بيروت - القلعه نيوز - وكالات
بضربات غير مسبوقة منذ عام 2006 شنتها إسرائيل على ضاحية بيروت الجنوبية، الجمعة، قُتل زعيم حزب الله، حسن نصرالله، وكبار قادة الحزب، ورغم التكتم الإسرائيلي على أنواع الأسلحة المستخدمة في الهجوم، ترجح عدد من المصادر إسقاط قنابل تزن أكثر من 2000 رطل.
وأوضحت شبكة "سي أن أن" أنه بحلول غروب الشمس على بيروت، فجأة، دوى صوت انفجارات قوية متتالية وارتفعت أعمدة من الدخان من الضواحي الجنوبية للمدينة.
وأظهرت الصور التي بثتها محطات التلفزيون المحلية لاحقًا هوة واسعة حيث كانت هناك ستة مبانٍ، وكان رجال الإنقاذ يتنقلون بين الأنقاض التي كانت تبدو ضئيلة الحجم مقارنة بضخامة الحفرة.
وذكرت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية أن سلسلة الانفجارات التي وقعت عند حلول الليل أدت إلى تحويل ستة أبراج سكنية إلى أنقاض في حارة حريك، وهي منطقة مكتظة بالسكان، ذات أغلبية شيعية في ضاحية بيروت، وارتفعت سحابة من الدخان الأسود والبرتقالي إلى السماء، بينما اهتزت النوافذ وهزت المنازل على بعد حوالي 30 كيلومتراً (20 ميلاً) إلى الشمال من بيروت.
وأوضحت وكالة "أسوشيتد برس" أن اللقطات أظهرت عمال الإنقاذ وهم يتسلقون ألواحاً كبيرة من الخرسانة، محاطين بأكوام عالية من المعدن الملتوي والحطام. وظهرت عدة حفر، واحدة منها سقطت فيها سيارة. وشوهد سيل من السكان يحملون أمتعتهم وهم يفرون على طول طريق رئيسي خارج المنطقة.
ولم تقدم إسرائيل أي تعليق فوري حول نوع القنابل التي استخدمتها أو عددها، لكن الانفجار الناتج عن ذلك سوّى مساحة أكبر من كتلة المدينة بالأرض. ويحتفظ الجيش الإسرائيلي في ترسانته بقنابل موجهة أميركية الصنع تزن 2000 رطل ومصممة خصيصاً لضرب الأهداف تحت الأرض، وفقا لـ"أسوشيتد برس".
وقال ريتشارد وير، الباحث في الأزمات والأسلحة في هيومن رايتس ووتش، للوكالة إن الانفجارات كانت متسقة مع تلك الفئة من القنابل.
ورجحت "سي أن أن"، أنه بالنسبة لحجم الضربة، يُعتقد أنها شملت قنابل تزن 2000 رطل، ما يعتبر أمرًا متناسباً مع خطورة اللحظة. وكان هذا هو السيناريو الذي يخشاه كثيرون في لبنان وفي مختلف أنحاء المنطقة، سواء من أنصار نصر الله أو منتقديه.
وبالنسبة للأسلحة الأخرى المستخدمة، قال الخبير السابق في الجيش الأميركي، تريفور بول، للشبكة إنه "مع مستوى الضرر، من الصعب تحديد الذخائر والكمية الدقيقة، لكن من المحتمل استخدام قنابل متعددة تزن 2000 رطل، أو قنابل Mk 84s، أو MPR-2000، أو BLU-109، أو مزيج منهم".
وذكرت الشبكة أنه بعد وقت قصير من الضربة الضخمة، أعلن الجيش الإسرائيلي عن موجة جديدة من الضربات في جنوب بيروت. ومن على سطح أحد المباني في غرب المدينة، كان بوسع شبكة "سي إن إن" أن ترى اللون الأحمر الساطع للانفجارات يضيء سماء الليل، ويمتد على اتساع المنطقة المكتظة بالسكان حيث يتمتع حزب الله بحضور قوي، وحيث يتمركز معظم قياداته.
وأوضحت أن هذه الانفجارات أصغر من الضربة التي استهدفت نصرالله. لكنها أدت بالفعل إلى نزوح الآلاف من الناس، وإرسالهم إلى ملاجئ في أجزاء أخرى من بيروت، كما لجأ كثيرون إلى أرصفة الجزء الغربي الآمن نسبيًا من العاصمة، أي الممشى المطل على البحر والمعروف باسم الكورنيش.
وتبع ذلك قيام القوات الجوية الإسرائيلية بشن مجموعة جديدة من الضربات في وقت مبكر من صباح السبت، أيضًا في الضاحية الجنوبية، بعد وقت قصير من تحذير سكان ثلاثة مبانٍ لإخلائها. وقالت إن حزب الله يستخدمها لإخفاء الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن هجمات إضافية على البقاع في شرق لبنان وصور في الجنوب.وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن إسرائيل، مثل العديد من البلدان، شديدة السرية بشأن الأسلحة الموجودة في مخزونها، ولم يستجب المتحدثون الحكوميون الذين يحمون هذه المعلومات بشدة لطلبات التعليق.
وأوضحت أن إسرائيل أنتجت الكثير من الأسلحة في العام الماضي حتى أنها تمكنت من تصدير بعضها، رغم الحرب في غزة التي بدأت في أكتوبر. وأرسلت الولايات المتحدة إلى إسرائيل عشرات الآلاف على الأقل من الصواريخ والقنابل وقذائف المدفعية في السنوات الأخيرة.
ونظرا للتهديدات التي واجهتها، فمن المؤكد، بحسب الصحيفة، أن إسرائيل قد بنت مخزوناتها لدعم صراعات متعددة في وقت واحد، خاصة إذا حشدت إيران مجموعاتها المتحالفة في لبنان وسوريا والعراق واليمن لضربها في نفس الوقت.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الأسابيع التي أعقبت الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر والذي بدأ الحرب في غزة، أرسلت الولايات المتحدة طائرات محملة بالأسلحة إلى إسرائيل، بما في ذلك حوالي 3000 قنبلة وعشرات الآلاف من قذائف المدفعية.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان، الخميس، إن الولايات المتحدة سلمت أيضًا ما لا يقل عن 3.5 مليار دولار من "مشتريات الحرب الأساسية" غير المحددة.
لكن منذ مايو، توقفت إدارة بايدن عن إرسال قنابل تزن 2000 رطل إلى إسرائيل خوفًا من أن تتسبب في خسائر فادحة في صفوف المدنيين. ولا تزال إسرائيل تنتظر قنابل إضافية ومجموعات توجيه وصمامات للذخائر التي طلبت من الولايات المتحدة إرسالها خلال العام الماضي، وفقًا لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي معهد أبحاث في واشنطن.
الحره الامريكيه