شريط الأخبار
وزير الخارجية يشارك باجتماع أردني سوري أميركي لإقرار خطة لحل الأزمة بالسويداء برئاسة الرزاز .. جمعية الاقتصاد السياحي تختار مجلسها الاستشاري (أسماء) الأردن يوقع على خارطة طريق لحل أزمة السويداء واستقرار الجنوب السوري وزير الثقافة يلتقي جمعية المدربين الأردنيين الوزير المصري يلتقي عددًا من رؤساء البلديات السابقين في دارة حسن الرحيبة بالبادية الشمالية كلية الأميرة عالية الجامعية تستضيف عميد كلية الآداب/ جامعة الزيتونة الأردنية اليورو يتجه نحو أعلى مستوى في 4 سنوات زعيم طالبان يحظر خدمة الإنترنت اللاسلكي بأحد الأقاليم الأفغانية "لمنع الفساد" ما سبب استبعاد الدولي المغربي نايف أكرد من قائمة مارسيليا لمواجهة ريال مدريد؟ الاتحاد الأوروبي يؤجل حزمة العقوبات الـ19 ضد روسيا بسبب أزمات داخلية أردوغان: إسرائيل تحاول انتزاع شيء ما من الجنوب السوري بطريقة "فرق.. تسد" تحديد موقف لامين جمال من المشاركة مع برشلونة في مواجهة نيوكاسل أبو هنية يكتب: قوة ردع عربية مشتركة خيار وجودي أمام الغطرسة الإسرائيلية المبعوث الأميركي: الأردن شريك محوري في جهود السلام بالسويداء خارطة طريق أردنية سورية أميركية لحل الأزمة في السويداء الصفدي: الأردن يقف بالمطلق مع سوريا.. ولا يقبل أي تدخل في شأنهم الداخلي زيارة الأمير تميم للأردن.. رسالة واضحة تؤكد عمق الروابط الأخوية ووحدة الموقف العربي المجالي من ديوان عشيرة أبو دلبوح : يستذكر ومضات مشرقة من تاريخ ونشاط العين الدكتورة ريم الشملان في بيان : وقوفنا خلف القيادة الهاشمية لم يكن يوماً خياراً بل هو نهج راسخ وواجب وطني وأمانة تاريخية اجتماع أردني سوري أميركي في دمشق لبحث تثبيت وقف النار وحل الأزمة بالسويداء

الرواشدة يكتب : ما الذي يدفع الأردنيين إلى خيارات رديئة؟

الرواشدة يكتب : ما الذي يدفع الأردنيين إلى خيارات رديئة؟
حسين الرواشدة

يختار الناس – في الأصل - أفضل من لديهم ليمثلهم ويتحدث باسمهم، لكن ما الذي يدفعهم أحيانا إلى خيارات «رديئة» أو بدائل مغشوشة، ولماذا يقعون في «فخ» "الشطار" تارة ومصيدة «القنّاصين» تارة أخرى؟.

أسهل إجابة –هنا- هي «إدانة» المجتمع، او اتهامه بالجهل والاسترقاق لأصحاب المال والنفوذ، أو إلحاقه – كما يحلو للبعض أن يفعل - بقطار التخلف الذي انطلق بسرعة مذهلة منذ أن «استقالت» امتنا من التاريخ، لكن هذا التشخيص لا يقدم إجابات موضوعية وصحيحة على أسئلة مجتمعنا التي ما تزال معلقة منذ عقود طويلة، فهل نملك إذن إجابات أخرى تجعلنا أكثر فهما لما يحدث؟

لدي ثلاث ملاحظات يمكن إدراجها على صعيد النقاش الذي يدور الآن حول نتائج الانتخابات البرلمانية وموقف المجتمع «دعك الآن من الدولة وإجراءاتها» منها، أولاها أن مجتمعنا يتصف «بالفتوة» ويحظى بمستوى عال من التعليم، وثانيها أننا نتحدث عن «جزء» من المجتمع لا عن المجتمع كله، فالذين سيذهبون إلى الصناديق لا يمثلون إلا نسبة بسيطة منه، وثالثها أن الحضورين : الديني والعشائري ما زالا يسيطران على أغلبية هذا المجتمع؛ وهذان الحضوران لا يتعلقان فقط بالنصوص والقيم، وإنما بالممارسات والسلوكيات، ولهذا فنحن نتحدث عن حضور «التدين» وحضور «التقرب» والقرابة.

إذا اتفقنا على ذلك فان ما يدفع البعض في مجتمعنا إلى خيارات تبدو رديئة وغير صحيحة يتعلق بثلاثة أسباب على الأقل، الأول : النزوع نحو «الانتقام» من الواقع، تماما كما يحدث للأفراد حين يشعرون «بالإحباط» فيلجؤون إلى أسوأ الخيارات «الانتحار مثلا» والمجتمع –هنا- يعبر عن رفضه للواقع بإساءة الاختيار، سواء بشكل مقصود او غير مقصود.

السبب الثاني : ممارسة نوع من «الدونية» الأخلاقية التي تتناسب مع ظروف الواقع ومقتضياته وشروط الحركة فيه، وهنا يجنح بعض الأفراد في المجتمع إلى التماهي مع واقعهم، بما فيه من انحرافات لضمان العيش فيه، او لتحقيق منافع محددة منه، او بسبب إحساسهم بلا جدوى تغييره او عجزهم عن فعل ذلك، وبالتالي فان «تقمصهم» للحالة وانسجامهم معها – حتى لو كانوا يدركون سوءها - يجنبهم مشقة البحث عن البديل أو دفع ضريبة السباحة عكس التيار.

السبب الثالث : المجتمع، أو جزء منه ، يتصرف أحيانا بدافع «اللاوعي» وربما الإحساس بالخطر لاختيار «الأسوأ» بحثا عن «التغيير»، وقد يبدو فهم هذه «الحالة» صعبا، لكن ثمة تجارب كثيرة في تاريخ الأمم تؤكد أن الناس تمنح أحيانا ما لديها من فرص لأشخاص تعتقد أنهم ضد قناعاتها لكي تصنع مع مرور الوقت حالة من الرفض ضدهم، وعندها يحدث التغيير الذي «ترسبت» دوافعه داخل لاوعيهم وتصوروا أنهم غير قادرين على انجازه.

حين ندقق في هذه الأسباب الثلاثة، نكتشف أن مجتمعنا – بشكل عام - ما زال يتمتع بدرجة من «العافية»، وان الإصابات التي طرأت عليه، سواء في دائرة القيم والسلوك أو الخيارات، هي مؤقتة أولا، وتتعلق –ثانيا- بمناخات سياسية واقتصادية أخرجته عن طبيعته، كما نكتشف أيضا بان خياراته، حتى لو كانت رديئة، فإنها تجسد ردودا مقبولة ومفهومة، وربما «ذكية» على أسئلة الواقع ومشكلاته.