القلعة نيوز :
لندن - وضعت بريطانيا الاثنين الجيش في حالة تأهّب للمساعدة في حلّ أزمة شحّ الوقود التي تعاني منها البلاد بعدما شهدت عطلة نهاية الأسبوع تهافتاً من سائقي السيارات على تخزين المحروقات خوفاً من انقطاعها.
وقالت وزارة الطاقة في بيان مساء الاثنين، إنّ "عدداً محدوداً من سائقي الصهاريج العسكرية سيتمّ وضعهم في حالة تأهّب ونشرهم إذا لزم الأمر لتحقيق مزيد من الاستقرار في سلسلة توريد الوقود".
وأدى تحذير من نقص إمدادات الوقود في نهاية الأسبوع الماضي إلى عمليات شراء مذعورة مع وقوف طوابير طويلة من السيارات لساعات وإلى نفاد الوقود من المحطات في مدن في جميع أنحاء بريطانيا.
وكانت الحكومة أعلنت بالفعل خططا لإصدار تأشيرات مؤقتة لخمسة آلاف سائق شاحنة أجنبي وتعليق قوانين المنافسة وتشجيع السائقين السابقين على العودة للعمل كجزء من تدابير لمواجهة نقص السائقين.
وقالت إنها ستضع الآن عددا محدودا من سائقي الناقلات العسكرية في حالة تأهب للاستعانة بهم إذا لزم الأمر.
وقال وزير الأعمال كواسي كوارتنج في بيان الاثنين "إذا لزم الأمر، سيتم نشر عسكريين لدعم سلسلة الإمداد بطاقة إضافية كإجراء مؤقت للمساعدة في تخفيف الضغط الناجم عن الزيادة الحادة في الطلب المحلي على الوقود".
وذكرت الحكومة أن سائقي الشاحنات العسكرية سيتلقون تدريبا متخصصا قبل نشرهم للمساعدة في التصدي لمشكلات سلسلة الإمداد.
ونفد الوقود في نحو 90% من المحطات في مدن رئيسية في إنجلترا الاثنين بعد أن عمقت عمليات شراء بدافع الذعر أزمة في سلسلة الإمدادات.
ونجمت الأزمة عن نقص أعداد سائقي الشاحنات مما دفع منافذ تجارة التجزئة للتحذير من أن ذلك قد يوجه ضربة كبرى لخامس أكبر اقتصاد في العالم.
وتسبب نقص حاد في عدد سائقي الشاحنات بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وإثر جائحة كورونا في نشر الفوضى عبر سلاسل الإمداد البريطانية في كل المجالات من الغذاء إلى الوقود مما زاد احتمالات الاضطراب في وصول السلع وارتفاع الأسعار في الفترة التي تسبق احتفالات عيد الميلاد.
وبعد أيام فحسب من إنفاق حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون ملايين الجنيهات لتفادي نقص في الغذاء بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، الذي يمثل أكبر تكلفة في إنتاج الأسمدة، طلب الوزراء من المواطنين التوقف عن الشراء بدافع الذعر.
وقال مراسلون من رويترز إن أغلب مضخات ومحطات الوقود في أنحاء المدن البريطانية الاثنين إما مغلقة أو تعلق لافتات تقول إن الوقود غير متاح.
وقالت رابطة تمثل موزعي الوقود المستقلين الذين يشكلون حاليا نحو 65% من كل الموزعين البريطانيين إن أعضاءها أبلغوا عن نفاد الكميات المتاحة لديهم بنسب تتراوح بين 50% و90 % في بعض المناطق.
وقال موردو الوقود إنهم يتوقعون عودة الوضع إلى طبيعته قريبا.
وأوضح بيان مشترك من صناعة الوقود التي تضم شركات بي.بي ورويال داتش شيل وإيسو التابعة لإكسون موبيل "هناك وفرة في الوقود في المصافي والمنافذ في بريطانيا، ونحن في صناعة الوقود نعمل عن كثب مع الحكومة للمساعدة في ضمان توفير الوقود وتسليمه للمحطات بجميع أنحاء البلاد".
أضاف البيان "نظرا لأن الكثير من السيارات تحتفظ الآن بالوقود بشكل أكثر من المعتاد، نتوقع عودة الطلب لمستوياته الطبيعية في الأيام المقبلة، مما يخفف الضغوط على محطات الوقود. نشجع الجميع على شراء الوقود دون تغيير في نمط الشراء المعتاد".
وتناغمت رسالة الصناعة مع نداء الحكومة للناس بعدم الشراء بدافع الذعر. وقال وزير البيئة البريطاني جورج إيوستس إنه ليس هناك أي نقص في الوقود وحث الناس على التوقف عن الشراء المحموم خوفا من نفاده وأضاف أنه لا توجد أي خطط للاستعانة بالجيش لقيادة الشاحنات على الرغم من أن وزارة الدفاع ستساعد في اختبار سائقي الشاحنات.
وقالت شركات النقل ومحطات الوقود وتجار التجزئة إنه لا توجد حلول سريعة، لأن النقص في سائقي الشاحنات المقدر بحوالي 100 ألف كان حادا، ولأن نقل الوقود يتطلب تدريبا ورخصا إضافية.
وقال جوردون بالمر المدير التنفيذي للرابطة لرويترز "للأسف نحن نشهد عمليات شراء بدافع الذعر للوقود في الكثير من مناطق البلاد ... نحتاج لبعض الهدوء ... أرجوكم لا تشتروا بدافع الذعر".
وأصر وزراء بريطانيون على أن خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي ليس له علاقة بالأزمة الحالية في السائقين رغم أن 25 ألفا منهم عادوا لأوروبا قبل تطبيق الانسحاب من التكتل. ولم تتمكن بريطانيا من اختبار 40 ألف سائق بسبب الإجراءات التي فرضت لمكافحة كورونا.
وأعلنت الحكومة الأحد خطة لإصدار تأشيرات مؤقتة لخمسة آلاف سائق أجنبي.