شريط الأخبار
روسيا: وقف إطلاق النار مع أوكرانيا لا يحقق تسوية دائمة للنزاع انتخابات المحامين .. جولة ثانية بين أبو عبود والشواورة لحسم موقع النقيب ترمب: نقترب من اتفاق بشأن غزة اليوم أو غداً وزير الداخلية: ميناء العقبة يشهد نقلة نوعية بمنظومة الأمن والسلامة العامة الأمير فيصل يتابع مجريات سير رالي الأردن الأردن يترأس ويدير اجتماع اللجنة التنفيذية للأعضاء المنتسبين للمنظمة العالمية للسياحة في إسبانيا بدء فرز الاصوات في انتخابات المحامين العيسوي يرعى احتفال أبناء شرق وجنوب عمان بمناسبة بعيد الاستقلال ماراثون للسيدات في حدائق الحسين خطوة نحو حياة صحية خالية من التدخين أمين عام وزارة الثقافة يشارك باجتماعات اللجنة الحكومية الدولية المعنيّة بالمِلكيّة الفكريّة في جنيف واشنطن بوست: الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة "فشلت" منتدى "تواصل 2025" ينطلق غداً تحت رعاية سموّ ولي العهد وزير الخارجية السعودي سيزور الضفة الغربية للمرة الأولى منذ 1967 وزيرة السياحة والآثار ترعى احتفال كلية عمّون بعيد الاستقلال وافتتاح المطبخ التراثي كواليس تصوير الفيلم الوثائقي "نشمي" "التعاون الإسلامي" تدين قرار إسرائيلي بالموافقة على إنشاء 22 مستوطنة جديدة ماكرون: الاعتراف بدولة فلسطينية واجب أخلاقي ومطلب سياسي غارات إسرائيلية عنيفة على مناطق عدة في لبنان شخصيات بريطانية مشهورة تدعو لوقف بيع الأسلحة لإسرائيل أجواء معتدلة في أغلب المناطق اليوم ودافئة غدا

بني عطا يكتب : أوروبا والاستثمار بأزمة التعليم والبحث العلمي في أميركا

بني عطا يكتب : أوروبا والاستثمار بأزمة التعليم والبحث العلمي في أميركا
اسعد بني عطا
بهدف تقليص عجز الموازنة الفيدرالية الأميركية الكبير خلال الربع الأول من السنة المالية الحالية ( ٢٠٢٥ ) ، فقد شدّدت الإدارة الأمريكية على خفض الإنفاق الفدرالي لتجنب الافلاس من خلال سلسلة من الإجراءات ، منها : خفّض الاحتياطي الفدرالي سعر الفائدة لمواكبة فرض الرسوم الجمركية على الواردات ، تقليص حجم القوى العاملة الفدرالية التي يبلغ عددها ( ٢،٣ ) مليونا ، إغلاق أو تقليص ( الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ) بسبب تهم بالفساد وهدر المال العام ، والتوجه لإغلاق الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ ، وكان من أهم وأخطر القرارات التي أعلن عنها البيت الأبيض تلك المتعلقة بملف التعليم تنفيذا لوعود قطعها ( ترامب ) خلال حملته الانتخابية ، وتضمنت :

. صوّت مجلس الشيوخ ( ٣/٣ ) لصالح تعيين ( ليندا ماكماهون / المديرة التنفيذية للمصارعة ) وزيرة للتعليم وكلفها ( ترامب ) بأن " تجعل نفسها بلا وظيفة " اي أن تعمل على تفكيك الوزارة ربما بحكم خلفيتها بالعمل في ميدان المصارعة ، وأعلن ( البيت الأبيض ) أن الرئيس سيوقع أمرا تنفيذيا بإغلاق الوزارة المصنفة ( ٤٠ ) على مستوى العالم رغم أن أميركا الأعلى بمستوى الإنفاق على التعليم بكافة مراحله ، وبلغ ( ٨٥٧ ) مليار دولار عام ( ٢٠٢٤ ) .

. تم إلغاء مليارات الدولارات المخصصة لتمويل البحث العلمي وتقدر ب ( ٣,٤٪ ) من الناتج الإجمالي ، وبلغت حسب الأرقام المنشورة لعام ( ٢٠٢١ ) حوالي ( ٨٢٣,٤ ) مليار دولار ، أنفق القطاع الخاص منها ( ٦٠٩ ) مليار دولار أي ما يعادل ( ٧٧٪ ) من إجمالي البحث والتطوير في الولايات المتحدة .

. وقف التمويل الفيدرالي عن المؤسسات التعليمية التي تسمح بتنظيم احتجاجات غير قانونية ، وفي هذا السياق قرر البيت الأبيض ( ٤/١٤ ) وقف معونات بقيمة ( ٢,٢ ) مليار دولار كانت مخصصة لجامعة ( هارفرد ) بعد رفض ادارتها التقيد بشروط الرئيس لمكافحة معاداة السامية في الحرم الجامعي ، واعتبرت وزارة التعليم أن على المؤسسات الأكاديمية تغيير سياساتها في مجالات الحوكمة والتوظيف وقبول الطلاب لوقف أي مضايقات للطلبة اليهود ، واستجابت ( جامعة كولومبيا ) لذلك ، واوقفت عشرات الطلبة عن الدراسة مؤقتا .

-بدورها قامت ( جامعة هارفارد ) برفع دعوى فدرالية ضد ( ترامب ) بعد تجميد تمويل بقيمة ( ٢,٢ ) مليار دولار ، واتهمته بمحاولة السيطرة على قراراتها الأكاديمية والتهديد بإلغاء الإعفاء الضريبي ومنع الطلبة الأجانب ، وقررت المحكمة تعليق قرار الرئيس منع ( هارفارد ) من تسجيل طلبة أجانب بعد الدعوى القضائية المرفوعة من الجامعة وجاء فيها أن خطوة ( ترامب ) انتقام واضح من ممارسة ( هارفرد ) لحقوقها .

-قرارات الإدارة الأمريكية دفعت قطاع التعليم للتحرك ضد الرئيس ، حيث قامت المؤسسات الفاعلة بالميدان بما يلي :

. اتهم أكثر من ( ٢٠٠ ) من رؤساء الجامعات الامريكية منها : ( برينستون ، براون ، هارفارد ، كولومبيا ، هاواي وكلية ولاية كونيتيكت المجتمعية ) في بيان مشترك ( إدارة ترامب ) بالتدخل السياسي في التعليم العالي ، موحّدين صفوفهم ، متهمين الإدارة بأنها تهدد استقلالهم بتجاوزات حكومية غير مسبوقة ، وبتدخل سياسي يهدد التعليم العالي الأمريكي ، مؤكدين أنهم مع الانفتاح على الإصلاح البناء ، ولا يعارضون الرقابة الحكومية المشروعة ، لكنهم يقفون ضد التدخل غير المبرر بحياة من يتعلمون ويعيشون ويعملون في الجامعات .

. أطلق أكثر من ( ١٩٠٠ ) عضو من جمعيات علمية نداء طلبا للمساعدة ، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة كانت " قِبلة " للباحثين والعلماء ولمن يسعى للارتقاء بمستواه الأكاديمي بكل المجالات نظرا للتمويل الهائل المخصص للجامعات الأمريكية ومراكز الأبحاث ، وحذروا من أن المشاريع العلمية للبلاد تتعرّض للتدمير ، داعين للوقوف ضد هذا الهجوم الشامل على العلم .

-سارع الاتحاد الأوروبي لالتقاط حالة الاضطراب التي أحدثتها قرارات ( ترامب ) في ميدان التعليم والبحث العلمي من خلال الضغوط المتزايدة على الجامعات وتقليص التمويل الفيدرالي المخصص للأبحاث وتضييق الخناق على كل من يتبنى فكرة لا تتناسب وسياسات ( ترامب ) ، ووجهت ( ١٣ ) دولة ، منها : ( فرنسا ، ألمانيا وإسبانيا ) رسالة للمفوضية الأوروبية حثتها فيها على التحرك لجذب المواهب الأكاديمية ، وأعلنت ( رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ) و ( الرئيس الفرنسي / إيمانويل ماكرون ) بتاريخ ( ٥/٥ ) عن تمويل جديد بـ( ٥٠٠ ) مليون يورو للفترة ما بين ( ٢٠٢٥-٢٠٢٧ ) لجذب العلماء الأجانب إلى أوروبا في ظل التهديدات التي تطال عملهم في الولايات المتحدة .

-تحرك الاتحاد الأوروبي قطعا خطوة مهمة بالاتجاه الصحيح ، وقد تدفع بقية دول العالم خصوصا الثرية منها للسير على نفس الطريق .