَت سمو الأميرة دانا فراس، جميع الشركاء إذ قدمت سموها، دروعًا تكريمية للقائمين على المشروع وشركاء المشروع.