القلعة نيوز:
الكاتب عدنان فيصل قازان
في ظلِّ زعزعة أمن المنطقة والنزاعات والحروب التي يشهدُها الشرق الأوسط، يبقى الأُردنُ ثابتًا شامخًا لا يترَّنح ولا يسقط في فجوةٍ يُستدرج لها؛ لأنَّ عِمادَ هذا الوطن لا سيَّما الأجهزة الأمنيَّة والمخابرات تقِفُ دِرعًا أمينًا واقيًا ساندًا أمامَ كلِّ حدثٍ يواجهه ويتسرَّب بين تراب موطنه، يسحقُ كلَّ هذه الحوادث بحرفيَّة وصمت حتى لا يترك للألسنة مُتَّسع في تناقل الإشاعات والمعلومات المغلوطة، لكن حين تكون الحادثة ظاهرة للعيان وواقعة في منطقة سكنيَّة يَصعُب حصرها و تغطيتها ومع ذلك يُتعامل معها بأقصى درجات الهدوء وضبط الشعب وأمنه واستقراره، تمامًا كما حادثة ماركا حيثُ عُثِرَ في شُقَّة سكنيَّة على كميات مُخزَّنة من مواد مُتفجِّرة حيث تم إخلاء المنطقة وقام سلاح الهندسة الملكي بالتعامل معها وتفجيرها في المنطقة دون وقوع إصابات، وتم استكمال التحقيقات حتى تم التوصل إلى موقعٍ آخر في منطقة أبو علندا وتم التعامل معه واحتوى آثاره من الإنسياب، فالمعلومات الأمنيَّة موضع حساس لا يُمكن المساس به، ولا خطأ فيه عنده.
هذا الوطن أول أولوياته إن لم تكن جُلَّها، هم منَّا ونحن منهم، هم بيننا لكن في ظلالنا، هم على هذا التراب لكن هم من يبنون أساسات علُّو شأنه، هم يميزون بين بذور الخير التي ستُزرع وبذور الشر التي ستُنتزع، هم يُمَثِّلون حروف الوطن وحركاته لأنَّهم مَنْ ساروا في ليلهِ ونهاره، في هضابهِ وسيوله ووديانه، مَنْ عاشوا فيه صغارًا حتى عاشَ فيهم كِبارًا، راسخ في عقولهم وعقيدتهم ومعتقاداتهم وحدة الضفتين الشرقيَّة والغربيَّة وأُخوَّةِ الشعبين الفلسطيني والأردني.
قال سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين "وعهدي لكم أن يبقى الأردن حرًا كريمًا عزيزًا آمنًا مطمئنًا"فهذا الوطن أعلامه مخفيَّة لأنَّها تسعى للأفعال لا للتغني بالأقوال، ويُظِلُّ بظلالهِ سقفنا فلا نخشى علينا وعليهم رُوَّاد هذا الكيان المُستقِّر دومًا.