شريط الأخبار
"العين غازي المقيبل السرحان" يبرق للملك وولي عهده بمناسبة عيد الاستقلال الـ79 سوريا ترحب بقرار رفع العقوبات الأميركية وتعتبره "خطوة إيجابية" أردوغان يجري محادثات مع الشرع في إسطنبول "المنتدى الاقتصادي: 79 عامًا من الاستقلال... قصة نجاح اقتصادي في وجه التحديات" العيسوي يلتقي 300 شخصية من خريجي وخريجات الكلية العلمية الإسلامية وزير الإدارة المحلية يتفقد 3 بلديات في عجلون وإربد الامن يُحبط محاولة تهريب 200 ألف حبّة مخدرة داخل إطار مركبة شحن الشيخة ريما ارتيمة رئيسه ملتقى اصايل الاردن تهنىء جلالة الملك وجلالة الملكة وولي العهد بعيد الاستقلال التاسع والسبعون "الأوقاف" تحتفي بوداع حجاج المملكة إلى الديار المقدسة الرياضيون في يوم الاستقلال: الأردن في القلب والميادين شاهدة الصناعة الوطنية: هدير الآلات يسكت ضجيج التحديات نحو العالمية اهتمام ملكي استثنائي بتعزيز استقلال وأمن الأردن في مجال الطاقة الكرك: جلسة نقاشية حول تعزيز مبادئ الحكومة الشفافة في الأردن الاستقلال نقلة فارقة بالإعلام الوطني..ورافعة أساسية بتجويد الخطاب والمحتوى في عيد الاستقلال ... التعليم العالي يصوغ مستقبله الذكي الطفيلة تباهي باستقلال الوطن وإنجازاته الأمن العام: إلقاء القبض على ثلاثة أحداث من جنسية عربية ظهروا يسيئون للعلم الأردني، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقّهم فاعليات رسمية وشعبية بعجلون: الاستقلال حدث فارق ومحطة مضيئة بتاريخ الوطن الزرقاء.. عيد الاستقلال رمز خالد لتعظيم الولاء والمكتسبات الوطنية Jordan on Its 79th Independence Day: A Journey of Pride and Honorable Stances

النائب السابق شريف الرواشدة ... بين السياسة والاقتصاد والبُعد الوطني

النائب السابق شريف الرواشدة ... بين السياسة والاقتصاد والبُعد الوطني
القلعة نيوز:

كتب: الصحفي ليث الفراية

في فضاء العمل العام، يندر أن يجتمع الأداء السياسي العميق مع الرؤية الاقتصادية المتقدمة والخدمة الاجتماعية المخلصة، إلا أن النائب السابق شريف توفيق الرواشدة شكّل حالة متفردة جمعت بين هذه الأبعاد، في مسيرة وطنية مشرفة لا تزال أصداؤها محل تقدير داخل الأوساط السياسية والاقتصادية الأردنية.

ولد شريف الرواشدة في محافظة الكرك عام 1958 ، وترعرع على قيم الانتماء والولاء للوطن والقيادة الهاشمية، وهي القيم التي ترسخت في وجدانه ونقلها معه في كل المحطات التي خاضها. تلقى تعليمه الجامعي في الاقتصاد، وهو التخصص الذي مهّده لفهم أعمق لطبيعة التحديات التنموية التي تواجه الوطن.

دفعه إيمانه بدور المؤسسات التشريعية في صياغة مستقبل الأردن إلى دخول معترك الانتخابات النيابية، حيث حظي بثقة الناخبين ليكون ممثلًا لهم تحت قبة البرلمان. وتميز خلال فترته النيابية بأداء عقلاني متزن، ومواقف تصب في مصلحة المواطن والدولة، بعيدًا عن الشعبوية أو المصالح الضيقة. وقد شغل عضوية لجنة الصحة والبيئة ولجنة الطاقة خلال عضويته في مجلس النواب السادس عشر (2010-2011)، حيث عُرف عنه حضوره المسؤول والتشريعي الوازن.

قبل دخوله المعترك النيابي، كانت للرواشدة مسيرة لامعة في القطاع المصرفي والاستثماري. فقد بدأ كمدقق داخلي في البنك الأردني الكويتي (1981-1987)، ثم مديرًا للقروض في بنك المشرق – الإمارات العربية المتحدة (1987-1988). أما المحطة الأهم فكانت في البنك السعودي للاستثمار في الرياض، حيث شغل منصب رئيس مجموعة الخدمات المصرفية للأفراد والخدمات الخاصة ومدير المركز الرئيسي، وذلك من عام 1988 حتى 2010، وحقق خلال تلك الفترة إنجازات نوعية تمثلت في نمو العمليات وتعزيز ثقة العملاء.

بعد خروجه من البرلمان، عاد شريف الرواشدة إلى ميدان الاقتصاد والاستثمار، وأسس عددًا من الشركات التي حملت فكرًا تنمويًا يرتكز على الإنتاج حيث لم يكن دخوله لهذا المجال محض انتقال وظيفي، بل استمرار طبيعي لمسيرة رجل آمن بأن الاقتصاد هو المحرك الرئيسي لأي مشروع نهضوي وطني.

تولى الرواشدة رئاسة مجلس إدارة العديد من الشركات التي تشكل أعمدة مهمة في الاقتصاد الوطني، أبرزها شركة المجموعة العربية الأردنية للتأمين، والتي ترأسها منذ 28 تموز 2022، وهي واحدة من أبرز شركات التأمين العاملة في المملكة، وتلعب دورًا مهمًا في دعم بيئة الأعمال.

كما ترأس على مدى أكثر من عقد من الزمان شركة البلاد للأوراق المالية والاستثمار بين عامي 2006 و2019، حيث ساهم في تطوير أدوات الاستثمار المالي، وتنمية ثقافة السوق المالية في الأردن، ما جعل الشركة فاعلًا حقيقيًا في قطاع الوساطة والاستثمار.

وكان له أيضًا دور ريادي في الصناعة، من خلال رئاسته لمجلس إدارة الشركة الوطنية لصناعة الكلورين من عام 2016 إلى 2020، وهي شركة حيوية في قطاع المواد الكيماوية، وتخدم السوق المحلي والإقليمي.

وفي فترة سابقة (2012-2015)، شغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة الإنماء العربية للتجارة والاستثمارات العالمية، وهي شركة متعددة الأنشطة تسعى إلى تعزيز الحضور الأردني في الأسواق الإقليمية. كما شغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة المجموعة العربية الأردنية للتأمين (2012-2016)، ما يعكس استمرارية حضوره في قطاع التأمين بأبعاده المختلفة.

ولم تكن مشاركاته مقصورة على المناصب القيادية فقط، بل كان أيضًا عضوًا في مجالس إدارة العديد من الشركات الأخرى ذات الأهمية، مثل شركة البلاد للخدمات الطبية، والشركة العربية لصناعة الألمنيوم (آرال)، والمدارس الكندية العالمية، التي تمثل نموذجًا تعليميًا متقدمًا.

يملك شريف الرواشدة شهادة عضو مجلس إدارة معتمد (J.I.O.D) من معهد المدراء الأردني بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية، مما يعكس التزامه الجاد بمبادئ الحوكمة الرشيدة، وتعزيز الشفافية والكفاءة في المؤسسات التي يديرها.

رؤيته للعمل الخيري كانت تقوم على التمكين لا الإعالة، وعلى بناء فرص مستدامة للشباب والأسر المستحقة، انطلاقًا من إيمانه بأن تنمية المجتمع لا تكتمل إلا عندما تتكامل الأدوار بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني.

كما شغل عضوية مجلس أمناء جامعة مؤتة حتى عام 2018، ويشغل حاليًا عضوية مجلس أمناء جامعة آل البيت منذ 27 حزيران 2022، وعضوية جمعية رجال الأعمال الأردنيين الكنديين، ونادي الطيران الشراعي الملكي الأردني ، وعضو مجلس اداره البنك التجاري منذ عام 2012 ولغايه العام 2024 وتأسيس مستشفى الاستقلال في العام 2002 .

شريف الرواشدة لم يكن يومًا من أولئك الذين يطلبون المناصب، بل كانت تأتيه تقديرًا لكفاءته، ومواقفه المسؤولة، وسيرته النظيفة. وحتى في المحطات التي تخللها بعض التحديات، بقي الرواشدة محافظًا على هدوئه، مؤمنًا بمؤسسات الدولة وبأهمية احترام القانون والاحتكام للدستور.

هو نموذج للمسؤول الذي لم يفصل بين المناصب وبين الانتماء الحقيقي لهذا الوطن. رجلٌ بنى مسيرته على أساس من النزاهة والكفاءة، فكان صوته تحت القبة صوت العقل، ومواقفه في الاقتصاد مواقف حكمة، ومبادراته المجتمعية تنبع من قلب يعرف حاجة الناس ويؤمن بحقهم في العيش الكريم.

وإن غاب عن المشهد النيابي في الوقت الراهن، إلا أن حضوره في الاقتصاد الوطني والعمل العام لا يزال فاعلًا ومؤثرًا، وهو ما يجعل من شريف الرواشدة أحد الأسماء التي تركت بصمة حقيقية في مسيرة الدولة الأردنية الحديثة.

يُشهد للرواشدة أنه لم يكن يومًا بعيدًا عن هموم الوطن، بل كان دائمًا حاضرًا في مختلف القضايا الوطنية، ويملك علاقات طيبة على مختلف المستويات الرسمية والشعبية، وهو قريب من نبض الناس، ويدرك تمامًا تفاصيل الواقع الأردني، ما يجعل مواقفه دائمًا مدروسة ومعبرة عن المصلحة العامة.

ويُعدّ من الشخصيات التي تحظى بقبول واسع في الأوساط العشائرية والسياسية والاقتصادية، نظرًا لسجله الناصع، ونهجه الوطني المتوازن، وقدرته على بناء جسور من الثقة والاحترام مع مختلف فئات المجتمع.

هو أحد الأصوات العقلانية التي تراهن على استقرار الدولة وتماسك مؤسساتها، ولا يبحث عن الأضواء بقدر ما يعمل بصمت، ويؤمن بأن الأردن يستحق الأفضل دومًا.