القلعة نيوز_نيرسيان أبوناب
أَتَرَدَدُ طيلةَ عُمري في المشي بخرائِطَ نسجها الوَهم إلّا في بيت قلبيّ الريفيّ، حيث كانَ فؤادي مطمئِن، نورُ عينايَ لا ينطفئْ حيثما كانت زنازِلُ الخوف بعيدةٌ عني، بعيدةً عن هذا العالم المريع، حيثُ كنتُ ألهو بينَ الأزهار كطفلة صغيرة تعيشُ طفولتها، كفراشة تحلقُ في سماء زرقاء ساحرة، أريدُ فقط أن يعودَ بي الزمنُ إلى الوراء وأنْ أمنعَ أبي من قتل أمي، لنهربَ أنا وأمي لعالم حيثُ لا يوجد أبي، فأنا لا زلتُ طفلة بقلب مهترئ، لا تتذكرُ لحظاتها الجميلة مع أمها تتذكرُ فقط وجهَ أبيها عندما أطلقَ النارَ على أمها ومن ثمَّ أطلقَ على نفسه، ذكرياتٌ عالقةُ في ذاكرتها، طفلةٌ تودُ العيشَ على جناح فراشة، أن ينمو شعرها الحريري بعبق زهرة، وألا يتلطخَ فؤادها بخيبات الزمان، كما لو أنَّ في داخلها نهرًا يسيل حبًا.
|رغد زهيري|